مبادرة التضامن مع المجتمع المدني العراقي (ICSSI )  – اخبار المنتدى الاجتماعي العراقي – بغداد تموز 2013

من جديد يرفض الشباب العراقي الاستلام للإحباط ويبادر لصناعة نسيج من الامل ليقاوم به دوامة العنف وعبث السياسة.  هم اقرب للنخيل الباسق الذي يضل واقفاً ومنتجاً مهما توالت عليه عوادي الزمن ومهما شح عليه الماء.

بالرغم من  اتساع دائرة العنف في العراق بشكل عام وفي بغداد خلال الاشهر الثلاثة الماضية ، وبالرغم من ان هذا العنف الهمجي استهدف هذه المرة الشباب وأماكن تجمعهم من مقاهي و ملاعب،  يواصل الشباب البغدادي عمله ونشاطه من اجل عقد المنتدى الاجتماعي العراقي الاول في بغداد ايلول القادم.

خلال شهر تموز 2013 بلغ عدد المتطوعين للعمل في المنتدى الى اكثر من ستين متطوع ومتطوعة من مختلف انحاء العراق، ومن مختلف الخلفيات يجمعهم حبهم لبلدهم وأملهم بغد افضل. ولغرض تنظيم وتدريب هذا العدد الكبير قامت اللجنة التحضيرية بعقد ورش تدريبية لعدد من هؤلاء المتطوعين بالتعاون مع الشبكة العراقية للإعلام المجتمعي (INSM) وممثلها حيدر حمزوز وبرعاية معهد صحافة الحرب والسلام (IWPR) و منظمة دعم الاعلام الدولي الدنماركي (IMS) ، وبمتابعة ومساهمة من مبادرة التضامن مع المجتمع المدني العراقي (ICSSI).

سارت هذه الورش بشكل جيد جدا وتفاعل الحضور وتعارف مع بعضه البعض ، وقدم منسق المنتدى “علي صاحب ”  نبذة تعريفية عن المنتدى الاجتماعي العراقي و أهدافه ، وتعرف الحضور على ” الإعلام الجديد” او ” السوشل ميديا” واهميته كوسيلة للتواصل والعمل الجماعي. وعلى مدار اكثر من 4 ساعات تم  تدريب المتطوعين حول إدارة صفحات ومجموعات الفيسبوك، وحول عدد من التقنيات الحديثة وكذلك وكيفية إستخدام وإدارة أدوات التواصل الاجتماعي وتويتر.

تبع هذه الورش اجتماع  انعقد في اليوم الثامن من شهر تموز 2013 للجنة متطوعي المنتدى الاجتماعي العراقي في مقر منظمة تموز للتنمية الاجتماعية. تم خلال هذا الاجتماع تقسيم المتطوعين الى فرق عمل مختلفة وحسب اهتمام وإمكانية كل من الشباب المتطوع. تناقش اعضاء كل فريق مع بعض ليتوصلوا الى نقاط معينة سواء كانت متطلبات يودون الحصول عليها من المنتدى او اهداف سيسعون الى تحقيقها او حتى نقاط ضعف يلاحظونها في فريق عملهم و بعد النقاش الذي استمر ما يقارب نصف ساعة ،قدم كل فريق النقاط التي توصلوا لها، و كانت هناك افكار جيدة و انتقادات بنائة من المتطوعين ستساعد بالمستقبل تحسين اداء المنتدى . الاجتماع قرب العلاقة بين المتطوعين و جعلهم يحسون بالراحة مع بعض و يتفهمون البعض الاخر بشكل اكبر و ايضا عزز لديهم روح الانتماء حيث ساهم كل المتطوعين و شاركوا في افكارهم مع الفرق الاخرى.

في عملهم اليومي يستمرون بنسج الامل وزرع الابتسامة في بغداد في ايام نحن احوج بها لمزيد من الامل. صورهم على صفحات التواصل الاجتماعي تكسر الرتابة وتتحدى صناع الموت والتفجيرات ، عملهم يعري الفساد ويعري من بذل مليارات بدون نتائج ملموسة، لن يحبطهم تعالي الجهات الحكومية عليهم وتقصيرها في مد يد العون لهم. عملهم وترابطهم مع بعض يفضح الطائفية ليقول لها لست عراقية ولن نستسلم لك.

 هذا ديدن الشباب العراقي ليس اليوم فقط تحدوا الموت والعنف مرات عديدة ،  بصراحة هناك سر يجمع هذا الشباب ويدفعه لمواصلة العمل ، العراقيون يسمونه “نخوة” وربما سماه الاخرون دافع او ربما حب الوطن والرغبة بالتغيير فانتظروا معنا فالعراقيون لن يستسلموا ابداً للعنف وسيصنعون السلام.