كيف يساعد التدريب على قضايا النوع الاجتماعي رائدات الأعمال في الاقتصادات الضعيفة
“لماذا نحن بحاجة إلى برامج ريادة أعمال خاصة بجنس محدد؟”
سؤال طرحته سارة كانتيلون، الخبيرة الاقتصادية ومديرة مركز العدالة الاقتصادية وأستاذة الاقتصاد والنوع الاجتماعي (الجندر) في كلية غلاسكو للأعمال والمجتمع بجامعة جلاسكو كالدونيان.
تكمُن الإجابة في مواجهة رائدات الأعمال العديد من الصعوبات ذات الأبعاد المختلفة الخاصة بالنوع الاجتماعي، بما في ذلك إمكانية الحصول على التمويل، والوصول إلى برامج تعليمية محددة، وعدم تطابق مهارات النساء في العمل، ونقص فرص الأعمال لرائدات الأعمال.
تعمل الأستاذة كانتيلون مع منظمة سبارك لتطوير منهج لريادة الأعمال يراعي الفوارق بين الجنسين وإعداده كبرنامج تدريبي تقدمه المنظمة الهولندية غير الحكومية بالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة، وهي منظمة تابعة للأمم المتحدة مكرسة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة. يهدف البرنامج إلى تقديم دعم إقليمي لرائدات الأعمال في أوروبا وآسيا الوسطى والشرق الأوسط اللواتي تأثرت أعمالهن بكوفيد-19. (اقرأ التقرير ذو الصلة: كوفيد-19 يضيق الخناق على جهود توفير فرص العمل في الشرق الأوسط).
يتضمن التدريب سبع وحدات للتعليم الإلكتروني والتعلم المختلط حول المساواة بين الجنسين، والتمكين الاقتصادي للمرأة، ومهارات تطوير الأعمال التجارية، وسبل العيش المستدامة في البلدان النامية و/ أو المتخلفة.
قالت كانتيلون “يسعدني حقًا أن أتيحت لي الفرصة للعمل مع سبارك في تطوير وحدات التدريب الخاصة بهم حول ريادة الأعمال. هناك القليل جدًا من المساعدة المتاحة لرائدات الأعمال في المناطق المتضررة من الأزمات أو الصراع أو النزوح. يُعد عمل سبارك المبتكر في هذا المجال ملهمًا، لا سيما في كيفية فتح الفرص أمام النساء والفئات الضعيفة والشباب لدخول سوق العمل أو الوصول إلى مسارات للتوظيف في مجال ريادة الأعمال.”
في الوقت الراهن، تم تسجيل 65 امرأة في الدورة التدريبية المكثفة عبر الإنترنت لمدة خمسة أسابيع. بعد ذلك، ستتمكن رائدات الأعمال المختارات من حضور جلسات إرشاد لمدة أربعة أسابيع.
أصبح تحسين عمل المرأة بالفعل أولوية حيوية للعديد من البلدان المستهدفة، والتي تشمل لبنان والأردن وتركيا والعراق، بما في ذلك إقليم كردستان.
العراق وإقليم كردستان
في العراق وإقليم كردستان شبه المستقل، يحدّ القطاع الخاص المتخلف، والضغوط المحلية، والتحيّزات الاجتماعية من قدرة المرأة على اقتحام سوق العمل.
وفقًا لمسح ديموغرافي أجرته حكومة إقليم كردستان العراق، تشارك 15 بالمئة فقط من النساء في سن العمل في القوى العاملة، وهي واحدة من أدنى المعدلات في العالم. تعمل ما يصل إلى 75 في المئة من النساء العاملات في كردستان في القطاع العام. ولذلك يندر رؤية رائدات أعمال في الإقليم.
تبنت حكومة الإقليم عدة سياسات لحماية وتعزيز توظيف المرأة، بما في ذلك توفير إجازة الأمومة، وحظر التمييز ضد المرأة، والجهود المبذولة لزيادة مشاركة المرأة في المجال العام. (اقرأ التقرير ذي الصلة: (مركز لدراسات الجندر يحارب الصور النمطية للمرأة في كردستان العراق.
كما صممت الحكومة العديد من استراتيجيات إعادة الإعمار والحد من الفقر التي تهدف إلى إعادة بناء قطاعات الزراعة والتعليم والصحة، والتي يواجه كل منها نكسات هائلة نتيجة للصراع الأخير. ويشير هذا إلى أن لهذه القطاعات القدرة على الاستمرار في توفير فرص العمل للنساء في السنوات القادمة.
تدريب عبر الإنترنت
لا تزال رائدات الأعمال مصدرًا غير مستغل للأعمال وخلق فرص العمل في هذه البلدان وغيرها من الاقتصادات الضعيفة، بما في ذلك أرمينيا وأذربيجان وجورجيا وكوسوفو وقيرغيزستان ومولدوفا.
بناءً على نصيحة الأستاذة كانتيلون، تقوم سبارك وشريكتها المحلية، فيفيكا، بتدريب رائدات الأعمال في هذه البلدان، باستخدام وحدات تراعي الفوارق بين الجنسين، بوجود ضيفات متحدثات من رائدات الأعمال ذوات الخبرة.
قالت أبرو بورغمان، رائدة الأعمال التركية ومؤسسة شركة Terra Enterprise، وهي شركة منسوجات عضوية، “لقد لعب هذا البرنامج دورًا تحفيزيًا في جهودنا لتحويل فكرة أعمالنا إلى خطة قابلة للتنفيذ. لقد كانت مشاركة هذه الفرصة مع رائدات أعمال أخريات، وتعلم المزيد عن التسويق والعرض التقديمي الموجه نحو الشركات الناشئة، والاستراتيجيات، وخطط الأعمال، بالإضافة إلى توجيهات الموجهين التي تلبي احتياجاتنا وأسئلتنا الخاصة، مفيدة لنا بشكل خاص.”
في نيسان/ أبريل، عقدت هيئة الأمم المتحدة للمرأة معرض ريادة الأعمال للسيدات إكسبو 2021 عبر الإنترنت، حيث انضمت المئات من رائدات الأعمال من 12 دولة إلى مراكز تفاعلية مشتركة للإبداع، وجلسات لتوليد الأفكار، ومختبرات لعرض الأعمال، وسوق عرض للمشاريع التجارية المملوكة للنساء، وفرص التواصل والتعلم من الأقران. تلقت بعض رائدات الأعمال دعمًا توجيهيًا حول كيفية تصميم وصقل واختبار خطط الأعمال النموذجية، وكيفية طرح أفكارهن التجارية، كما أتيحت لهن الفرصة للتواصل مع الشركات الوطنية والمتعددة الجنسيات والعالمية والمستثمرين والموجهين والشركاء الآخرين.
تعتمد الاقتصادات المستدامة والتنمية الاجتماعية على التمكين الاجتماعي والسياسي والاقتصادي للمرأة. وتلعب المؤسسات الاجتماعية دور مهم في هذا. من خلال جمع رائدات الأعمال معًا، تشجع سبارك وشركاؤها العمل المنسق بشأن السياسة القائمة على النوع الاجتماعي والتعليم والوصول إلى التمويل، مما يساعد كل بلد على تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.