المبادرة الدولية للتضامن مع المجتمع المدني العراقي

The Iraqi Civil Society Solidarity Initiative (ICSSI) is dedicated to bringing together Iraqi and international civil societies through concrete actions to build together another Iraq, with peace and Human Rights for all.

الخطاب الافتتاحي المقدم من قبل سلين جوريكو في المؤتمر الخاص بالمبادرة والذي أقيم في السليمانية

يسرني وجودكم هنا على الرغم من  الجهود التي تطلبت تنظيم هذا المؤتمر, وتعوضت هذه الجهود بحضوركم القيم لأجل مستقبل رؤيتنا المشتركة. وأود أن أؤكد أهمية وجودنا هنا, وكوننا مستمعون فعالون  وأصوات قوية.

اليوم نحن مراقبو,الأخطاء ونقاط الضعف العديدة للنظام العالمي الحالي والإنساني .

 نحن نجد أنفسنا اليوم  في فترة انتقال استثنائية من الحداثة إلى  حقبة جديدة نستطيع تخيلها ولكن لا نستطيع رؤيتها.

نحن نعيش اليوم في عالم غير عادل  وفوضوي, نشاهد انفجار حرب جديدة في أوكرانيا: ألم جديد أصاب المدنيين الأبرياء  بسبب جنون سياسات “القوة بالقوة”, ونحن نعلم انها مجرد حرب إضافية  للحروب الكثيرة التي تحدث حول العالم, كما أن  العراق وإقليم  كوردستان لديهم تجربة سابقة ولا يزالون يواجهونها اليوم.

اليوم, في غضون هذه الفوضى نشعر وكأننا  متفرجون , لكننا مراقبون بإرادة قوية للنشاط لأجل مستقبل مسالم: تبحث السياسية المستقبلية عن الحاجات الإنسانية الفعلية, وعن إنسانية قادرة على مواجهة تحول النزاعات إلى  وسائل لا عنفية.

نحن نجتمع اليوم ونحمل على أكتافنا تجربة كوفيد 19, والتي أظهرت للعالم بأجمعه ضعف أنظمتنا الاجتماعية, والتي هي مختلفة عن بعضها لكن جميعها مبنية ضمن نطاق السياسات النيوليبرالية, وفي حالات كثيرة تكون متأثرة بالفساد.

فترة وباء كوفيد 19, يمكن تلخيصها لبعض المنظمات بكونها جهودا  مجددة لتحليلات داخلية. وكذلك الحال مع المبادرة, والذي – كما سترون في اليوم الرابع من المؤتمر- بدأنا بالتفكير بالقيم الهيكلية والمهنية بالنظر إلى التغييرات التي حدثت لسياق المجتمع المدني العراقي خاصة بعد انتفاضة تشرين عام 2019  وإعادة  تقييم تماسك مهمتنا مع نشاطنا الفعلي. 

كما ترون, اعتقد ان قدرتنا للتعاون مع بعضنا, في حياتنا الشخصية والعامة أيضا, وهذا يعتمد اولا على الطريقة التي نعمل بها على أنفسنا.

واعتقد  أيضا أن  عملنا هو تحويل التحديات  إلى  فرص. ومن هذا المبدأ يمكننا أن نرى أن الوباء ولد وعي اقوى عن نقاط ضعف مجتمعاتنا, وكما لم يحدث من قبل, عن أهمية العلاقات الاجتماعية من أجل حياتنا كأفراد من البشر وجماعات. لقد ألتقينا  إلكترونيا, والآن انظروا حولكم: يمكن أن تشعروا بقوة الفرق بكوننا سوية, وننظر بعيون بعضنا البعض.

لكوننا نتشارك رؤية موحدة,نحن صناع التغيير للإصلاح المجتمعي .أن مهمة المبادرة هي انشاء روابط تضامن بين المجتمع المدني العراق والمجتمع المدني الدولي: وبهذا الخصوص, أود أن أؤكد أن أي  فعل دولي لا يمكن أن يعتبر كدور “مساعدة”, المجتمع المدني العراقي قادر على أن يطور قوته وهو المالك الحقيقي لنضاله. كدوليين, مع مصادرنا ورؤيتنا مجرد دعم لهذا النضال لأننا نرى مسؤوليتنا كجزء من المجتمع الدولي تجاه وضع العراق, ونحن نعرف أهمية  العمل معا لمواجهة التحديات المشتركة.

قد يكون الامر صعبا, لكننا يمكن ان نكون اقوى طريق مشاركة معرفتنا و استراتيجيتنا, وإتاحة الفرص لبعضنا البعض, إن كان بإمكاننا أن نعمل سوية وتوزيع الجهود وتحسين انشطة بعضا البعض لأجل نتائج مشتركة.

 نحن الحاملون  للتغيير المشترك المطلوب, وداخل عقولنا نستطيع ان نرى كيف سيكون شكل المجتمع في ظل العدالة العالمية المستقبلية: لكنها أيضا مسؤوليتنا ان نجد طرق و واستراتيجيتنا  لجعل الامر واقعا.

لذا أنا أدعوكم جميعا لاغتنام  الفرصة في هذا المؤتمر ومشاركة وجهات نظركم والتعلم من بعضنا البعض لخلق ادراك  اكثر عن استراتيجيات المجتمع المدني العراقي واحتياجاته, لمشاركة الخبرات والفرص عن كيفية جعل هذا المستقبل واقعا, وبأخذ بنظر الاعتبار قيمة المبادرة كطريقة شاملة للعمل على هذا الهدف.

شكرا جزيلا.

سلينا جوريكو,عملت بمنصب المنسق الدولي لمبادرة التضامن مع المجتمع المدني العراقي في سنة 2020 وسنة 2021,حيث قادت العمل من خلال نهج تعاوني,سيلين والمنسق المحلي السابق علي الكرخي,معا كجزء من فريق المبادرة قاموا بنتظيم مؤتمر المبادرة لسنة 2022, لبدء التضامن في السليمانية.