إلى متى سيستمر اغتيال النشطاء؟
تعرضت زميلتنا والناشطة ، لوديا ريمون ، مع زميلين آخرين ، اليوم ، لمحاولة اغتيال فاشلة باستخدام الأسلحة النارية. خرج المسلحون من سيارتهم في وضح النهار بالبصرة وفتحوا النار على زملائنا. أصيبت هي والناشطان الأخران وتم نقلهما على الفور إلى المستشفى.
ويتزامن الحادث مع اغتيالات مماثلة لنشطاء آخرين أدت إلى وفاتهم خلال اليومين الماضيين ، فيما يبدو أنها حملة ممنهجة تستهدف الفاعلين في الحركة الاحتجاجية والأصوات الحرة الداعية إلى التغيير. كما تشهد شوارع البصرة حالة من التوتر والغضب انعكست في مظاهرات صاخبة خلال الأسبوع الجاري ، قوبلت بقمع وترهيب للسلطات المحلية.
الاغتيالات و عمليات القتل التي تعرض لها النشطاء في جميع السنوات الماضية لم تنجح في إنهاء النشاط السلمي الداعي للتغيير. بل على العكس من ذلك ، فقد زاد من تعقيد فرص الخروج من الموقف بحلول سهلة وزاد من حجم الغضب الشعبي تجاه السلطة ومن يختبئ تحتها ، من عصابات الموت غير المنضبطة.
إن محاولات الاغتيال التي تعرض لها زملائنا لن تمنعنا من الاستمرار في طريق المطالبة بتغيير مسار العمل السياسي في العراق، والتي خرج الشعب ضدها وعبروا عن رفضهم لهذا النهج في انتفاضتهم المستمرة منذ تشرين الأول من العام الماضي.
إنها نقطة مصيرية للحكومة التي تشكلت بعد الانتفاضة لمواجهتها بحزم وجدية. مع استمرار وعود الحكومة بتلبية مطالب متظاهري أكتوبر ، تواصل فرق الموت اغتيالاتها بحق النشطاء السلميين وقتلهم واحدا تلو الآخر ، في مشهد لا يمكن تفسيره إلا على أنه فشل حكومي في الوفاء بوعودها و الالتزامات الأساسية لتحقيقها.
نأسف لهذا العمل الجبان الذي قامت به جماعات ظالمة وخارجة عن القانون تحاول تقييد حركة النشطاء وإبقائهم خارج الصورة بكل الوسائل الضرورية. هذه محاولات بائسة لإسكات الاحتجاجات الرافضة لأداء النخب السياسية الحاكمة التي هيمنت على السلطة طيلة السبعة عشر عاما الماضية ، ونحمل الحكومة العراقية والقوى الأمنية المسؤولية نتيجة فشلها في حماية النشطاء. والسماح للجماعات المسلحة بالتلاعب بحياة العراقيين.
مسار حرية التعبير
17 أغسطس 2020
