المبادرة الدولية للتضامن مع المجتمع المدني العراقي

The Iraqi Civil Society Solidarity Initiative (ICSSI) is dedicated to bringing together Iraqi and international civil societies through concrete actions to build together another Iraq, with peace and Human Rights for all.

في الذكرى الثالثة لاحتجاجات تشرين وشهدائها

منذ الاحتجاجات السلمية التي انطلقت في الأول من تشرين الأول 2019, الى رفع اخر خيمة في ساحة التحرير في الخامس والعشرين من تشرين الأول 2020, حصلت العديد من الأحداث على المستوى السياسي والديمقراطي والاقتصادي والاجتماعي في العراق.

كما نعلم, طالب العديد من المتظاهرين بقانون انتخابات جديد وهو قانون الدوائر الانتخابية المتعددة والذي ينص على أن كل دائرة  انتخابية لديها مرشحيها الخاصين بها, وناخبي هذه الدائرة لا يمكنهم سوى انتخاب مرشحي دائرتهم. 

تم اقتراح هذا القانون سابقا من قبل نائبي التيار الصدري في 2018. لهذا, العديد من الناس والمحللين بينوا أن هذا القانون يخدم التيار الصدري. وسبب هذا الادعاء هو حقيقة أن اتباع التيار الصدري ولائيون جدا ومنظمين ويتبعون أوامر قائد التيار مقتدى الصدر. لهذا, خلال فترة الانتخابات, عين التيار الصدري ناخب واحد لكل دائرة انتخابية ووجهوا أتباعهم بأنتخاب هذا المرشح والذي جعل كثافة الناخبين الصدريين تتركز على ناخب واحد في كل دائرة. وبناء على هذه التوقعات والعوامل, فاز التيار الصدري في الانتخابات برقم مقاعد كبير, والذي ادى للأحداث ما بين الإطار التنسيقي والتيار الصدري. 

بغداد, الاول من تشرين الاول 2022

غيرت احتجاجات تشرين العديد من المفاهيم الاجتماعية المتطرفة في المجتمع العراقي باتجاه مجتمع متعايش سلميا. انطلقت تشرين من مبدأ الوطنية والمساواة ما بين جميع العراقيين والمطالبة بحقوق وحريات متساوية ما بين جميع العراقيين. وبخلاف احتجاجات اخرى, تشرين حملت هذه القيم بإخلاص والذي ادى الى نقل هذه القيم إلى معظم المجتمع العراقي. ويمكن الآن رؤية العديد من التغييرات الكبيرة في المجتمع العراقي قبل وبعد الاحتجاجات. على سبيل المثال, أصبح الشاب العراقي مهتما أكثر بالسياسة والأخبار والشعر السياسي واتخاذ المواقف. نسبة تحرش المراهقين الذكور العراقيين بالفتيات قد قلت مع تقليل الحكم على الفتيات بناء على مظهرهن ملابسهن. وبما ان كانت هناك مشاركة فعالة للنساء في المظاهرات, نسبة الوعي بحقوق المرأة والناشطات النسويات قد ازداد بشكل نسبي ايضا. 

خلال السنة الفائتة, تدهور الوضع الاقتصادي في العراق عندما قررت الحكومة العراقية خفض قيمة الدينار العراقي بالنسبة إلى قيمة الدولار الأمريكي لتعويض الخسائر التي حصلت في خزينة الدولة. وهذا سبب ضرر اقتصادي لمصدر عيش معظم العراقيين, فالاحتياجات الأساسية أصبحت مكلفة في السوق بالاضافة الى جميع المنتجات الأخرى وازدادت أسعارها بسبب عدم وجود صناعة محلية بالنسبة الى معظم المنتجات المعروضة في السوق وبالتالي ازدادت تكلفة الحياة اليومية للمواطن العراقي. 

بعد الخامس والعشرين من تشرين الأول 2020, تشكلت العديد من الأحزاب السياسية حاملة شعارات وأسماء تشرين وشهدائها. مثل امتداد والبيت الوطني وحركة نازل اخذ حقي والبيت العراقي واشراقة كانون وغيرها الكثير بالاضافة الى مرشحين مستقلين وناشطين. بعض من هذه الأحزاب والمستقلين قرروا ترشحين ذاتهم في انتخابات 2021 والبعض الآخر قرر مقاطعتها. تجادل العديد من المواطنين بخصوص ترشيحهم ما بين مؤيد ومعارض بالنسبة للذين كانوا يشجعون ترشيحهم قالوا بأننا نحتاج لناس يمثلون إيديولوجية وطنية مدنية وان تشرين هي افضل خيار لذلك. وأما بالنسبة للذين كانوا معارضين لها, عبروا عن حقيقة ان هذه الاحزاب الجديدة غير قوية بشكل كافي لمواجهة الأحزاب الفاسدة القوية والتي تمتلك المال والميليشيات والاسلحة والقوة للتحكم بعملية اتخاذ القرار والوضع العام للعراق وأن هذه الأحزاب الجديدة ستضطر للتحالف مع الفاسدين من اجل الحصول على القوة ليصبحوا مؤثرين فعلا بشكل ما. بعد الانتخابات, بعض من هذه الأحزاب والمستقلين قد فازوا بمقاعد داخل مجلس النواب, وبعد مرور الايام, أولئك الذين كانوا معارضين على ترشيحهم كانوا محقين إلى درجة ما. على سبيل المثال, عُثر على علاء الركابي, الأمين العام لحركة امتداد في العديد من المناسبات والاجتماعات حاضرا مع الإطار التنسيقي والذي ادى الى انشقاق حمسة اعضاء من الحزب بالرغم من انكارهم اي تعاون معهم وقد شكلوا تحالفا ايضا مع الجيل الجديد.
بعيدا عن الجانب السياسي, كان هنالك الكثير من من الاحتجاجات التي حملت اسم تشرين في السنتين الماضيتين مع الوقفات الاحتجاجية والمظاهرات التي تستذكر موعد انطلاق تشرين, واحدى هذه المظاهرات هي احتجاجات يوم 25 آيار 2021 في بغداد والتي تم قمعها من قبل الحكومة وراح ضحيتها شهيد و14 جريح. 

بغداد, الاول من تشرين الاول 2022

اليوم هو الاول تشرين الاول 2022, الذكرى الثالثة لاحتجاجات تشرين, ستكون هناك احتجاجات منتشرة في أنحاء العراق, خاصة في بغداد. مع وجود الاحداث الحالية من تصعيد سياسي في العراق, نحن لا نعلم ما سيحدث اليوم أو في الأيام القادمة لكننا نأمل أن تكون مسالمة ونشجع السياسيين على اللجوء إلى استخدام الحوار والنقاش كأداة للوصول إلى حلول مشتركة.

لقراءة المزيد حول انتهاكات حقوق الانسان خلال تشرين في تقرير معد من قبل الكرار حسن, اضغط هنا.