متظاهرو العراق يطالبون بإبعاد البلاد عن الصراع الأميركي الإيراني
أكثم سيف الدين – العربي الجديد
شهدت ساحات التظاهر في العاصمة العراقية بغداد والمحافظات الجنوبية، يوم السبت 4 كانون الثاني، زخماً جديداً بتوافد المئات نحوها، وقد رفع المحتجون مطالبات بإبعاد العراق عن الصراع الأميركي الإيراني، كما طالبوا رئيس الجمهورية بحسم اختيار رئيس مستقل للحكومة.
ووصل المئات من المحتجين، صباح السبت، إلى ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد، على الرغم من الإجراءات الأمنية المشددة التي رافقت تشييع قائد “فيلق القدس” الإيراني، قاسم سليماني، ونائب زعيم مليشيات “الحشد الشعبي”، أبو مهدي المهندس التي جرت اليوم، ورفع المتظاهرون لافتات تؤكد على رفض تحويل العراق لساحة حرب أو صراع بالوكالة بين واشنطن وطهران.
وأكد ناشطون أن ساحات التظاهر بدأت تغص بأعداد من المتظاهرين، الذين رفعوا شعارات طالبوا فيها، بإبعاد العراق عن الصراع بالمنطقة، سيما الصراع الإيراني الأميركي.
وقال الناشط المدني، بلال العامري، لـ”العربي الجديد”، “اليوم ساحات التظاهر شهدت توافد أعداد كبيرة من المحتجين.. مطالبنا بجميع المحافظات توحدت باتجاه الدعوة لإبعاد البلاد عن الصراع بالمنطقة”، مبيناً أن العراق يزداد ضياعاً بين القوى الإقليمية والدولية بسبب القوى السياسية المسيطرة على حكم البلاد منذ عام 2003.
وأكد، “نريد أن يكون عراقنا للعراقيين، ونطالب بحكومة مستقلة، برئاسة مستقلة تعمل للعراق فقط لا لحساب إيران أو غيرها”، داعياً، رئيس الجمهورية برهم صالح، إلى أن “يحسم ملف اختيار رئيس مستقل للحكومة، ولا يخضع للضغوط الحزبية والإيرانية”.
ولم تختلف المطالب التي رُفعت في ساحة التحرير عن مطالب المحافظات الجنوبية التي تتواصل فيها الاعتصامات بشكل يومي، إذ شهدت ساحات التظاهر في محافظات كربلاء وذي قار والقادسية والمثنى والبصرة والنجف، احتجاجات واسعة اليوم، وسط هتافات وشعارات تندد بأحزاب السلطة، وتندد بالتدخل الخارجي بمختلف أنواعه.
ووسط إجراءات أمنية مشددة شهدتها ساحات التظاهر في أغلب المحافظات الجنوبية، شاركت العديد من المنظمات والفعاليات المحلية المدنية في التظاهرات، مؤكدة على دعمها للمطالب المحقة التي يدعو المتظاهرون إليها، وأكدت أن صوت التظاهرات سيستمر حتى تحقيق المطالب المشروعة.
وتتواصل التظاهرات الشعبية في عموم العراق، في ظل استمرار الخلاف السياسي وتمسك تحالف البناء، المدعوم إيرانياً بمنصب رئاسة الوزراء، وممارسته ضغوطاً على رئيس الجمهورية للقبول بمرشحيه.
وبسبب ذلك، يتوقع سياسيون، استمرار عبد المهدي برئاسة حكومة تصريف الأعمال لفترة أخرى، وقال عضو دولة القانون، النائب السابق جاسم محمد جعفر، إن “عبد المهدي وحكومته باقيان لثلاثة أشهر أخرى”.
وأكد، في تصريح صحافي، أن “الأوضاع السياسية الحالية والاعتداء الأميركي الأخير، خلطت جميع الأوراق في البلاد، وأنهت قضية حسم تشكيل حكومة جديدة بالعراق”، مبيناً أن “الكتل السياسية منشغلة حالياً بترتيب أوضاعها عقب الاعتداء الأميركي السافر، وهي لا تفكر بموضوع تشكيل الحكومة”.