رسالة تضامن من المجتمع المدني العراقي الى بيروت والمجتمع المدني اللبناني
أشعلنا الشموع ورفعنا اعلام لبنان في مدننا وقرانا وتعالت الاصوات بالدعاء للجرحى والرحمة للشهداء، غير اننا وجدنا ان هذا التضامن لا يكفي، فاخترنا ان نعبر عن مشاعر الدعم والمؤازرة برسالة التضامن هذه، لنسطر فيها القواسم المشتركة التي جمعت نضال الشعبين، ونعزز فرص التعاون للخروج من هذا الظرف العصيب.
يعرف العراقيون أكثر من غيرهم حجم الألم الذي تعانيه بيروت وسكانها جراء دمار الانفجار، لما عاشه العراق من حروب وصراعات جرت على ارضه وتركت جرحاً في ذاكرة كل فرد فيه. لذا يشعر العراقيون بمسؤولية التضامن ومد يد العون والمساعدة في مثل هذه الظروف، للمساعدة في الخروج من تبعات المأساة الإنسانية العصيبة.
لقد تزامن وقوف الشعبين العراقي واللبناني بوجه الفساد في وقت واحد، اذ خرج الآلاف من المحتجين السلميين في احتجاجات لبنان بتاريخ ١٧ وفي العراق بتاريخ ٢٥ أكتوبر / تشرين الاول ٢٠١٩ فيما عرف بثورة أكتوبر. تشابهت حينها المطالب، واتحد الشعبين ضد غريم واحد هو الفساد، حيث طالبت التظاهرات في كلا البلدين بتغيير نظام المحاصصة السياسية وإصلاح آليات إدارة المفاصل الحكومية، فيما لا يزال النضال مستمراً في البلدين لقطع يد التدخلات الخارجية واعلاء السيادة الوطنية.
في مسيرة نضالنا المشترك من اجل السلام والحرية وسيادة الحقوق، شهدنا تجارب من التعاون الفريد، التي اغنت وعززت خطوات بعضنا البعض. فمثلت حركة لا عنف في لبنان الملهم لتجارب جماعة لا عنف العراقية، وتعاونت فرق اللاعنف في هذا الإطار لإعلاء اصوات سلمية لطالما كانت المنطقة بحاجة لها. كما مثل التعاون البناء بين منظمة “باسكت تهزم الحدود” اللبنانية ومنظمة “رياضة ضد العنف” العراقية فرصة لخلق بدائل اجتماعية فاعلة لنشر قيم السلام ورفض العنف باستخدام أدوات الرياضة. ليأتي لاحقاً التعاون بين حملة “أنقذوا مرج بسري” في لبنان، وحملة “انقاذ نهر دجلة والاهوار العراقية” وجمعية “حماة دجلة” في العراق ليساهم في تعزيز العمل من اجل حماية البيئة وموارد المياه في دول المنطقة والتأسيس لمفاهيم بيئية أكثر استدامة. كما استفادت مجموعة “هي الثورة” في العراق من تبادل الخبرات مع النشطاء اللبنانيين في قضايا حقوق المرأة ومواجهة العنف الاسري.
لطالما شكلت هذه العلاقة العميقة بين المجتمع المدني العراقي واللبناني فرصة لتقوية اواصل العمل المشترك وتعزيز إمكانية المدافعة في القضايا الاجتماعية التي تهم البلدين، ونسعى في مبادرة التضامن مع المجتمع المدني العراقي لتعزيز هذه العلاقة بإتجاه تحقيق المزيد من النجاحات في النضال.