نساء العراق اكثر عرضة للتحرش والعراق احد اسوء الاماكن للمرأة في العالم !
مبادرة التضامن مع المجتمع المدني العراقي (ICSSI) شباط 2014
تتزايد ظاهرة التحرش بالنساء والفتيات في العراق وبشكل خطير، مما يجعل العراق احد أسوء الاماكن في العالم للمرأة. وتغيب عن الساحة التشخيصات الدقيقة لهذه الظاهرة. فالمجتمع العراقي عانى من سياسات خاطئة قسمت المجتمع الى قسمين بين الذكور والإناث حتى اضحى التعايش الطبيعي بينهما في الاماكن العامة مستحيلاً. ويحجم الكثير من العراقيين عن الخروج الى الشارع مع زوجتهم او بناتهم او اخواتهم ، خوفا من التعرض للتحرش، بينما يقوم اخرين بمنع بناتهم من الخروج من المنزل اومن مواصلة الدراسة لنفس السبب. كما لا تتوفر احصائيات دقيقة عن حالات التحرش لكن الجميع يتفق بأنها في ازدياد كبير. ويفلت مرتكب التحرش من العقاب ويكتم النساء حالات التحرش خوفا من تعرضهن للعقاب بدلا من الانصاف!
وبالرغم من ان المجتمع العراقي عرف في العقود الماضية (خصوصاً سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي) مساهمة وحضور كثيف للمرأة في الاماكن العامة، وشوارع امنة للمرأة قياسا بالوضع الحالي، وتعايش بين الذكور والاناث في المدارس والكليات. لكن واعتبارا من تسعينيات القرن الماضي حينما بدا الرئيس السابق حملته “الايمانية” محاولا تكريس التفسيرات الدينية المحافظة والعشائرية لصالح ديمومة حكمه، شهد المجتمع العراقي مسيرة لعزل الاناث عن الذكور واصلتها الحكومات العراقية التي تلت بشكل مكثف. فقسمت المدارس من الابتدائية وصولا الى بعض الاقسام في الكليات. كذلك فرضت العزلة والتقسيم على بعض اماكن العمل والأماكن العامة الاخرى وبالتواتر مع ازدياد نفوذ الاحزاب الدينية المحافظة والميالة الى تفسيرات قصيرة النظر وخاطئة للدين والقيم والآداب. وصعدت هذه العزلة من حالات الكبت ومن احتمالات التحرش في الاماكن المختلطة.
وتشمل ظاهرة التحرش النساء بمختلف مواقعهن وبدرجات متفاوتة تبدأ بتوجيه عبارات جارحة وبالملاحقة وقد تصل احيانا الى القتل والاغتصاب. كما حصل في البصرة و اربيل . حيث اغتصبت طفلتين (بنين 4 سنوات وعبير 5 سنوات) في محافظة البصرة اواخر عام 2012 وتم قتلهما ورميهما في الطريق وبطريقة بشعة. اما في اربيل وفي مطلع هذا العام 2014، فقد أقدم ستة شبان باغتصاب لاجئة سورية بعمر 16 سنة في عاصمة إقليم كوردستان العراق التي تحظى بوضع امني مستقر قياسا بباقي العراق.
وفي هذه المقالة تشير المبادرة الى بعض الحالات والتحقيقات الخاصة بهذا الموضوع عسى ان تكون بادرة لاهتمام اوسع لهذه الظاهرة الخطيرة.
نساء العراق عرضة للتحرش حتى في الدوائر الرسمية!
ونقلا عن وكالة المدى برس عن تقرير نشرته في 18 كانون الثاني 2014، فان وزيرة المراة المعروفة بمواقفها المتحفظة تجاه المساواة وبمساندتها لتفسيرات محافظة لحقوق المراة ، اعترفت هي الاخرى بارتفاع معدلات التحرش الجنسي بالنساء في العراق ، وحتى في الدوائر الرسمية حيث اكدت “بأن الكثير من المطلقات والأرامل يتعرضن للمساومة لقاء حصولهن على وظيفة او انجاز المعاملات في دوائر الدولة. وطالبت الحكومة بتخصيص نسبة ثابتة لهن في التعيينات والمجمعات السكنية” و وقالت وزيرة الدولة لشؤون المرأة ابتهال الزيدي، في حديثه الى (المدى برس) إن “الوزارة تتلقى الكثير من الشكاوى من نساء تعرضن للتحرش الجنسي في الشارع وفي الدوائر الحكومية ودوائر القطاع الخاص”،من بينهن ناشطات واعلاميات”، مؤكدة أن “ظاهرة التحرش الجنسي باتت تهدد أمن المرأة”.
ونقلت وكالة المدى في تقريرها هذا وعن مؤسسة تومسن رويترز الخيرية، بان الاخيرة عدت في الـ (12 تشرين الثاني 2013)، العراق بأنه “ثاني اسوأ مكان في العالم العربي، بعد مصر، يمكن ان تعيش فيه المرأة”، وبينت أن “14.5% فقط من العراقيات لديهن وظائف بينما توجد 1.6 مليون ارملة”، ولفتت الى أن “ثلثي العراقيات يطلب إذن أزواجهن للذهاب الى العيادة الصحية”، مؤكدة أن “آلاف النساء اضطررن للعمل بالدعارة في بلدان مجاورة بسبب النزوح الجماعي والاقتتال الطائفي”.
ويشير الصحفي “نهاد الحديثي ” في موضوع نشرته “وكالة اخبار المراة “ بان احد الاستطلاعات التي اجريت في العراق اظهرت بأن المتحرشين أغلبهم من ذوي المناصب الأعلى والأرفع في السلم الوظيفي. “فقد أكدت 70 في المائة من المشاركات في الاستطلاع بأنهن يتعرضن للتحرش الجنسي فقط من الذين هم أعلى منهن وظيفياً، وتسبب هذا لـ81 في المائة من المشاركات بتعرضهن لضرر وظيفي بسبب رفضهن للتحرش الجنسي “
الصحفيات العراقيات الاكثر عرضة للتحرش بين اقرانهن في العالم العربي!
وترفض الكثير من الصحفيات العراقيات على محاولات التحرش الجنسي التي يتعرضن لها داخل المؤسسات الإعلامية خشية تشويه سمعتهن في ظل مجتمع ذكوري عشائري ويحضا رجال الدين فيه بسلطة ونفوذ كبير . وخلال ندوة اقامتها الجمعية العراقية للدفاع عن حقوق الصحفيين، في بغداد، اكد إبراهيم السراجي، رئيس الجمعية على هامش الندوة لـ”أنباء موسكو” أن “المرأة الصحفية تتعرض للتحرش الجنسي داخل بعض المؤسسات الإعلامية، ونحن نتحفظ على الحالات لرفضهن الكشف عنها خوفاً على تشويه السمعة لاسيما وأن مجتمعنا ذكوري، كذلك ذويهن يرفضون أن يتحدثن عن ما تعرضن له خشية على صيت العائلة والسمعة”.
ونقل موقع الوسط ، نتائج استبيان اجراه منتدى الإعلاميات العراقيات، اظهر تعرض 68% من بين 200 صحفية شملهن الاستبيان للتحرش الجنسي، سواء اللفظي او محاولة الاعتداء عليهن. وواصلن 42% من أولئك الصحفيات العمل بعد تعرضهن للتحرش، فيما تركن 45% منهن العمل، و13% تم طردهن بعد التحرش بهن.