المبادرة الدولية للتضامن مع المجتمع المدني العراقي

The Iraqi Civil Society Solidarity Initiative (ICSSI) is dedicated to bringing together Iraqi and international civil societies through concrete actions to build together another Iraq, with peace and Human Rights for all.

ساويرس دون فلسطين…الحرية لفلسطين!

أقدر مبادرة التضامن مع المجتمع المدني العراقي لإتاحتها الفرصة لي كامرأة إيرلندية لتسليط الضوء على الموقف العام للشعب الإيرلندي من العدوان على غزة، العدوان الذي شهد وفقاً لتقديرات الأمم المتحدة مقتل، جرح او فقدان ١٠٠،٠٠٠ مواطن فلسطيني. يبدو ان العنف الجامح الذي يمارسه جيش الدفاع الإسرائيلي يتصاعد يومياً، وان قتل الأطفال الأبرياء تقريباً لا مثيل له في هذه المرحلة من التاريخ.

ان تعاطف الشعب الإيرلندي مع معاناة الفلسطينيين متجذر بعمق في تاريخنا بسبب القمع الذي تعرضنا له من قبل بريطانيا.

كان من الصعب نيل حريتنا، والتي لم تتحقق إلا في عام ١٩٢١ من خلال توقيع الاتفاقية الأنجلو-إيرلندية (او الاتفاقية الإنجليزية الإيرلندية) التي وضعت نهاية لحرب الاستقلال. مهدت الاتفاقية الطريق لتقسيم مقاطعات إيرلندا الجنوبية الـ٢٦ (الجمهورية حالياً)، عن مقاطعات إيرلندا الشمالية الستة (تحت حكم بريطانيا)، والتي لا نزال نعيشها تحتها حتى اليوم. هذا يجعل الامر طبيعياً لنا نحن الإيرلنديين ان نقف دائماً بجانب المستضعفين، ويضمن الولاء والانتماء العميق للوضع في فلسطين.

لقد ضغطت الحكومة الإيرلندية دائماً من اجل الاعتراف بدولة فلسطين، ونحن معروفون على المسرح الأوربي بأصوات نوابنا الصاخبة مثل كلير دالي وميك والاس، الذين يدينون إسرائيل علناً.

في داخل البلد، يتحدث ساستنا بقوة في الدايل (مجلس البرلمان الإيرلندي) داعمين لفلسطين، وعديد منهم مرتدين الكوفية في عرض للتضامن، طالقين على تصرفات إسرائيل اسم “القتل الجماعي”أشار رئيس الوزراء الإيرلندي الى ان إسرائيل “اعماها الغضب”، لذا فأن موقفنا المؤيد لفلسطين واضح من الناحية السياسية. 

ولكن، ان الشعب الإيرلندي هو الذي يبرز في تضامنه مع النضال، ونحن نبقى مؤيدين شرسين للحقوق الفلسطينية. لقد اصبح من الشائع رفع العلم الفلسطيني في المنازل الإيرلندية، ولدى إيرلندا العديد من الحملات الشعبية دفاعا عن القضية الفلسطينية والتي تم تأسيسها قبل عام ٢٠٢٣ بوقت طويل.

احدى المنظمات غير الحكومية البارزة هي حملة التضامن الإيرلندي الفلسطيني أسست عام ٢٠٠١، والتي تزاد نشاطها كل عام، ولا زالوا يواصلون حملاتهم من اجل تحقيق العدالة في فلسطين، من خلال رفع مستوى الوعي العام بانتهاكات حقوق الانسان التي تحدث دائماً في الأراضي المحتلة، والانتهاكات المستمرة للقانون الدولي من قبل إسرائيل.

كما انهم يضغطون على الحكومة والاتحاد الأوربي، وينظمون الان اكثر من أي وقت مضى الان للخروج الى الشوارع والاحتجاج. ان هدف رئيسي لحملة التضامن الإيرلندي الفلسطيني هو الحث على حملة مقاطعة، سحب استثمارات وعقوبات قوية، مشابهة لتلك التي لعبت دوراً في انهاء الفصل العنصري في جنوب افريقيا.

يجدر بالإشارة الى انه في غضون أسبوعين فقط، بين الاحد ٢٥ من فبراير والسبت ٩ من مارس، نُظِم ٢٧ احتجاج منفصل وانشطة توعوية في جميع انحاء إيرلندا، لذلك لن نتوقف ابداً عن الصراخ هنا حتى يتحقق التغيير.

ساويرس دون فلسطين…الحرية لفلسطين!