المبادرة الدولية للتضامن مع المجتمع المدني العراقي

The Iraqi Civil Society Solidarity Initiative (ICSSI) is dedicated to bringing together Iraqi and international civil societies through concrete actions to build together another Iraq, with peace and Human Rights for all.

منتدى دافوس – رئيس الوزراء العراقي السوداني

حقوق الصورة الاصلية: World Economic Forum / Benedikt von Loebell

في الاجتماع السنوي الرابع والخمسين للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس الذي عقد في الفترة من ١٥ الى ١٩ يناير ٢٠٢٤، والمخصص لـ”بناء الثقة”، التقى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بقادة من مختلف بقاع الأرض لمناقشة المحاور الأربعة الأساسية للاجتماعات: من الصراعات الجيوسياسية والتغير المناخي الى القضايا المتعلقة بالطاقة، دور الذكاء الاصطناعي، التوظيف والنمو.

لكن، اشارت التقارير ايضاً الى ان السوداني اعتزم لإقامة اجتماعات لبحث التعاون الدولي مع الحكومة العراقية. ان ما ينبغي تسليط الضوء اليه في هذا الخصوص هي المقابلة التي أجريت على المسرح من قبل جون هاريس، رئيس التحرير العالمي لصحيفة بوليتيكو، مع السوداني.

في الواقع، استعرض رئيس الوزراء العراقي خلال المقابلة فرص التعاون في المجالات الاقتصادية، مثل سياسات الشراكة والتوسع في قطاع النفط، إضافة الى مواضيع أخرى. وأشار الى الفترة الانتقالية التي يمر بها العراق من اقتصاد يعتمد فقط على النفط والكاربون – والذي وصف بانه ناقص ويؤدي الى نتائج عكسية، الى تنوع في المصادر متجهاً الى تحديث الاقتصاد العراقي نحو الطاقة النظيفة والمصادر المتجددة، بهدف تعزيز التكامل في الاقتصاد العراقي.

وفي هذا الصدد، صرح السوداني بأن العراق يشارك حالياً في اجتماعات المجاميع والمؤتمرات مع دول الخليج لتعزيز التعاون البيئي ومعالجة العواقب الناتجة من التغيير المناخي. شرح كذلك الوضع المأساوي الذي يعيشه العراق على صعيد القضايا البيئية، باعتباره واحد من أكثر دول المنطقة تأثراً بالجفاف والتصحر ونقص المياه.

وعلى الرغم من انعقاد عدد من الاجتماعات حول النمو الاقتصادي، التوظيف والبيئة، إلا ان السوداني انتهز الفرصة للمشاركة بنقاط رئيسية تخص المسائل العسكرية، الأمنية والدفاعية. لقد دافع رئيس الوزراء بالفعل عن قضية العراقيين مطالباً بإنهاء مهمة التحالف الدولي في العراق، الامر الذي سيعزز العلاقات بين الدول الأطراف في المهمة والعراق نفسه.

كما أوضح السوداني الخطوات المقبلة في هذا الشأن والتي عرضتها الحكومة على البرلمان. وفقاً لخطتها، فأن الحكومة العراقية عازمة بقوة على اجراء الحوار مع تلك الدول الأعضاء في التحالف الدولي عن كيفية انهاء المهمة بشكل إيجابي.

مع الاخذ بنظر الاعتبار تصريحاته، في الواقع، كان السبب الرئيسي لنشر المهمة في الأراضي العراقية هو لمواجهة داعش. ونظراً لتقلص الدور الذي يلعبه التنظيم الإرهابي، باستثناء عدد قليل من الافراد او المجموعات الصغيرة المختبئة في الجبال، أوضح السوداني الى ان القوات الأمنية تمكنت من السيطرة على ذلك.

وأضاف الى النه اليوم، وحسب كافة شهادات الخبراء في العراق، فإن تنظيم داعش لا يمثل خطراً على الدولة العراقية. وبالتالي، فإن انهاء وجود القوات الغربية في العراق امر بالغ الأهمية لاستقرار البلاد وامنها.

لكن، بخصوص هذا الامر، تصاعدت التوترات في الأسابيع الماضية بين القوات الغربية والميليشيات الشيعية المدعومة من إيران. في الواقع، شنت الولايات المتحدة عدة هجمات تضرب الجماعات المسلحة المدعومة من إيران محملتها مسؤولية الطائرات المسيرة والصواريخ التي أُطلقت من العراق وسوريا، حيث استهدفت الضربات ثلاث منشآت محتلة من قبل كتائب حزب الله المدعومة من إيران وجماعات أخرى تابعة لطهران في العراق.

توعدت حركة النجباء العراقية، بـ”انتقام مستهدف” من خلال اشارتهم الى ان “هذه الجرائم لن تمر بدون عقاب”. اشارت الحركة ايضاً الى ان هذه الانتهاكات الامريكية يجب ان تتوقف من قبل “موقف حازم رسمي من الحكومة العراقية”.

على الجانب الاخر، أفادت الحكومة العراقية ان هجمات الميليشيات تعتبر اعمالاً إرهابية، في حين ان الضربات الامريكية ضد هذه الميليشيات تمثل انتهاكاً لسيادة العراق. تحتفظ الولايات المتحدة بعدة قواعد عسكرية في العراق، تستخدمها هي وحلفاؤها لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، على الرغم من ان الدولة العراقية لا تقبل بأي تدخل خارجي او داخلي في الشؤون العراقية. وفي هذا الصدد، يدرك السوداني بأن منطقة الشرق الأوسط لها تأثير على العالم.

وفي الأخير، اخذ رئيس الوزراء العراقي بضع دقائق لشرح موقف العراق من العدوان على غزة، موضحاً ان الدول تستمر في تجاهل إشارة واضحة: القضية الفلسطينية في الحصول على دولة. وسلط الضوء على ان الصراع الإسرائيلي الفلسطيني هو قضية طويلة الأمد وتدهورت للتو في أكتوبر، موضحاً بأن المؤسسات الدولية فشلت في معالجة هذه القضية، منذ ان تجاهلت إسرائيل كل قرارات مجلس الامن التابع للأمم المتحدة والتي تم اعتمادها خلال العقود.


المصادر: