بيان المبادرة تضامنا مع فلسطين
نحن، مبادرة التضامن مع المجتمع المدني العراقي، نعبر عن تضامننا القوي مع الشعب الفلسطيني وندعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، ورفع الحصار المفروض على 2.2 مليون فلسطيني، وانهاء الاحتلال في فلسطين.
منذ السابع من أكتوبر، شهدنا تصاعداً دراماتيكي للعنف أمام أعيننا – تصاعد أودى بحياة أكثر من 8000 فلسطينيًا، بينهم أكثر من 3000 طفل – كثر من العدد الإجمالي للأطفال الذين قتلوا في الصراعات حول العالم في السنوات الثلاث الماضية. شهدنا الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة (وهي أرض كانت بالفعل تُعتبر أكبر سجن مفتوح في العالم)، مما ترك المدنيين محرومين المياه النظيفة والطعام، بينما يشجب الأطباء انهيار الرعاية الصحية للمرضى بسبب نقص الأدوية والموظفين والوقود للحفاظ على عمل المستشفيات.وقد أدى ذلك إلى استحالة توفير الرعاية الضرورية والمنقذة للحياة للمرضى. تم استهداف البنية التحتية المدنية الرئيسية، مثل مستشفى الأهلي العربي، وحتى اليوم، أفادت مصادر رسمية عن مقتل ثلاثة وخمسين عاملاً إنسانيًا وثلاثة وثلاثين صحفيًا. بينما يركز المجتمع الدولي على القطاع، شن الاحتلال الإسرائيلي حملة اعتقالات جماعية في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلة، مكثفاً التدابير القمعية ضد السجناء الفلسطينيين، الذين يُحتجز معظمهم بالاعتقال الإداري. قام الصحفيون وعامة الناس في قطاع غزة بالإبلاغ عن الحالة في ارض الواقغ من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والصحف، مطالبين المجتمع الدولي باتخاذ التدابير اللازمة لمكافحة أعمال الإبادة الجماعية التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي. تم سماع أصواتهم حتى السابع والعشرون من أكتوبر. في يوم الجمعة الموافق السابع والعشرون من أكتوبر، دخلت قطاع غزة في انقطاع تام للاتصالات، مع تصاعد الضربات الجوية والبرية في المناطق الشمالية والوسطى من القطاع.
نحمل الاحتلال الإسرائيلي وحلفائه المسؤولية الكاملة عن الجرائم المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني، وعن الهجمات العشوائية ضد المدنيين والعاملين الإنسانيين والصحفيين والبنية التحتية المدنية، وعن الحصار الكامل المفروض على قطاع غزة. تنتهك هذه الأفعال بشكل صارخ القانون الإنساني وتشكل جرائم حرب يجب محاسبة الاحتلال الإسرائيلي عليها. أي تحليل وتقرير جاد يجب أن يتناول الأسباب الجذرية للحالة الراهنة: الاحتلال الإسرائيلي غير الشرعي لأراضي فلسطين لمدة 75 عامًا، وبناء ما هومعترف به أكثر فأكثر كنظام فصل عنصري، وحصار السكان البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة في قطاع غزة لمدة 17 عامًا. وفقًا للقانون الدولي، نعترف بحق الشعب الفلسطيني في النضال من أجل الاستقلال والنزاهة الإقليمية والتحرر من الاحتلال الاستعماري والفصل العنصري بجميع الوسائل، بما في ذلك المقاومة المسلحة.
كأفراد ومنظمات المجتمع المدني، نطالب بوقف فوري لإطلاق النار ورفع الحصار الكامل عن غزة، مما يسمح بدخول الطعام والدواء والوقود إلى القطاع – معترفين بهذه الخطوة كوسيلة وحيدة لحماية المدنيين بشكل فعال. في الوقت نفسه،
نطالب بمحاسبة الاحتلال الإسرائيلي عن جرائم الفصل العنصري ونقل السكان بالقوة والأعمال اللاإنسانية المنتظمة التي ارتكبت ضد الفلسطينيين، والتي تشكل جرائم ضد الإنسانية بموجب القانون الدولي.إننا نطالب بإنهاء الاحتلال ونظام الفصل العنصري الإسرائيلي في فلسطين، باعتباره الشرط الأساسي لضمان المساءلة والعدالة واحترام حقوق الإنسان للشعب الفلسطيني.