المبادرة الدولية للتضامن مع المجتمع المدني العراقي

The Iraqi Civil Society Solidarity Initiative (ICSSI) is dedicated to bringing together Iraqi and international civil societies through concrete actions to build together another Iraq, with peace and Human Rights for all.

مخاوف من اختفاء الزاب الصغير في 2030

رووداو

ينخفض مستوى المياه في الزاب الصغير بمقدار 5 سنتمترات يومياً، وتنحسر ضفاف النهر بمقدار 30 سنتمتراً أسبوعياً، ويتغذى نهر الزاب بنسبة 80% من المياه الرافدة من جبال مهاباد، سردشت، وبيرانشار في إيران، ورغم الجفاف وشحة المياه تقوم السلطات الإيرانية بمنع جريان المياه إلى الزاب بين الحين والآخر.

ويقول المهندس المختص بشؤون المياه، معروف محمد: “نراقب منسوب المياه باستمرار منذ 10 أيام، ينخفض منسوب المياه في النهر بمقدار 5 سنتمترات يومياً، وخلال الأسبوع الماضي انخفض مستوى المياه بمقدار 35 سنتمتراً، وهذا شيء لم نشهده في السنوات الماضية”.

ويعتمد الزاب الصغير بنسبة 20% من مياهه على جبال قنديل في إقليم كوردستان العراق، ويساهم النهر بانتاج 150 ميغاواط من الكهرباء، وتغذية 3 آلاف دونم من الأراضي الزراعية، فضلاً عن الاعتماد عليه في إقامة 400 مشروع لتربية الأسماك.

ويعدّ الزاب الصغير مصدراً للمياه الصالحة للشرب، ومصدر مياه لجزء من إدارة رابرين، ومحافظة السليمانية، ومحافظة كركوك، وجمجمال، وطوزخورماتو.

وأشار المسؤول عن دائرة مياه قلعة دزة، محمد حسين، إلى أنه “في غضون 2030 لن يبقى شيء يدعى الزاب الصغير، وإن لم يتم الاستعجال بإنشاء سدّ (دالكه) الذي طالبنا بإنشائه وقمنا بتجهيز المخططات الخاصة به منذ عام 2017، سنواجه مشكلة في مجال الزراعة والكهرباء وتربية الأسماك، وستمتد المشكلة لتطال مياه الشرب أيضاً”.

وتوجهت رووداو إلى موقع الزاب الكبير في بارزان، والذي يتغذى من مياه أنهار شينا، روكوجك، كونمار، ولم ينشأ عليه أي سدّ.

وأكد قائممقام قضاء ميركسور، غفور أحمد، لشبكة رووداو الإعلامية أن “مستوى المياه في الأنهار الثلاثة انخفض بشكل ملحوظ في بداية شهر تموز الجاري، كما حدث في شهر أيلول الماضي، وهذا يشكل تهديداً كبيراً، وإن لم يشرع في بناء السدود الثلاثة التي اتفقت الحكومتان العراقية والتركية على انشائها على الزاب الكبير، بدون شك سنواجه مشكلة مياه في السنوات القادمة”.

وفي منطقة بالكايتي، شكلت الثلوج والينابيع خمسة أنهار، انخفضت مستويات المياه فيها بسبب قلّة الأمطار والثلوج المتساقطة مقارنة بالسنوات الأخرى، وتجري هذه الأنهار الخمسة حتى مصبها في نهر دجلة دون وجود أي سدّ أو حاجز يخفف جريان المياه.

وقال المختص في الهايدرولوجيا (علم المياه الجوفية) شيروان شريف، لشبكة رووداو الإعلامية إنه “بدون شك سيتشكل خطر كبير لو استمرينا بعدم المبالاة بالمياه، نرى أنهار المنطقة تنحسر بشكل أسبوعي وتنخفض فيها مستويات المياه بشكل ملحوظ، يمكن أن لا يؤثر انخفاض منسوب مياه الأنهار على المناطق الجبلية بشكل كبير، لكن مع مرور الوقت ستتفاقم المشكلة فيها أيضاً”.

حتى الوقت الحاضر، توجد في إقليم كوردستان ثمانية سدود، وتبلغ الطاقة الاستيعابية لهذه السدود 87 مليوناً و47 ألف متر مكعب، وتفيد السدود الثمانية مدن ومحافظات وسط وجنوب العراق أكثر من إقليم كوردستان.