لا مناص من السلام؛ اوقفوا الحرب
نتابع منذ الرابع والعشرين من شباط/ فبراير 2022، مجريات الحرب الروسية الاوكرانية، وما آلت إليه حياة الشعبين من جرائها، إذ لم تكن الحروب مفهوما غريبا لدينا نحن العراقيين بل واقعًا نعيشه إلى يومنا هذا ونفهم تماما حجم الاضرار التي تحدثها الحرب في حياة الإنسان والمجتمع، فقد خبرناها لعقود طوال، وخبرنا مرارتها وآثارها المادية والنفسية علينا، بالإضافة الى قدرة الحروب أيًا كانت وفي أي مكان على تفتيت النسيج الاجتماعي وزيادة التفرقة وتعزيز النعرات الطائفية والأثنية والشوفينية، وبالتالي قدرتها على تفتيت المشتركات وأرضيتها التي تقود وقف النزاعات وتحقيق السلام.
أننا ندرك ما تصنعه الحروب، فهي لن تجلب سوى الدمار والخسائر المادية والبشرية، بالإضافة الى تعطيلها لكل مظاهر الحياة والحياة العامة، وشلها للخدمات والحياة الاقتصادية، وإلحاقها الضرر بالمدنيين وترويعها النساء والاطفال. أن الحروب التي تشنها الدول ضد بعضها البعض، تعد امرا مرفوضا وهي ليست بديلا عن الفشل في الوصول الى مشتركات بالحوار والتفاوض، والطرق الدبلوماسية السلمية. وأن ما يحدث منذ شهرين في أوكرانيا لا يخرج عن كونه صراعا سياسيا واقتصاديا بين روسيا من جهة والولايات المتحدة الأمريكية والناتو من جهة أخرى حول النفوذ والمصالح، وان ما نشهده اليوم من تصعيد عسكري هو إيذانا بتعريض أمن وسلامة العالم إلى خطر حرب عالمية جديدة.
نحن مع وضع حد للتعاطف الزائف والمصطنع للدول التي تستغل الازمة الحالية للترويج لمصالحها وأهدافها عن طريق إدارة الحروب بالوكالة بتقنية ” الحرب الباردة”، حيث استمرار تزويد الأطراف المعنية بالنزاع بالأسلحة والمعدات الحربية والدفع باتجاه عرقلة سبل السلام لن يزيد المشهد الا تعقيدا وتشنجا وسيخلق المزيد من الارباك والحدة وسيدفع نحو ديمومة الحرب وتأجيجها. وعليه نحن نشد على ايدي المجتمع الدولي والأطراف المعنية بالتوجه الى طاولة الحوار تفاديا لإزهاق المزيد من الأرواح. ونثمن النية الحسنة للعناصر الدبلوماسية الدولية التي تسعى جاهدة لإيجاد منفذ للازمة عن طريق إحلال المفاوضات بدلا من عدم تحريك ساكن بحجة التحفظ او الحيادية مع تأكيدنا الى وجوب الالتزام باحترام قواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والحرص على السلام والاستقرار في العالم واحترام القواعد والأعراف الدولية وحق الشعوب في تقرير مصيرها بإرادتها الحرة.
أننا ندين بشدة هذه الحرب وما أقدمت عليه روسيا، وندين ايضا الاستفزاز والتصعيد المستمر من الولايات المتحدة الامريكية والناتو التي لا تهدف سوى إدامة الحرب، ونعلن موقفنا الداعم لجميع جهود السلام بدعوة الطرفين بالعودة الى طاولة الحوار والمفاوضات للوصول الى تفاهمات منصفة وعادلة للأطراف وتجنيب المدنيين خطر استمرار الحرب، وضمان حقهم في العيش بسلام، لا مناص من السلام؛ اوقفوا الحرب.
المنتدى الاجتماعي العراقي
21 نيسان/ ابريل 2022