شباب بغداد يتدربون حول استخدام الرياضة كـأداة مجتمعية لمواجهة العنف
بغداد – نيسان 2016
اقامت “حملة رياضة ضد العنف” وبالتعاون مع المنتدى الاجتماعي العراقي والمبادرة الدولية للتضامن مع المجتمع المدني العراقي ورشة تدريبية حول استخدام الرياضة كأداة مجتمعية لنبذ العنف و استمرت الورشة على مدار ثلاث ايام وشارك فيها 24 متدرب ومتدربة من الشباب وخاضوا تجربة جديدة وممتعة في نفس الوقت .
اليوم الاول بدا على المشاركين الخجل وعدم الاستعداد فبادر المدرب الشاب انمار خالد باشراكهم بتمرين ذكي، حيث وزع بالونات ودبابيس على المتدربين وقال لهم “من يبقى لديه البالون سوف يأخذ جائزة ” فبداء الكل بالركض حول القاعة و في الاخير فقد الكل بالوناتهم حيث قام كل من فقد بالونه بتخريب بالون الاخر. جمعهم المدرب الشباب في حلقة وقال لهم انا قلت من يبقى لديه بالون يحصل على جائزة لو ان الكل تشاورا فيما بيهم واحتفظوا بالبالونات لفاز الجميع بالجائزة.
وهكذا اكمل الشباب يومهم في حلقات نقاش ليناقشوا ماذا حصل في هذا التمرين، وما مثله لهم: انه نزاع من اجل الفوز ، وبدء الشباب بنقاش حول ما هو النزاع ، ماهي اسبابه وكيف تكون طرق ادارته. وتعلم المشاركين عدة امور منها الصبر والتأني قبل اتخاذ قرار العنف ، العمل كفريق واحد ، وان العنف يؤدي الى صرف طاقة ووقت دون الوصول الى النتيجة الحقيقية .
وفي اليوم الثاني ركز النقاش حول التقنيات الرياضة التي من الممكن استخدامها لمواجهة العنف وكيف يمكن استخدامها ومن هي الجهة المستفيدة. كيف يمكن تخطيط و تنفيذ نشاطات رياضية تهدف للسلام والتعايش ونبذ العنف ، و كيف يمكن بناء فريق متكامل لديه القابلية والقدرة على تنفيذ هكذا نشاطات. واتفق المشاركون على ضرورة ان يتمتع فريق رياضة ضد العنف بروح العمل الجماعي اوان يهتم بالتخطيط الجيد وتمنية الثقة بالنفس لدى اعضائه.
في اليوم الثالث بدا الامر مختلف، فقد انتقل الفريق بأكمله من مكان التدريب الى ساحات كلية التربية الرياضية في جامعة بغداد، لغرض تطبيق بعض الانشطة، وبدا الحماس على وجوه المشاركين واضح جداً. خلال هذا اليوم قام المتدربين بتنفيذ العديد من النشاطات الرياضية وكانت الفكرة من هذه التمارين هي تعزيز روح التعاون بين الفريق وتحسين مهارات التواصل. كذلك توفير تجربة تطبيق عملي للمواضيع النظرية التي تناولها الفريق في اليوم الاول من تحليل المشاكل التي تؤدي الى العنف.
وبعد اكتمال الورشة بادر الفريق بأول مشاركة لهم لنبذ العنف والدعوة الى السلام، حيث نظم الفريق فعالية رياضية تضامنية مع ذوي شهداء الرياضة العراقية و تحديدا جرحى تفجير ملعب “الحصوة” في محافظة بابل. وكان النشاط عبارة عن رحلة بالدراجات الهوائية من بغداد الى مكان الحادث.
حيث فقد ستة وعشرين من الشباب باعمار الزهور حياتهم نتيجة لتفجير ارهابي استهدفهم وهم يستمتعون بالرياضة.
لمشاهدة مقطع فديو عن الفعالية اضغط هنا
في مسيرتهم هذه اراد شباب فريق رياضة ضد العنف، تحدي المخاطر الامنية، وبعد المسافة، وقلة استخدام الدراجات، لاثبات وإظهار روح التكاتف مع ضحايا العنف في العراق. خصوصا المدنيين من الشباب الذين استهدفوا، بينما كانوا يستمتعون بممارسة او مشاهدة رياضتهم المفضلة.
الشباب العراقي متعطش لهكذا فعاليات وانشطة وهذا كان واضح من ردود الفعل الطيبة التي حصلت اثناء الورشة وبعد ها. كما ان الشاب العراقي لديه الطاقة الكافية والعزيمة لنبذ العنف والانخراط في بناء عراق سالم خالي من العنف ومظاهره، وهذا هو السبب الحقيقي وراء بناء فريق رياضة ضد العنف ووراء برنامجه الذي سيستمر في المستقبل ليشمل انشطة متعددة.
لمشاهدة المزيد من الصور اضغط هنا.