المبادرة الدولية للتضامن مع المجتمع المدني العراقي

The Iraqi Civil Society Solidarity Initiative (ICSSI) is dedicated to bringing together Iraqi and international civil societies through concrete actions to build together another Iraq, with peace and Human Rights for all.

التركمان العراقيين في خطر ، انقذوا آمرلي

26  من شهر آب (اغسطس)2014

ما يزيد عن ستة عشر الف محاصر من المدنيين في ناحية امرلي التابعة لقضاء طوزخورماتو في محافظة صلاح الدين. داعش تحيط بالناحية وتهدد بدخولها في أي لحظة. المدنيون العراقيون من الاقلية التركمانية  بحاجة لحماية عاجلة.

مبادة التضامن مع المجتمع المدني العراقي (ICSSI)

تتعاظم المخاطر المحيطة بناحية آمرلي المحاصرة من كل الجهات بمقاتلين متطرفين من تنظيم داعش الارهابي. وبالرغم من مقاومة ابناء المدينة وقوة الامن المتواجدة هناك للمسلحين لغرض صدهم عن دخول المدينة لكن خطر دخول المدينة مايزال قائم. وفي حال تمكن المسلحين من دخول المدينة فمن المرجح حصول قتل جماعي واستعباد للمدنيين على غرار ماشهدته مناطق عراقية اخرى يسكنها الاقليات اثر دخول المتطرفين لها.

Amirli

وناحية آمرلي جزء من في قضاء طوز خورماتو،(90 كم شرق تكريت)، وتشهد حصاراً منذ حوالي ثلاثة اشهرين، ومنذ ان  سيطر مسلحي داعش، على اجزاء كبيرة من محافظة صلاح الدين، وبعد أن استولوا بشكل كامل على مدينة الموصل (405 كم شمال بغداد) في العاشر من حزيران 2014ويسكن هذه المدينة الصغيرة عراقيين من خلفيات مختلفة و غالبيتهم من التركمان وهم اقلية يدين قسم كبير منهم بالديانة المسلمة ويتبعون المذهب الجعفري.

هذا وقد نظم عدد من السياسيين والصحفيين العراقيين الاسبوع الماضي وقفة داخل ابنية مجلس النواب العراقي وطالبوا فيها بانقاذ ناحية آمرلي.

كما تتزايد الحملات الاجتماعية عبر شبكات التواصل المجتمعي لمطالبة الحكومة العراقية والمجتمع الدولي بتوفير الحماية لهذه المدينة.  ومع دخول الحصار على هذه المدينة شهره الثالث، تزداد المخاوف ايضا من نقص الامدادات مثل الطعام والمياه ومواد الطاقة والمواد الطبية ومواد اساسية اخرى. ويزيد من معاناة المدينة وجود عدد كبير من الاطفال قد يصل الى 250 طفل بحاجة للحليب والمياه. كما حمل عدد من اطفال المدينة السلاح دفاع عن المدينة مما يهدد بتعرضهم لخطر كبير وذلك نتيجة لغياب الحماية الفاعلة.

ووفقا لصحيفة “طريق الشعب” فان  مقرر رئيس مجلس النواب العراقي السيد نيازي اوغلو حمل مجلس النواب والحكومة العراقية مسؤولية وصفها “بالتاريخية” تجاه مواطني الطوز، و آمرلي، وطلب منهم الإيعاز الفوري للقيام بعملية عسكرية عاجلة وبالتنسيق مع قوات البيشمركة من اجل انقاذ هؤلاء المواطنين من الوضع الخطير والموت المحقق. واضاف اوغلو ان “الحصار والهجمات على القضاء ادت الى تفاقم الوضع الانساني وموت الاطفال والنساء والشيوخ”، مطالبا بـ”ضرورة ابعاد القضاء عن مرمى القصف المدفعي اليومي من قبل مسلحي داعش”.واستغرب اوغلو “الصمت الدولي والإقليمي ازاء ما يتعرض له التركمان في القضاء خاصة عمليات التطهير العرقي والطائفي”.

وفي بيان صحفي صادر عن بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق، أكد مبعوث الأمم المتحدة في العراق السيد ملادينوف أن الناس يعيشون في ظروف يائسة، مطالبا “الحكومة العراقية للقيام بكل ما في وسعها لتخفيف الحصار وضمان أن سكان تلقي المساعدة الإنسانية المنقذة للحياة أو يتم إجلاؤهم بطريقة كريمة “.

ويشير مراقبون لاوضاع المدينة بان الطريقة الوحيدة الان للوصول بالمساعدات للمدينة هي طائرات الهليكوبتر والتي تصل كل يومين محملة بالمساعدات الغذائية والطبية، ولكنهم يؤكدون ان هذه المساعدات لا تسد حاجة الموجودين هناك.

وصرح  مدير ناحية آمرلي، عادل شكور البياتي لوكالة “المدى برس ” ان الناحية تعاني من حصار بدأت آثاره تظهر بوضوح على 15 ألف نسمة من الأهالي بينهم الكثير من الأطفال والنساء، حيث نفد مخزون النفط الأبيض المستعمل في الطبخ، فضلاُ عن الغذاء، في ظل انعدام الكهرباء وماء الشرب”.وطالب البياتي، المجتمع الدولي بضرورة “الاهتمام بالتركمان.. الصامدين في آمرلي، على غرار ما فعلوا مع بعض المكونات الأخرى التي تعرضت لجرائم داعش”، مؤكداً أن “أهالي آمرلي أقسموا على الموت فيها أو فك الحصار من دون أن تدنس أرضهم بفلول الإرهابيين”.

وتطالب المبادرة الحكومة العراقية بتوفير حماية عاجلة ومناسبة للمدينة المحاصرة وبالتنسيق مع الجهات المحلية وعدم تعريض المدنيين لخطر المواجهة العسكرية المباشرة مع المتطرفين. وتطالب المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لمساعدة الحكومة العراقية وحكومة اقليم كوردستان العراق لتوفير حماية لمدينة امرلي وللتركمان في العراق.