واقع المرأة الاعلامية في العراق

نبراس المعموري / رئيس منتدى الاعلاميات العراقيات

ورقة عمل مخصصة لمؤتمر مبادرة التضامن مع المجتمع المدني العراقي ICSSI

النرويج – اوسلو – اكتوبر ٢٠١٤

على الرغم من التطور النسبي الذي حصلت عليه المرأة العاملة في قطاع الإعلام بعد سقوط النظام السابق وأثبتت جدارتها في التقديم الإذاعي والتلفزيوني والتحرير الصحفي إلا ان تواجدها ما يزال مشروطا بوجود سلسلة من العقبات التي تحد من تقدمها في مجال العمل.

نسبة تواجد المراة في مراكز القرار الفعلي لاتزال متواضعة ولا تعكس الصورة الحقيقية التي تمثلها في هذا القطاع.  المراة غائبة عن المشاركة الفعلية في رئاس المؤسسات الاعلامية وفي الإشراف على البرامج السياسية، وغائبة عن العمود الافتتاحي وربما اقتصر حضورها على كتابة ما يخص شأن المرأة.

 وتعي مختلف المؤسسات الإعلامية هذه الحقيقة وتتهرب من ذكرها , واستنادا الى دراسة قام بأعدادها منتدى الاعلاميات العراقيات ظهر لنا ان التمييز على اساس النوع الاجتماعي والمحاصصة اضافة الى عدم الانصاف والمساواة والمضايقات التي في مقدمتها التحرش من اهم المشاكل التي تواجه المرأة الاعلامية في العراق. وقدمت الدراسة صورة عن واقع النساء العاملات في وسائل الإعلام في العراق حيث صوتت 67% من النساء الصحفيات بعدم وجود تكافئ في الفرص لتسنم مواقع المسؤولية بين الاعلاميات والاعلاميين، و 46% منهن لم يحصلن عل مكافأة مادية او كتاب شكر بالرغم من تقديمهن لا عمال مميزة،  اضافة ان 1% فقط منهن يرأسن قسم او سكرتارية تحرير وللأسف لم تتبوأ لغاية الان اي امرأة صحفي ادارة مؤسسة اعلامية، سيما ان أغلب وسائل الإعلام المحلية من تبعية مطلقة لأحزاب تعمل على تمويلها وبعض هذه الأحزاب كان لها تأثير على عمل المرأة من خلال نظرتها الدينية التقليدي والذكورية  للمرأة حتى انها غيبت عن المشارك في المؤتمرات المحلي والدولي ولم تمنح فرص كافي للتدريب وبناء القدرات، كما ان 36% لم تحظى بفرصة عمل تتناسب واختصاصها العلمي وخبرتها، و20% منهن تجبر على العمل لساعات اضافية واغلبهن من القطاع الخاص، و 22% منهن تعرضت للاستغلال الوظيفي من قبل المسؤول.

 ما يلفت الانتباه  في المشاكل والصعوبات التي تواجه النساء الصحفيات هي قضية التحرش وقد شكت كثير من الصحفيات لتعرضهن الى التحرش الجنسي والتعنيف، وانعكس ذلك بشكل واضح من خلال الاستبانة التي اظهرت ان 68% من الصحفيات تتعرض للتحرش ورغم تعرضهن لهذه الظاهر الخطير فقد صوتت 42% منهن بانها تستمر بالعمل وعزت  40% منهن سبب بقائها بالعمل خوفا من تشويه السمعة و 24 % بسبب الحاجة المادية و 36% لا سباب اخرى.

امام هذه الارقام التي اعترضت عليها بعض المؤسسات الحكومية والغير حكومية ومن بينها نقابة الصحفيين بحجة العادات والتقاليد ومن العيب في مجتمع اسلامي ان نتحدث عن ظاهرة التحرش؛ وجدنا  من خلال المقابلات والاجتماعات التي عقدها منتدى الاعلاميات ان معظم التهديدات والترهيب والإساءة الموجهة نحو الصحفيات وقعت في مكان العمل، وغالبا ما ترتكب من قبل رؤساء المؤسسات وزملاء العمل، كما أن معظم حالات التحرش والعنف لم يتم الإبلاغ عنها وقالت غالبية النساء الصحفيات  بأنهن تأثرن نفسيا خصوصا ان طبيعة المجتمع العراقي مجتمع عشائري ذكوري تسموا فيه العادات والتقاليد؛ لذا  نادرا ما تتقدم الفتاة بدعوى على شخص ما تدعي انه تحرش بھا وذلك نظراً لطبیعة المجتمع الذي نعش فيه في ظلّ المعتقدات السائدة والأفكار المسبقة عن عمل المرأة في الإعلام . كما ان قانون العقوبات العراقي يفتقر الى مادة قانونية صارمة تعاقب على التحرش الجنسي بالمرأة في العمل او بسبب العمل الا ان هناك مادة قانونية ما زالت سارية المفعول  وهي المادة 402 التي تشير الى تغريم المتحرش 75 دينارا فقط لإطلاق سراحه، وهذا يعد قصوراً في القوانین، اضافة الى كل ما ذكرناه  تتعرض المرأة الصحفية الى نوع  من العنف مرتبط بمواقع التواصل الاجتماعي والفيس بوك والتشهير عن طريق فبركة الاخبار او عمل صفحات وهمية وصور ومقاطع فديو غير حقيقية .

اهم المشاكل والمعوقات التي تواجه المرأة الصحفية:

• هيمنة العادات والتقاليد والنظرة الذكورية.
• غياب التشريعات الضامنة لحقوق المرأة.
• تدهور الوضع الامني  واغتيال اكثر من 30 صحفية
• التحرش الجنسي
• التمييز على اساس النوع الاجتماعي.
• غياب الضمانات القانونية والعقود الرسمية في المؤسسات الاعلامية.
• سياسة المحاصصة وعدم استقلالية المؤسسة الاعلامية.
• ضعف التأهيل المهني للاعلاميات وعدم توفر الفرص لهن لتبوء مراكز صنع القرار.

 المشاكل التي تواجه المرأة  كانت السبب الرئيسي لتأسيس منتدى الاعلاميات العراقيات سيما ان نقابة الصحفيين لم تهتم بقضية المرأة الصحفية،  لذا كانت الخطوة الاولى للمنتدى تخصيص يوم للإعلامية العراقية (22 شباط) ذكرى استشهاد الزميل اطوار بهجت وفي هذا اليوم يحتفى بالمرأة الاعلامية وتكرم الصحفيات المتميزات. واليوم عدد الصحفيات المسجلات رسميا في عضوية المنتدى اكثر من 300 اعلامية من مختلف محافظات العراق.

تمكن منتدى الاعلاميات العراقيات (iwjf ) وبشكل تطوعي  كونه لا يملك اي دعم مالي وبالتنسيق والتعاون مع مؤسسات حكومية وغير حكومية وبعثات دبلوماسية تمكن من تحقيق التالي :

• قام المنتدى رغم امكانياته البسيطة جدا من تدريب ما يقرب 40 صحفية في مجال الصحافة المقروءة والمرئية والمسموعة من خلال التنسيق مع البعثات الدبلوماسية وبعض المنظمات الصديقة بمنحنا حصة لترشيح صحفيات في الورش التدريبية التي يقومون بها .
• اشترك المنتدى بكتابة تقرير الظل سيداو وهذه المرة الاولى التي تشترك بها نساء صحفيات بكتاب تقرير دولي يتعلق بحقوق المرأة كما شاركت عدد من الصحفيات في مؤتمرات داخل وخارج العراق ليس كضيفات فقط بل كمحاضرات .
• اصدرنا بيانات عدة تدين الانتهاكات التي تتعرض لها النساء الصحفيات واستطعنا من خلال احتجاجنا واصرارنا من اجبار وزير الرياضة تقديم اعتذار رسمي بعد اعتداء حمايته لا حدى الصحفيات كما استطعنا من خلال مخاطبة السلطة القضائية من اعادة محاكمة احدى الزميلات الصحفيات المعتقلات .
• عقدنا 22 ندوة تناولت مواضيع عدة ومنها التشريعات مثل (قانون العقوبات والتحرش) ( حق الحصول على المعلومة) (قانون حرية التعبير) ( قانون شبكة الاعلام العراقي ) (قانون الاحوال الشخصية الجعفرية واصدرنا بيان ادانة وانتجنا فيلم بهذا الصدد)
• شاركنا في حملات المناصرة والتأييد لقضايا المجتمع المدني وحقوق الانسان والمرأة وحتى في مسيرات الاحتجاج والمظاهرات .
• اطلقنا حملة لحث المواطنين للمشاركة في الانتخابات وفضح الفاسدين من السياسيين وعدم انتخابهم مرة اخرى .
• اطلقنا حملة لمساعدة الاعلاميين النازحين بعد دخول داعش واستطعنا من رفع اسم 33 صحفية وصحفي الى مفوضية حقوق الانسان لغرض تقديم الدعم المعنوي والمادي وقد استجابة المفوضية لذلك.
• اطلقنا مؤخرا حملة من خلال ندوة عقدها المنتدى في بغداد للمطالبة بالكوتا للمرأة الاعلامية وتضمين مسودتا قانون هيئة الاتصالات وشبكة الاعلام العراقي بالكوتا بنسبة لاتقل30%  استنادا لما ورد في الخطة الوطنية لتفعيل قرار مجلس الامن رقم 1325/2000، اضافة الى المطالبة بتحقيق التوازن الجندري في وزارة الثقافة من حيث وكلاء الوزارة والمدراء العامين ورئاسة الاقسام  وفي المكاتب الاعلامية لكل الوزارات وحتى نقابة الصحفيين وقد اصدرنا بيانا رسميا  رفعناه الى الرئاسات الثلاث.

ما هو المطلوب من المبادرة ICSSI والمتضامنين الدوليين

اولا : الاستدامة

• تفتقر المنظمة الى الموارد المالية اللازم لتغطي نفقات ايجار مقر المنظمة والنفقات اللازم لأدامته ، وتعيين فريق عمل اداري متفرغ للعمل وتوفير التجهيزات اللازمة للإدارة .
• دعم المنظمة لرصد الانتهاكات التي تتعرض لها الصحفيات في المحافظات كافة واصدار تقرير رسمي سنوي بهذا الصدد ويترجم للغات عدة والمطالبة بمقاضاة الجناة.

ثانيا : التأهيل والتدريب

• بناء قدرات الصحفيات في مجال حقوق الانسان والتشريعات والاعلام من خلال التعاون مع مؤسسات دولية متخصصة في هذه المجالات .
• زيادة مشاركة المرأة الصحفية في المؤتمرات على الصعيد الاقليمي والدولي .

 ثالثا: مساندتنا في الحملة التي نقوم بها للمطالبة بالكوتا للمرأة الاعلامية.

رابعا : نقترح انشاء وكالة للمرأة الاعلامية  داخل المنتدى تتبنى انتاج برامج وتقارير اذاعية وتلفزيونية تعنى بالمرأة.

 خامسا : حملة لتعديل قانون العقوبات العراقي ليشمل مقاضاة المتحرش.

سادسا: حملة لا قرار التشريعات المتعلقة بالأعلام كحق الحصول على المعلومة وحرية التعبير وهيئة الاعلام والاتصالات وشبكة الاعلام العراقي وتعديل قانون حقوق الصحفيين .