نهر دجلة والاهوار وإستغاثة الاحرار في ساحة التحرير
بغداد – ساحة التحرير
شارك ناشطون من حملة انقاذ نهر دجلة والاهوار العراقية في مظاهرات يوم الجمعة الماضية في ساحة التحرير في بغداد للمطالبة بإتخاذ اجراءات عاجلة لايقاف الكارثة التي تلحق بنهر دجلة والاهوار العراقية، يقول الناشط والباحث البيئي سلمان خيرالله احد اعضاء حملة دجلة والفرات والارث السومري في الاهوار الذي شارك في تنظيم الوقفة: “يجب النظر الى شبح الجفاف الذي يجتاح العراق من الشمال والجنوب ويودي بالارث الحضاري السومري والبابلي واعالي دجله الى الهاويه، بسبب قلة الاطلاقات المائيه من الجانب التركي والسوري وبالخصوص الجانب التركي. ان تلك الاطلاقات قليله لدرجة لا تكفي لتزويد المحافظات وسد الحاجه المتجدده للماء في مناطق وسط وجنوب العراق”.
فيما حمل المتظاهرون ونشطاء الحملة لافتات وبوسترات للتنديد بالكارثة والخطر القائم من انشاء سد اليسو في مدينة حسن كييف التركية الاثرية والتي يعود عمرها لـ12000 سنة، حيث أرسل المتظاهرون خلال احتجاجهم تحية تضامن مع سكان المدينة تأكيدا على اصرارهم على الوقوف ضد اي مساعي لتدمير البيئة والارث الاجتماعي، منتقدين حكومات المنبع وخاصة تركيا لقطعها المياه عن نهر الفرات ودجلة لسنوات عديدة، إن انشاء سد اليسو سيكون اسوأ سيناريو بالنسبة للعراق فالاهوار تعاني الجفاف منذ سنوات عديدة، لذلك طالب الناشطون بإيقاف جميع الاعمال الانشائية في سد اليسو التركي و منظومة السدود الاخرى التابعة له والتي يتم انشائها على الجانب التركي على نهر دجلة. حيث تهدد هذه السدود واردات المياه لنهر دجلة من ناحية الكمية والنوعية، وتهدد بذلك الانسان والبيئة في دول المصب العراق وسوريا. وطالبوا بأن يكون هناك اتفاق متبادل بين العراق وتركيا يتماشى مع الاتفاقات الدولية، منتقدين الحكومة العراقية لفشلها في التحرك لضمان حق المواطن العراقي في المياه، وتقصيرها في تناول هذا الموضوع مع دول الجوار مثل تركيا، ايران وسوريا.
يقول سلمان “اعددنا هذه المظاهرة بعدد قليل وامكانيات محدودة ولكن بجهد واصرار كبير اثار اهتمام الشارع بشكل واسع و وتمت تغطيته من قبل وسائل الاعلام والصحف العراقية ونأمل ان تسارع الحكومة العراقية بالتحرك بشكل واضح وملموس من أجل انقاذ الارث الحضاري والتاريخي والاجتماعي لنهر دجلة والاهوار العراقية”.
وكانت هذه الوقفة ضمن المظاهرات الشعبية الاحتجاجية التي تواصلت للجمعة السابعة على التوالي في بغداد وتسعِ مدن في وسط العراق وجنوبِه، احتجاجا على عدم تطبيق إصلاحات حقيقية للاوضاع السياسية والاقتصادية في البلاد، وعدم ملاحقة الفاسدين الكبار من أعضاء الحكومة ومسؤولي الاحزاب المتنفذة، ومحاسبتهم على سرقتهم للمال العام.