اطلاق النار على المتظاهرين من منتسبي وعمال شركة النقل البري المطالبين بحقوقهم
محمد باني أل فالح
“منتسبي وعمال شركة النقل البري، يتظاهرون امام مقر شركتهم في بغداد، مطالبين بحقوقهم وبوقف الفساد وابعاد الفاسدين، معاون مدير عام الشركة يقوم بأطلاق النار على المتظاهرين ويصيب أثنين منهم بعد مشادة كلامية حول رفض الموظفين وجودة في الشركة، حالة احد المصابين خطيرة”
رجال النقل البري اليوم أقوى بأسا واشد شكيمة بوجه المنافقين وسراق المال العام، فلقد تعاضدوا فيما بينهم ووقفوا وقفة رجل واحد مطالبين بإصلاح وضع شركتهم وتأمين معاشاتهم والحفاظ على مستقبلهم الذي ضحوا بالكثير من أجله منذ عشرات السنين.
مطالب عمال ومنتسبي شركة النقل البري شرعية تنسجم مع أمكانية وقدرات الشركة الانتاجية والسوقية، حيث تتوفر للشركة الأمكانيات والأيدي العاملة والخبرة المتراكمة على مدى سنين طويلة. شركة النقل البري تمثل الناقل الوطني في البلد ولكن تلاعب الايدي الفاسدة في مقدرات وإمكانيات الشركة وتحويل عقودها الى شركات القطاع الخاص وتهميش دور الشركة في مجال النقل في مؤانىء البصرة جعلها تقف في الصف الثاني وربما الاخير بعد شاحنات وزارة التجارة ومكاتب النقل الاهلية.
مدير الشركة مشغول برحلات مكوكية وسفرات ترفيهية مستمرة الى جميع بلدان العالم، وكأنه حفيد الملكة اليزابيث، يجول من تركيا الى الامارات ومن الامارات الى السويد ومن هناك الى لندن ومن لندن الى الصين وهلم جرا.
يصعب ان تجد المدير مستقر في الشركة اسبوعا واحدا، وجميع صرفيات تلك الايفادات من أموال الشركة، سفر وأقامة في فنادق خمسة نجوم، جولات سياحية له ولعائلته الكريمة. بلأضافة الى مبلغ الايفاد الذي يحصل عليه من الشركة عند عودته من السفر دون أن يكون هناك اي أستفادة تذكر في مجال خدمة الشركة!
شركات النقل العام العاملة مع الشركة، تقدم للسيد المدير اموال بالدولار من أجل تحويل العقود التجارية في نقل المواد التجارية لصالحها، بدلا من ان تكون لشركة النقل البري، وهكذا يكون مصير سائقي وشاحنات الشركة الركون الى سبات شتوي طويل في كراجات الشركة المنتشرة في بغداد وضواحيها. ويكون على موظفي الشركة القبول بضنك العيش والعوز والحاجة.
ويقوم المدير بتوجيه ادارة الشركة بقطع رواتب الموظفين وجعل غالبية الرواتب تصل الى 250 الف مع قطع الحوافز الشهرية وتقليل أجور الوقود بالنسبة للسيارات الخدمية ومنع المكافآت ورفض دعم المشاركين في المناسبات والزيارت الدينية التي يبقى فيها السائقين مع شاحناتهم الى أكثر من عشرة أيام في العراء دون زاد ولا طعام ولا منام يليق بهم بينما يكون مقره ومن معه في فنادق الدرجة الاولى ويقوم بصرف مبلغ بعشرات الملايين كصرفيات بتلك المناسبات يذهب معظمها لجيبه الخاص.
ولكن لكل بداية نهاية واليوم وضع أبطال شركة النقل البري من عمال وموظفين نهاية لأسطورة الرجل الذي طالما تبجح ببقائه في الشركة الى يوم يبعثون ولكنه توهم حين راهن على ذلك بوجود رجال النقل البري الابطال الذين لا مجال للرهان في تحقيق ما يريدون وما هم عازمون عليه فكانت ثورة النقل البري تطرزها تضحية مضرجة بدماء الابطال الذين سقطوا في ساحة المواجه مع خفافيش الشر.