تقرير التعافي والاستقرار في المناطق المحررة حديثاً في مـحافظة نينوى (زمار، وانة، ربيعة، السنوني)
في أعقاب الدمار الذي حدث أثناء الصراع مع داعش في محافظة نينوى، باشرت المحافظة إجراء تقييم عاجل للاحتياجات في النواحي الأربع التي تحررت حتى الآن، ّ وهي سنجار وربيعة وزمار ووانة. لقد تحررت معظم هذه المناطق قبل أشهر عدة، ولا تزال عودة النازحين مستمرة إليها، مما يجعل دعم الاستقرار حاجة ملحة، تجنباً للعودة الى القتال مرة أخرى.
وقد تركزت الأضرار الشديدة في البنية التحتية للخدمات الاجتامعية ومباين السلطة المحلية، لأن داعش استخدم العديد من هذه المنشآت، بما فيها المدارس، كقاعدة لعملياته. إن المناطق المحررة هي مجتمعات زراعية بالدرجة الأولى، ولذلك تعتبر استعادة وسائل المعيشة إحدى الأولويات الرئيسة.
وقد ركّز التقييم العاجل أساسا على البنية التحتية ووسائل المعيشة، ولا يجب النظر إليه على أنه تقييم شامل. وسوف تضاف لهذا التقرير مناطق نينوى الأخرى، حال تحريرها. دعمت الأمم المتحدة، بقيادة برنامج الأمم المتحدة الإمنايئ، هذا التقييم عبر وضع خبرتها الفنية بتصرف مكتب محافظ نينوى. وقامت الإدارات الفنية المعنية بجمع بيانات جرى استكمالها بمسوحات أسرية إضافية ونقاشات جلسات الاستماع ، لضمان عرض وجهة نظر النساء.
واستنادا إلى البيانات الواردة، باشرت بعثة التحقق المشتركة لوكالات الأمم المتحدة العمل في نيسان. وعقدت في أيار ٢٠١٥ ورشة عمل لتحديد الأولويات بمشاركة مكتب محافظ نينوى ومديريات الوزارات المعنية ومكاتب البلديات المحلية وخبراء الأمم المتحدة الفنيين. وخلصت هذه الورشة إلى صياغة بعض المبادئ التوجيهية، وتحديد أولويات الاحتياجات الفورية لفترة الأشهر الستة، واحتياجات المدى المتوسط التي تمتد الى العاميين التاليين . وتقدر تكلفة الأولويات الفورية لمرحلة الأشهر الستة القادمة بنحو ١٩٫٢٣ مليون دولار، بينما تقدر تكلفة الفترة حتى العاميين التاليين بنحو ٥٠ مليون دولار. ويواجه الانتعاش تحديات هائلة في المناطق المحررة حديثا، ومن بينها:
- تضررت ٢٤ من أصل ٢٦ من ابنية الخدمات الصحية، ونهبت المعدات الحيوية من معظمها.
- تحتاج ١١٢ مدرسة إلى إعادة تأهيل، ولا يستطيع سوى ٤٠ بالمئة من الأطفال الذهاب إلى المدارس.
- لم تعد ٣ مشاريع معالجة المياه قادرة على تنقية المياه، ولا تتوفر المياه في ناحيتي سنجار وربيعة إلا في ٣٨ من أصل ١٥٧ بئراً.
- نُهب أو دمر أكرث من ٥٠ كم من كابلات خطوط التغذية الكهربائية، و٢١٠ من محولات التوزيع.
- تأثر ٣٠ مبنى للسلطة المحلية، منها ٢٢ دمر بالكامل.
- تعرض ٤١٦٦ منزلاً للتدمري التام، مام يحول دون عودة الأسر.
- اثر الاستخدام واسع النطاق للعبوات الناسفة على الاراضي الصالحة للزراعة، فخفضها بنسبة ٢٥ بالمئة حسب التقديرات.
- تتعرض الأنشطة الزراعية للمخاطر بسبب عدم وجود (وتدين جودة) البذور والأسمدة ومعدات الري، والأهم من ذلك كله، بسبب عدم وجود ضامنات حكومية لشراء الحبوب. وقد انخفض عدد قطعان الأغنام والماعز بسبب النهب وآليات التكيف السلبية.
تعتبر ناحية سنجار إحدى أكرث المناطق تضررا حيث تعرض ١٣ بالمئة من مجموع المباين إلى الدمار التام، بما في ذلك المستشفى الرئيسي.
تتألف أولويات مرحلة الاستقرار الفورية من شقين :
أ) توفري الخدمات الأساسية والإسكان ووسائل المعيشة لمن عاد من السكان)
ب) توفري شروط الحد الادنى للنازحين لضامن عودتهم إلى المناطق الآمنة)
وتتضمن هذه الأولويات على وجه التحديد ما يلي:
- استعادة مباين الخدمات الصحية الرئيسة السبعة العمل بكامل طاقتها في جميع النواحي الأربع.
- إعادة تأهيل ٤٧ مدرسة، وتوسعة ١٤ أخرى بإضافة ٤ قاعات دراسية بالبناء الجاهز لكل منها، من أجل توفير مساحة آمنة وتجنيب الأطفال فقدان عام دراسي كامل.
- تأمين ٢٩ مضخة مياه، وأنابيب تغذية، و٣ أنظمة تعقيم بالكلور، بما في ذلك مشروع المعالجة الرئيسي في أسكي موصل.
- إزالة الأنقاض وبناء مراكز إيواء لـ١٠٠٠ من العائلات الأشد عوزا.
- إجراء مسوحات لكشف مخلفات الحرب والعبوات الناسفة، والقيام بأنشطة التوعية مخاطر الألغام وأولوية نزعها.
- إعادة تأهيل البنية التحتية الزراعية الأساسية (التخزين ومرافق المعالجة والري) لسلسلة أنشطة إنتاج الحنطة والشعري، وكذلك الخضروات، وإعادة تكوين قطعان الماشية.
سوف تستخدم الحكومة العراقية ومحافظة نينوى نتائج هذا التقييم في التخطيط لانتعاش هذه المناطق المنكوبة، وتعبئة الموارد البشرية والمالية اللازمة لإعادة البناء، واسترجاع حيوية النسيج الاجتماعي الغني بتنوعه الثقافي في مجتمعات نينوى الريفية.
في هذا المنعطف الحرج، يعتبر أمراً ضروريا تقديم دعم فني محدد لمكاتب المحافظة والبلديات المحلية في مجالات التخطيط والتنسيق والحد من النزاعات، من أجل إعادة بناء أفضل وضامن مرونة أكبر للهياكل الحكومية في مواجهة الهزات المستقبلية.
جدول يلخص الكلفة التخمينية للأوليات في الستة أشهر القادمة:
لتحميل التقرير كامل اضغط هنا