العيد في الموصل: مبادرة شبابية من جميع محافظات العراق لزيارة الموصل خلال العيد
بعد ثلاث سنوات من العزلة القسرية التي فرضها تنظيم داعش على مدينة الموصل وبرغم محاولته لفصلها عن حضن الوطن الأم, ها هي الموصل تحتفل بعيدها الاول بعد التحرير ويشاركها احتفالها مواطنون من جميع محافظات العراق في مبادرة شبابية اطلق عليها اسم (العيد في الموصل).
قافلة الحرية كما اسماها منظموا الحدث، هي عبارة عن قافلة للمتضامنين مع اهالي الموصل. انطلقت من ساحة التحرير في بغداد حيث كانت نقطة التجمع لما يزيد عن 350 شخص من عموم محافظات العراق. شباب وبنات جاءوا لمشاركة الموصل احتفالات التحرير وتبادل امنيات العيد مع اهلها يوم الثلاثاء 27 يونيو ثالث ايام عيد الفطر في العراق.
تهدف المبادرة الى زيادة اواصر التقارب مع اهالي الموصل ونقل رسائل الحب لسكانها واعادة احياء روح التعايش والسلام وفقاً لما صرح به الصحفي حامد السيد احد منظمي القافلة.
وعن اصل الفكرة اضاف السيد: “بعد نهاية العمليات العسكرية وخلاص الموصل من سيطرة التنظيم الارهابي, فكرت مع بعض الاصدقاء بزيارة المدينة, وتزايد الحماس بعد تفاعل الاصدقاء مع الفكرة, حيث اتفقت مع الاصدقاء علي الطوكي ومحمد الدراجي بأن تكون الزيارة عامة وندعو لها جميع المهتمين بالذهاب الى الموصل في العيد, وسرعان ما تم تداول الفكرة بين اوساط اوسع من الاصدقاء مما حقق صدى ايجابي لمسناه في رغبة الكثيرين بالمشاركة في الفعاليه“
وقام المنظمون بالتنسيق مع الجهات الأمنية العراقية والرسمية لتامين الزيارة, وقد ابدو استعدادهم الكامل للتعاون وتقديم الدعم المطلوب. وفي الموصل عقدت قافلة التضامن هذه احتفالاً كبيراً حضره عدد كبير من الموصليين بالاضافة الى اعضاء قافلة الحرية القادمين من باقي المحافظات.
يزن عدنان احد الشباب المشاركين من بغداد يصف رحلته الى الموصل ضمن هذه المبادرة حيث يقول: “هذه هي زيارتي الاولى الى الموصل, عند دخول المدينة لمسنا احساس الحرية في عيون الموصليين بعد خلاصهم من سيطرة التنظيم الارهابي, الفرح والترحيب كانا عنوان المشهد, اهل الموصل خرجوا للاحتفال بقدومنا بشكل عفوي ما يعكس رغبتهم في بناء اواصر التعايش السلمي وشطب ذكريات حقبة مريرة مرت عليهم وعلى العراقيين جميعاً”.
وعن ابرز ملاحظاته خلال الزيارة يقول يزن: “في الطريق من بغداد الى الموصل مررنا بمدن اخرى سيطر عليها التنظيم الارهابي, مشاهد الدمار والخراب الذي حل بهذه المدن ماساوي, ما دفعنا للتفكير في احياء نشاطات مشابهه في هذه المدن وقد نقوم بها قريباً”. واضاف “من اكثر المشاهد المؤثرة خلال الزيارة هي حرارة استقبال اهل الموصل, بعضهم استقبلنا بالدموع, وبعضهم بالهتاف والاحضان, في صورة تفند ما كان التنظيم الارهابي يروج له عبر اعلامه”.
احدى القصص المؤثرة يرويها احمد العامري احد المشاركين في الزيارة وهو من مدينة النجف حيث يقول: “لي صديقة قديمة من الموصل تدعى اماني, لم نرى بعضنا منذ احتلال المدينة قبل ثلاث سنوات, لكننا نتواصل بشكل مستمر, خلال تلك الفترة كانت اماني تحكي لي دوماً عما تعانيه المدينه وتعانيه هي شخصياً بسبب التنظيم الارهابي, كانت شبه يائسه من الخلاص, اما انا فقد كنت اشجعها بشكل مستمر, ومع تحرير المدينة وجدت في فعالية العيد في الموصل فرصة لرؤية صديقتي اماني من جديد وكذلك للاحتفال مع اهل الموصل بتحرير مدينتهم الحبيبة”.
كما تم ضمن فعاليات الزيارة توزيع ما يقارب 20 الف كتاب من قبل مبادرة انا عراقي انا اقرأ ومكتبة سطور, خصصت اغلبها الى جامعة الموصل, بالاصافة لمجموعة اخرى تم توزيعها على الاهالي كمبادرة لتشجيع القراءة بين الاوساط الشعبية, ولدعم الثقافة في المدينة التي سعى داعش لمسخ هويتها الثقافية.
يذكر ان هذه القافلة ضمن مباردات نشطاء المجتمع المدني للتضامن مع اهالي الموصل في معاناتهم من احتلال داعش ومن اجل اعادة بناء مدينتهم وعقدت مبادرات مشابهة، فقد نظم المنتدى الاجتماعي العراقي و عبر فريق رياضة ضد العنف زيارة الى الموصل بعد تحرير الجانب الايسر منها مباشرة في شهر شباط من العام الجاري, اجرى خلالها فعالية رياضية للتضامن مع سكان المدينة ونقل رسائل السلام والتضامن مع المدنيين في محاولة لتخفيف الآثار النفسية السيئة للحرب عنهم.