تحطيم صخور في منطقة حسن كييف التركية عن طريق مواد متفجرة: التدمير يمر بمرحلة جديدة
مبادرة انقاذ حسن كيف – خبر صحفي 21/8/2017
مع هدم الصخور من خلال المتفجرات في حسن كييف، فان هذه المدينة القديمة التي يبلغ عمرها 12.000 سنة على نهر دجلة في المنطقة الكردية جنوب شرق تركيا دخلت بمرحلة جديدة من الدمار. وسيدمر الفيضان اكثر من 300 موقع اثرى و 136 كم من نهر دجلة و 199 مستوطنة اخرى اذا تم بناء سد اليسو – يعد من اكثر السدود التي تشكل محل خلاف فى العالم- . التدمير الحالي الذي وثقته أشرطة الفيديو والصور من قبل المواطنين والمنظمات المحلية في المنطقة وتم تداوله في جميع أنحاء تركيا.
وقد بدأ تهديم الصخور في القلعة والوديان المحيطة بها منذ أكثر من أسبوع والهدف استخدامها في وقت لاحق لتشكل خزان السد بحسب المخططات. ومن التدابير الأخرى المخطط لها هو اغلاق 210 كهف من صنع الإنسان (هناك أكثر من 5500 كهف في منطقة حسن كييف ) في منطقة القلعة الصخرية، اضافة الى بناء جدران خرسانية بطول مئات الأمتار حول القلعة الصخرية التي من شأنها أن تلتصق بخزان السد بحسب المخططات.
وبعد النقد العام الواسع في الأسبوع الماضي، صرح محافظ منطقة بطمان وشركة اعمال مياه المدينة دي اس اي، المسؤولة عن مشروع إليسو، صرحوا بعدم استخدام أي متفجرات، والهدف هو حماية المدنيين من سقوط الصخور. والحقيقة هي أنه قد تم بالفعل استخدام المتفجرات إلا في بعض الصخور، ويؤكد السكان المحليون أن معظم الدمار كان بسبب المتفجرات، وحدث سقوط صخرة قبل 7 سنوات مضت في حسن كييف، ولكن كان سببها التاثيرات البشرية الأخيرة وعدم اتخاذ تدابير وقائية من قبل وزارة الثقافة. وعلاوة على ذلك، ذكر السكان المحليون أن المتفجرات تخلق الخوف بين سكان مدينة حسن كييف، وخاصة الأطفال. ويُذكر ان هذه الصخور تمثل مواد اولية لعملية البناء, فمن الاوفر استخدام هذه الصخور بدلا من احضارها من مناطق بعيدة. الاف السنين من الابداع الانساني يتم تخريبه لصالح بعض الشركات!.
فضيحة أخرى هي أنه بعد عدة أيام من تدمير الصخور تم إصدار اذن رسمي (في 15/08/2017) من قبل المجلس الإقليمي لحفظ التراث الثقافي. على أقل تقدير فان هدم بعض من هذه الصخور كان غير قانوني وقد أعلن المجلس الأعلى للآثار في تركيا بأن منطقة حسن كييف تمثل موقعا أثريا من الدرجة الأولى في عام 1978. ووفقا لأبحاث أجراها علماء رفيعي المستوى، فإن حسن كييف ووادي دجلة المحيط بهما يطابقان 9 من 10 معايير للتراث العالمي لليونسكو، ولكن يتم رفض الطلب من قبل الحكومة التركية بسبب مشروع إليسو. في آذار / مارس 2016، اختارت يوروبا نوسترا حسن كييف باعتبارها واحدة من المواقع الثقافية السبعة المهددة في أوروبا.
وتشير الحفريات الأخيرة إلى وجود معالم مهمة وقديمة في حسن كييف مثل غوبيكليتيب في مقاطعة أورفا الكردية، أقدم معبد / مستوطنة تاريخ البشرية. وقد تم العثور على مسلات أخرى في حسن كييف، ولكن بعد تدخل الحكومة التركية فانه من المحتمل عدم إجراء المزيد من التحقيقات المتعلقة بهذا الاكتشاف.
وفي 12 مايو 2017، تم نقل “النصب الأول”، وهو مقبرة (زينل بيك) خارج خزان السد بحسب المخططات الى جوار مستوطنة جديدة تدعى حسن كييف الجديدة. وقد تم التشاور من قبل مع الشركة الهولندية (بريسر). كان هذا هو التدخل الفيزيائي الثاني على الاصول الثقافية في حسن كييف بعد التغطية المستمرة لثلاث ركائز من الجسر التاريخي بحجر حديث انه ضرر لا يمكن إصلاحه. ومن المحتمل نقل ثمانية آثار أخرى خلال عام 2017، لا تزال بريسر مدرجة. وبالنظر إلى كل هذه “الجرائم ضد التراث الثقافي” ذات القيمة العالمية المتمثلة في عدم وجود خيار بث الحيوية في أي نوع من السياحة النوعية، فان هذا لن يؤدي إلا إلى دحر تاريخ يمتد لآلاف السنين من حياة الإنسان بمشروع ليس اقتصاديا أو علميا ولا يلتزم بأي قوانين لحماية المعالم التاريخية. مبادرة الحفاظ على حسن كييف نصت ومنذ زمن على الحماية الحقيقية للتراث الثقافي والطبيعي وعلى التنمية المستدامة و دعم السكان المحليين في بيئاتهم الأصلية مع تطور بسيط وطبيعي وحضاري من اجل السياحة. علماً ان حسن كييف تستقطب ما لا يقل عن نصف مليون زائر سنويا.
مع الأخذ بنظر الاعتبار حالة الطوارئ في تركيا منذ 20 يوليو 2016 وإعلان منطقة حسن كييف أكبر “منطقة أمنية خاصة” منذ يناير 2017 أصبح كل نوع من العمل في حسن كييف تحديا بحد ذاته. ولا تستجوب الشرطة الأفراد أو الجماعات أو الصحفيين فحسب، بل وحتى السياح. بل إن بعضهم يحتجزون. لن تكون الظروف سيئة للغاية لانتقاد مشروع السد الذي يدمر أوطاننا لمصالح خاصة لحكومة وبعض الشركات.
و يستمر الصراع ضد مشروع إليسو، لن يكون هناك اي استسلام. ومن الضروري بذل جهد كبير جديد لوقف التدمير المستمر في حسن كييف من قبل الحكومة التركية. ويتم تشجيع الجميع للتعبير عن انتقاده اتجاه الحكومة التركية والشركة الهولندية بريسر.