حماية دجلة واجبك و واجبي !
حملة انقاذ نهر دجلة ، تقرير عن نتائج ونقاشات ورش الجنوب – حزيران 2013
عقدت حملة انقاذ نهر دجلة و الاهوار العراقية في اواخر شهر حزيران ورش عمل في أربع محافظات في جنوب العراق وهي : البصرة، ميسان، ذي قار والقادسية و بالتعاون مع المجتمع المدني المحلي و ناشطين مدنيين في كل من هذه المحافظات. عقدت الندوات في البصرة في27 يونيو، العمارة يوم 28 يونيو، الناصرية في 29 يونيو والديوانية في 30 يونيو.
تعتبر المحافظات الجنوبية من العراق هي الأكثر تضررا من قضايا شحة المياه، وتحتضن محافظات، البصرة، الناصرية وميسان، الاهوار العراقية ، لذا فان الورش التي عقدت في جنوب العراق تكتسب اهمية خاصة في جهود حملتنا.
أعطتنا هذه الندوات الفرصة لفهم قضايا المياه في كل من هذه المحافظات. وقد قام الناشطون والمنظمات المحلية العاملة في مجال حقوق الإنسان والقضايا البيئية في كل من المحافظات برعاية هذه الندوات والتطوع للترجمة وتقديم الخدمات اللوجستية. وقد حفلت هذه الورش بالكثير من الحماس والاهتمام . وقد اختلفت مواضيعها في كل محافظة و بحسب خصوصية تلك المحافظة، فركزت ورشة البصرة على التعريف بالحملة واهدافها ، بينما في الناصرية والعمارة ركزت الورش بشكل اكبر على موضوع حماية الاهوار العراقية في حين ركزت ورشة الديوانية على الجانب القانوني لقضايا المياه العابرة للحدود.
البصرة
وعقدت الحلقة الدراسية البصرة في منظمة المرأة ” موج” ،وباستضافة جماعة “لاعنف” في البصرة مع نحو 15 مشاركا من مختلف منظمات المجتمع المدني، ونقابات النفط والإعلام وممثل عن مجلس محافظة البصرة. وناقشت الندوة أزمة المياه في العراق، وآثار سد اليسو في تركيا والعراق وأنشطة حملة انقاذ نهر دجلة في العراق وحول العالم. وذلك لزيادة الوعي حول العواقب التي سيحدثها اليسو في العراق.
خلال الندوة، أصدرت الحملة رسالة مفتوحة إلى الحكومة العراقية مع المطالب إلى اللجنة المسؤولة لإعداد ملف تقديم و اضافة الأهوار إلى مواقع التراث العالمي، لتعلن عن خطتها لتقديم الملف رسميا إلى لجنة التراث العالمي. وحثت الرسالة أيضا اليونسكو للمشاركة في حماية الأهوار، وخصوصا لتوفير الدعم التقني للجنة العراقية وتعتمد المنفعة من الحكومة العراقية في تقديم الملف. وقالت السيدة أنور من مجلس محافظة البصرة أنها سوف تأخذ الرسالة وستتابع في محافظتها الرسالتين الصادرتين عن الحملة. نص الرسالة
ميسان – العمارة
عقدت الندوة في العمارة في مبنى البلدية المحلية، الذي استضافته جماعة لاعنف المحلية. كان الحضور حوالي 25، ومن أحد ابرز المشاركين السيد كاظم قاسم، عضو لجنة الزراعة والموارد المائية في مجلس النواب العراقي. والذي أشار إلى أن الخبراء يدرسون سد اليسو في المركز الوطني للمياه لتبليغ البرلمان بالنتائج.علاوة على ذلك، ذكر انه بعض الجهود المبذولة على الصعيد الوطني؛هي عقد مؤتمر وطني لمناقشة العلاقات الاقتصادية بين العراق وتركيا، وكان هناك اتفاق على استخدام الضغط الاقتصادي لغرض التفاوض مع تركيا بشأن المياه العابرة للحدود. مع التركز على مبدأ عدم الضرر.
وبالإضافة إلى ذلك، جددت وزارة الخارجية جهودها لإرسال رسائل إلى الاتحاد الأوروبي للضغط على تركيا خصوصا مع رغبة تركيا في الانضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، وستكون هناك اجتماعات أخرى بين الاتحاد الأوروبي والممثلين العراقيين. وذكر السيد قاسم أيضا مشروعا قدم إلى البرلمان لتطوير طرق الري المستدامة بتكلفة 18 مليار دولار (قرض من الحكومة الاسترالية). وقد تأخر هذا المشروع في البرلمان بسبب القضايا السياسية. ضمن الحلول التي تدرسها الحكومة العراقية هو استخدام العلاقات الاقتصادية للضغوط تركيا، وإمكانية للتعاون مع تركيا لبناء السد سيزر.
ناقش أعضاء المجتمع المدني دور الحكومة في رفع مستوى الوعي حول أزمة المياه، و أثار بعض المشاركين بان مسؤولية التفاوض مع الدول المتشاطئة هي مسؤولية الحكومة و ليس المجتمع المدني، ولكن. على الرغم من هذا فان الحكومة أظهرت ان موضوع سد اليسو ومشكلة المياه ليس من أولوياتها، لذالك على المجتمع المدني ان يضغط لوضع قضية المياه في أولويات الحكومة. وهذا ما يحصل في الديمقراطيات المتقدمة، فجماعات المجتمع المدني هي تعيد التوازن إلى العملية الديمقراطية وتساهم في احداث التغييرات عن طريق الضغط على حكوماتهم.
كما التقت الحملة مع مجموعة من الشباب المتطوعين تسمى: فريق انا ميسان. قدموا العمل التطوعية لمجتمعهم، مثل زيارة المستشفيات وتقديم الزهور، والأقراص وقاموا بالتنظيف، وغيرها من الأنشطة الكثيرة التي وضعت التركيز على نبذ العنف والطائفية في العراق.وقد كان الفريق مهتمين جدا في الحملة،كما ابدوا استعدادهم للتعاون وتنظيم الأنشطة المساندة للحملة في محافظة ميسان.
ذي قار – الناصرية
وعقدت الورشة في الناصرية في نادي المهندسين، واستضاقتها منظمة طبيعة العراق، وشهدت أكثر من 50 مشاركا. من بين المشاركين السيد شهيد من مجلس محافظة ذي قار، السيد محسن، مدير مكتب البيئة في الناصرية من وزارة البيئة، والسيد أسامة هاشم، من اهوار ذي قار ومكتب الأراضي الرطبة في وزارة الموارد المائية. السيد خلف، المدير المساعد لمكتب الموارد المائية في الناصرية، الأستاذ الدكتور خالد فرطوسي من كلية العلوم في جامعة ذي قار. وناقشت الندوة آثار سد اليسو على جهود اعادة احياء الأهوار.
قامت منسقة حملة انقذوا دجلة جوانا ريفيرا ، بتقديم أهداف الحملة والمطالب، وكذلك الأنشطة على المستوى الوطني والدولي لزيادة الوعي حول الآثار المدمرة لهذا السد على التراث الاجتماعي والثقافي وعلى الاقتصاد و البيئية في العراق .
وأوضح جاسم الأسدي من منظمة طبيعة العراق ابعاد كارثة تجفيف الأهوار العراقية خلال عام 1990، والجهود المستمرة لاستعادة الاهوار. وسلط الضوء على أهمية نهر دجلة في انعاش الاهوار والصعوبات التي ستواجه في المستقبل، ولا سيما المخاطر التي تشكلها السدود التركية، بما في ذلك سد اليسو. وأشار إلى المخاطر الكبيرة والمؤلمة التي تهدد التنوع البيولوجي وسكان الاهوار بسبب شح المياه.
د.فرطوسي من جامعة ذي قار أوضح الأضرار التي لحقت بجواميس الماء وتأثير نقص المياه على إنتاج الحليب. كما قام بالمقارنة بين إنتاج الحليب في العراق إلى مصر. انخفض الإنتاج في العراق بشكل كبير، وأشار إلى أهمية بذل المزيد من البحوث حول هذه المسألة.
القادسية – الديوانية
عقدت الندوة في مدينة الديوانية وفي كلية القانون – جامعة القادسية، وبالتعاون مع مديرية الشباب والرياضة في الديوانية وعدد من المتطوعين من برلمان شباب الديوانية. لاحظنا مشاركة أعضاء من الحكومة المحلية مثل السيد ماجد جابر الصالحي والسيدة ضحى الموسوي وممثل عن مديرية الموارد المائية في الديوانية، بالإضافة إلى عدد من منظمات المجتمع المدني والشباب في المحافظة.
حملت الندوة عنوان ” إنقاذ نهر دجلة من واجب الجميع “، و تضمنت ثلاثة محاور.
في البداية ناقشت جوانا ريفيرا، منسق حملة إنقاذ نهر دجلة والاهوار العراقية ، الأنشطة التي تقوم بها الحملة للتوعية بمخاطر وتأثير سد اليسو في تركيا. هذا السد و بعد الانتهاء من بناءه و ضمن الخطة التركية لبناء 22 سد هيدروليكي على كل من دجلة والفرات ” مشورع الغاب”. سوف يؤدي إلى جفاف اجزاء هامة من نهر دجلة والأهوار العراقية. هذا خطر محقق سيواجهه العراق في المستقبل القريب.
وعرضت جوهنا أهداف الحملة والتوصيات التي تم استخلاصها في أكثر من ورشة وندوة ومؤتمر حول هذا الموضوع. قدمت الأستاذة بيداء ، استاذة في كلية القانون – جامعة القادسية المحور الثاني وناقشت فيه ورقة عمل حول الجانب القانوني مشيرة الى الاتفاقيات الدولية بين العراق وتركيا بشأن المياه الدولية. ثم تحدث محمد الجبوري مدير مديرية الزراعة في الديوانية حول تأثير بناء السد على وجه الخصوص، وبقية السدود العملاقة ضمن مشروع الغاب ، بما في ذلك الجفاف وتأثيره السلبي على الزراعة في العراق، خاصة في محافظة الديوانية فضلا عن مجمل الحياة الاقتصادية للبلاد.
وقد تم النقاش مع الحضور حول كل محور وكتابة توصيات مشتركة في ختام الندوة. و حضيت هذه الندوة تغطية واسعة من وسائل الإعلام بما في ذلك وسائل الإعلام التقليدية والجديدة. كانت النتائج دعم كبير لهذه الحملة من قبل الحضور و اعتماد توصياتها، وخاصة من قبل عضو لجنة الزراعة في مجلس النواب العراقي الشيخ حامد الخضيري.
تواصلت ردود الفعل من اخبار ذات صله بهذه الورش وستواصل الحملة مسيرتها لكسر طوق الصمت والتحرك العاجل لإنقاذ نهر دجلة والاهوار العراقية من خطر سد اليسو والسدود الاخرى.
العراق – تموز 2013