رسالة من الشعب العراقي إلى أصدقائنا في كل العالم: أيها المتظاهرون ضد الحروب، يا دعاة السلام والديمقراطية والعدالة..
الحرب تقود الى الحرب
الحرب تقود الى الدمار الى التشريد الى ضياع المستقبل لملايين الأطفال
قبل سنين، كان قادة العالم آنذاك قد قطعوا وعدا عن انهم سيحفظون الأمن والسلم العالميين عن طريق الحرب، وبإنهم سيجلبون الديمقراطية والحرية للشعب العراقي! وقف العالم صفاً واحدًا من أجل الدفاع عن السلام العالمي، رافضين الحرب على العراق في مظاهرات تأريخية عمت العديد من مدن العالم، وحذرت بوضوح من تداعيات الحرب وآثارها ونتائجها الكارثية ودعت إلى ان يقرر شعوب العالم مصيرهم ورفعت شعار “لا للحرب.. لا للدكتاتورية”..!
بالطبع، وكعادتهم دوما، تجاهل قادة العالم الكبار تلك الاحتجاجات العالمية، وذهبوا ليفتحوا باب الجحيم بحرب عام 2003، الحرب التي أسهمت على عكس ما قالوه بالإخلال بالسلام العالمي، ولتدخل شعوبنا في شرق المتوسط وفي دوامة مستمرة من العنف، عبرت بآثارها نحو كل العالم، وكان اخر تجلياتها تصاعد الميل للتطرف العنيف!
اليوم، وإذ نكتب لكم هذه الرسالة، نعيش في العراق أيام ثورية بامتياز، ابتدأت منذ اكتوبر الماضي وما زالت -رغم القتل والوحشي والعنف السلطوي- مستمرة حتى اللحظة الراهنة، تلك الثورة، ليست بمعزل عن التاريخ ولا هي منفصل عن واقع ما جرى من حروب، وأنما هي نتيجة حتمية لتراكم كمي من الغضب والألم الذي سببه نظام مشوه خلق بتعمد بعد عام ٢٠٠٣، شكلت فيه المحاصصة الطائفية-الاثنية عاموده الفقري، الحرب خلفت في بلدنا مافيات الفساد التي نهبت حاضرنا ومستقبل اجيالنا القادمة! لذلك ثار العراقيون ليطالبوا بوطن يحترمهم كبشر، بوطن ينعمون به بالسلام والأمان، بوطن يتمتعون به بالحرية والديمقراطية والعدالة والحقوق الاجتماعية، بوطن يقررون هم فيه مصيرهم بعيدا عن تدخلات الهيمنة الدولية، وبالأخص منها (الأمريكية والإيرانية) التي ابتلي بها، وعانى منها وما زال…
ان الشعب العراقي، صاحب التجربة المريرة مع الحروب والتدخلات العسكرية، يقف مع الإنسانية جمعاء ضد الحروب، كل الحروب، كما نقف مع جارنا الشعب الإيراني الشقيق للتضامن ضد الحرب ودعاة الحرب! رغم اننا على يقين راسخ ان تلك الحرب، ما هي الا وسيلة لإعادة الاستقطاب السياسي، من اجل ابعاد الرأي العام عن حقيقة الحراك الثوري الجاري حاليا في العراق وإيران ولبنان وبقية بقاع العالم! ذلك الحراك الذي تطالب فيه الشعوب بحقها بتقرير المصير، والاستقلال والحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعي، تلك هي مطالبنا التي امتدت منذ شهور عدة، وتم ابعاد أنظاركم عنها عبر التلويح بالحرب!
الحرب إذا ما وقعت مجدداً، فأنها تهدد بضياع كل مكتسبات الحراك الجماهيري الكبير الذي يشهده العراق وعدد من دولة المنطقة، حيث ستتخذ الحرب ذريعة للالتفاف على مطالب تلك الشعوب، فضلاً عن انها ستهدد بانتهاكات حقيقة قد تحصل بحقوق الانسان وبالمدافعين عن حقوق الانسان ايضا!
ان مساندة مع شعوب العالم الثائرة، والوقوف مع مطالبهم، والتضامن معها، سيكون باب حقيقي لمستقبل خالي من حجج الحرب، مستقبل اكثر امنا وسلام، وأكثر ديمقراطية وعدالة!
أصوات من الشعب العراقي