المبادرة الدولية للتضامن مع المجتمع المدني العراقي

The Iraqi Civil Society Solidarity Initiative (ICSSI) is dedicated to bringing together Iraqi and international civil societies through concrete actions to build together another Iraq, with peace and Human Rights for all.

منظمة رياضة ضد العنف تنظم ندوة رقمية لنقاش واقع الرياضة النسوية في العراق

إن دعم الرياضة النسوية والتشجيع على ممارستها، لا يرتبط بأهمية النشاط البدني فقط، بل يتعداه ليشمل ابعاد ثقافية وتنموية. كما ترتبط الرياضة النسوية برسائل اجتماعية ذات صدى مسموع، حيث تنقل قضايا حقوق المرأة وحريتها من مستوى النظريات الى مستوى التطبيق العملي والممارسة السلوكية. وبهذا الإطار اقامت منظمة رياضة ضد العنف وبالتعاون مع مجموعة “هي الثورة”، وضمن فضاء المنتدى الاجتماعي العراقي، ندوة رقمية عبر الإنترنيت مخصصة للحوار حول واقع الرياضة النسوية في العراق ومستقبل وافاق تطورها وفرص تمكينها، حيث شارك في الندوة قرابة ٤٠ ناشط وصحفي ومتخصص من المهتمين بهذا الشأن من كلا الجنسين.

مع افتتاح الندوة، قدم مدرب نادي بلادي النسوي لكرة القدم الكابتن سامر سعد ملخص حول ابرز العقبات التي تواجه الرياضة النسوية في العراق، موضحاً ان الإهمال يقلص فرص النهوض بهذه الرياضة وتحسين واقعها، كما قدم سامر مقارنة بيّن فيها حجم المنافع الاجتماعية والأبعاد الإنسانية الناتجة عن الاهتمام بهذه الفئة، وذلك بما عايشه من تجربة في احدى الدول الأوربي. واكد سامر على ضرورة ان تبدأ تنمية الرياضة النسوية من المراحل الابتدائية، حيث حث على ضرورة اعادة تفعيل درس التربية البدنية.

من الناحية القانونية اوضحت الدكتورة بشرى العبيدي وهي قانونية وتدريسية في جامعة بغداد، ان الدستور العراقي كفل حق ممارسة الأنشطة الرياضية لكلا الجنسين على حد سواء، وذلك في المادة ٣٦ منه، ونصها: “ان ممارسة الرياضة حق لكل فرد، وعلى الدولة تشجيع أنشطتها ورعايتها، وتوفير مستلزماتها”، إذ تبين المادة بوضوح ان الدستور لم يحدد نوع  الجنس المسموح له ممارسة الأنشطة الرياضية، فهي بذلك حق للجميع بحرية وبدون قيود. الا انه وبحكم العادات الاجتماعية يقتصر ممارسة النشاط الرياضي على الذكور دون سواهم، إما بسبب العادات التي تدفع العوائل لحرمان الفتيات، او لأن المنظومة الرياضية غير مؤهلة لاستيعاب الطاقات النسوية ولا توفر لهم البيئة المناسبة لممارسة نشاطهم.

وفي محورها الأخير، انتقلت الندوة لنقاش الاليات التي من شأنها الحد من التمييز في ممارسة الرياضة، حيث أوضحت ياسمين فلاح منسقة مجموعة “هي الثورة” اهمية البدء بإدخال مفاهيم المساواة الجندرية في المنظومة الرياضية، كخطوة أولية من اجل اصلاح واقع الرياضة النسوية، لتنتهي الندوة الى صياغة مجموعة من التوصيات التي من شأنها ان تكون خارطة عمل من اجل تطوير الرياضة النسوية.

يذكر ان هذه الندوة جاءت ضمن سلسلة فعاليات رقمية تقيمها منظمة رياضة ضد العنف للتوعية بأهمية استخدام الرياضة كوسيلة لبناء السلام ومناهضة العنف وتشجيع المساواة بين الجنسين.