العراق والولايات المتحدة يستأنفان جولة جديدة من الحوار الاستراتيجي
اتفق العراق والولايات المتحدة على استئناف المحادثات الاستراتيجية حول العلاقات المتبادلة بینهما وانسحاب المزيد من القوات الأمريكية في العراق. وقد طلبت بغداد جولة جديدة من المحادثات الاستراتيجية في الشهر المقبل مع الولايات المتحدة حول موضوع انسحاب القوات الامریکیة من العراق.
في ٢٣ مارس بعد ساعات قليلة من طلب العراق قالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض جين بساكي: “اننا نتطلع إلى تجديد حوارنا الاستراتيجي مع الحكومة العراقية خلال شهر نیسان”. بدأ الحوار الاستراتيجي في حزیران ٢٠٢٠ في عهد إدارة ترامب. وشمل الحوار قضايا تتعلق بالأمن والاقتصاد والتعليم. وأضافت بساكي: “ستكون هذه فرصة مهمة لمناقشة مصالحنا المشتركة عبر مجموعة من المجالات من الأمن إلى الثقافة والتجارة والمناخ”.
وقال البنتاغون إن أكثر من ٢٥٠٠ جندي انسحبوا منذ بدء الحوار في حزيران الماضي. كان هذا يمثل حوالي ٦٠٪ من إجمالي تواجد القوات الأمريكية في العراق. وقالت بساكي: “ستوضح الاجتماعات أن قوات التحالف موجودة في العراق فقط لغرض تدريب وتقديم المشورة للقوات العراقية لضمان عدم تمكن داعش من إعادة نشاطها مجدداً”.
ويسعى العراق إلى انسحاب جميع القوات القتالية الأمريكية من العراق، مع الحفاظ على دور المستشارين العسكريين الأمريكيين. ويقول المراقبون إن أداء القوات الأمنية العراقية تحسن بشكل ملحوظ خلال الأشهر القليلة الماضية نتيجة التدريب وإعادة التنظيمهم.
مؤخرا استبدل رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي العديد من المسؤولين العسكريين بهدف زيادة فعالية القوات العسكرية العراقية. يبدو أن العراق لم يعد بحاجة إلى القوات الأمريكية، على الرغم من أن دعم الضربات الجوية الأمريكية والتدريب وغير ذلك من الدعم التقني يبدو مهمًا للعراق من أجل الحفاظ على التحسينات الأمنية ومنع الهجمات من داعش أو المنظمات الإرهابية الأخرى. وقد أعربت الولايات المتحدة بالفعل عن استعدادها لدعم العراق في تلك المجالات.
وقالت بساكي: “إن الولايات المتحدة قبل كل شيء ملتزمة باحترام سيادة العراق ونتطلع إلى هذه المناقشات المهمة مع القادة العراقيين حول مستقبل شراكتنا کما هو محدد في اتفاق الإطار الاستراتيجي بين بلدینا”.
تم توقيع اتفاقية الإطار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة في عام ٢٠٠٨. وهي تشمل شراكة في عدة مجالات، بما في تعاون الأمني والثقافي والاقتصادي والتقني والصحي والبيئي. رحبت القوى السياسية العراقية بالإعلان عن جولة جديدة من المحادثات الاستراتيجية بين العراق والولايات المتحدة، بما في ذلك عبرت عن دعمها في بيان رسمي تحالف فتح الموالي لإيران في البرلمان العراقي.
يدير العراق تقليدًا دبلوماسيًا متعدد الاتجاهات في المنطقة لتهدئة التوترات وفتح الحوار بين مختلف الأطراف المتنازعة، تأتي المحادثات التي طلبت مؤخرًا بين العراق والولايات المتحدة في هذا السياق وينبغي أن تزيد من تمكين العراق في المنطقة.
ومن المقرر أن يستضيف الكاظمي قمة ثلاثية مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله في وقت لاحق من هذا الشهر. وستكون هذه القمة الثالثة التي تعقد بين القادة الثلاثة في سياق تشكيل “الشرق الجديد” وهو مصطلح استخدمه رئيس الوزراء العراقي خلال زيارته الأولى لعمان بعد توليه منصبه. والشرق الجديد هو اتحاد اقتصادي بين العراق والأردن ومصر، ولديه القدرة على إشراك بلدان أخرى.
يذكر ان عددا من الوفود الاخرى من دول الخليج ودول الجوار يزور العراق بشكل منتظم فى اطار الحملة الدبلوماسية العراقية .