سنجار لا تحتمل المزيدّ
منذ أيام والوضع الأمني والسياسي في سنجار يدعو إلى القلق، والكثير من شباب هذه المدينة المنكوبة من قبل عصابات داعش الإرهابي والمنسية من قبل الحكومات المتعاقبة يتظاهرون ويحملون الكثير من المطالب والأحلام. يتظاهرون على خلفية الاشتباكات التي حدثت مطلع أيار الماضي داخل مركز ناحية الشمال مجمع حطين ومناطق أخرى ضمن قضاء سنجار.
قبل أيام تلقينا خبر اغتيال الناشط المدني (جميل سليمان ايلو الزرو )، المتظاهر الذي يطلق عليه أبناء مدينته (الشيخ جميل) عثر على جثته في أطراف مجمع دهولا .
باعتبارنا مدافعين عن حقوق الإنسان نعزي عائلة الشيخ جميل وعائلته وأصدقائه ومحبيه، ونعرب عن تضامننا الكامل مع النشطاء المدنيين وجميع المدافعين عن حق الإنسان في عموم البلاد عامةً وقضاء سنجار على وجه التحديد، وفي الوقت ذاته نجدد دعوتنا للحكومة العراقية إلى الالتفات إلى واجبها الدستوري والقانوني والإنساني وعلى رأسها تأمين المواطنين العراقيين على مختلف تلاوينهم وأديانهم وقومياتهم، وحماية المتظاهرين والناشطين السلميين. ونشدد على ضرورة أن تكون حاضرة اليوم وبقوة لوضع الحلول التي تضمن إخراج هذه المنطقة من حالة الأجواء المشحونة التي تعيشها وفرض سيطرتها الكاملة على المنطقة وتضمن أن لا تتحول النزاعات السياسية إلى صراعاً عسكرياً يدفع ثمنه الأبرياء من العزّل في سنجار.
إن معاناة أهالي سنجار كثيرة وكبيرة، أخطرها تلك التي تهدد وجودا مكونا من المكونات العراقية الأصيلة وفي حال استمرار هذه المعاناة أو تكرار الانتهاكات، فإن ذلك سيودي إلى خلو القضاء من الأهالي وبالتالي فإن الهجرة ستكون الخيار الوحيد الذي سيتخذه الأهالي.
ونحن كحملة لحماية المدافعين عن حقوق الإنسان إذ نتضامن مع كل المطالب الحقة ومع كل أشكال الاحتجاج السلمي، نطالب بالكشف عن قتلة (الشيخ جميل) بأسرع وقت كما ونجدد مطالبتنا بالكشف عن قتلة الناشطين والمتظاهرين، في انتفاضة تشرين ومحاسبة المتسببين، وإسقاط جميع الدعاوى الكيدية بحق المتظاهرين، والكشف عن مصير المغيبين والمبعدين قسراً، وضمان عدم الإفلات من العقاب.