أزمة المياه في البصرة وارتفاع نسبة الملوحة في شط العرب
البصرة تستضيف خبراء دوليين لمناقشة السياسات المائية
تون بينجنز ، البصرة- عراق
حملة انقاذ نهر دجلة
تلقت حملة انقاذ نهر دجلة والاهوار العراقية دعوة لحضور ورشة عمل في 15 و16 من شباط الماضي في مدينة البصرة، وتحت شعار “ازمة المياه في البصرة، وارتفاع ملوحة شط العرب وسبل معالجتها”، والتي نضمت من قبل جامعة البصرة بالتعاون مع محافظة البصرة، وبرعاية الدكتور ماجد النصراوي محافظ البصرة. حيث ناقش خبراء عراقيين ودوليين، منهم اكاديميين ومستشارين حكوميين، وبضمن نطاق خبراتهم، الحلول المحتملة لمشاكل مدينة البصرة من حيث ازمة الملوحة المستمرة. وقد تمت مناقشة اربعة محاور رئيسية: الاقتصاد، النقص في الموارد المائية للاغراض الزراعية والبيئية المختلفة، المتطلبات الحالية والمستقبلية، والحوارات حول مجاري نهري دجلة والفرات.
يلتقي نهري دجلة والفرات في مدينة البصرة ليكونا شط العرب. في هذا الوقت، تواجه البصرة نقصا حادا في المياه العذبة بسبب انخفاض مناسيب المياه مما ادى الى دخول المياه المالحة الى المدينة من الخليج العربي. ازدادت ملوحة شط العرب الى خمسة اضعفها خلال الشهر الماضي، حيث ان مجموع المواد الصلبة الذائبة، والتي تعتبر مقياسا لنقاوة المياه، قد تزايدت من حوالي 1000 الى اكثر من 6000، وعلى الرغم من وجود عدد من الاسباب لهذه الزيادة، الا ان المسألة قد ابتدأت منذ تسعينات القرن الماضي، حيث انشأت تركيا عددا من السدود على منابع نهر الفرات كجزء من مشروع الغاب الكبير. تستعد تركيا حاليا للانتهاء من بناء سد اليسو على نهر دجلة، والذي سيكون له اكبر الاثر على موارد العراق المائية. حيث انه سيؤدي الى انخفاض مناسيب المياه في نهر دجلة الى 25%. وستكون هذه التاثيرات السلبية على اشدها في الاقسام الجنوبية من مجرى النهر حيث تقع البصرة. ان اي زيادة في انخفاض مسناسيب المياه سيؤدي الى زيادة الملوحة في شط العرب. من هنا يتبين ان موضوعة ايقاف عمليات بناء سد اليسو هي على علاقة وثيقة بمدينة البصرة. حثت حملة انقاذ نهر دجلة والاهوار العراقية محافظة البصرة على التعامل مع قضية سد اليسو، والتي ستزيد من مشاكل البصرة المائية.
اعرب المشاركون في الورشة عن قلقهم من السدود التي يتم بناؤها على منابع نهر دجلة خارج الحدود العراقية في تركيا وايران. واعترفوا بقلة البيانات فيما يتعلق بالتوقعات المستقبلية التي تخص كمية ونوعية المياه في شط العرب ونهر دجلة. كما عرب الاكاديميون عن ضرورة وجود اتفاقية ثنائية بين العراق وتركيا تقوم على اسس توزيع حصص عادلة في مياه نهر دجلة، بما في ذلك الاتفاق على نوعية، ومستوى الملوحة في مياه نهر دجلة والتي تطلقها تركيا في مجرى النهر من سد اليسو.
لا توجد الان اي اتفاقية ثنائية، ولا يبدو ان ذلك سوف يتحقق على المدى القريب، حيث ان تركيا لا تتعامل التاثيرات السلبية لسد اليسو على العراق او المفاوضات حولها بشكل جدي، واحدى اسباب ذلك هو غياب دراسة رصينة لتقييم تاثيرات سد اليسو. ان اجراء مثل هذه الدراسة من الممكن ان يزود الحكومة العراقية باداة قوية للتفاوض بحيث يكون موقف العراق قويا بمواجهة تركيا. وخلال الورشة، قامت حملة انقاذ نهر دجلة والاهوار العراقية اثناء الورشة بدعوة العلماء والاكاديميين لاجراء دراسة تحليلية لتاثيرات سد اليسو على الموارد المائية العراقية لمدينة البصرة والعراق ككل، والتي ستكون اداة مهمة للتعامل مع قضية سد اليسو، وعلى اعلى المستويات السياسية بين العراق وتركيا.