صوت من داخل الموصل
مقابلة مع المدافع عن حقوق الانسان (س ج) من داخل الموصل،
مبادرة التضامن مع المجتمع المدني العراقي (ICSSI)
18 حزيران 2014
كيف هو الوضع الان في مدينة الموصل؟
من ناحية الوضع الامني ليس هناك معارك او قصف والطرق مفتوحة، لكن هناك نقص في المواد الاساسية والخدمات، مثلا الكهرباء مقطوع والمياه شحيحة وكذلك اسطوانات الغاز والوقود. الاغذية اسعارها مرتفعة جداً. بينما المستشفيات ما تزال تعمل، تعطلت باقي المؤسسات الحكومية عن العمل.
هل ممكن للمنظمات غير الحكومية والمدافعين عن حقوق الانسان العمل داخل الموصل؟
لا غير ممكن المسلحين وخصوصا المتطرفين مغلقين من ناحية المجتمع المدني وإذا قلت اريد العمل في الموصل قد يقيمون عليك الحد. المنظمات تعمل بسرية وترسل تقارير وأنا ايضا افضل ان يضل اسمي غير معروف في هذه المقابلة. المجتمع المدني في مناطقنا محاصر اما يعمل مع توجهات الحكومة (وإلا يتهم بمساندة المسلحين) وكذلك المسلحين لا يقبلون بان نعمل بحرية ففكرهم متطرف.
ماذا عن النازحين هل هناك نازحين من الموصل ، هل هم بإعداد كبيرة؟
هناك عوائل كثيرة قد تصل الى مئة الف عائلة نزحت لإقليم كوردستان العراق نحن نتحدث عن حوالي خمسمائة الف نسمة تقريباً متكونين من اطفال وشباب وكبار السن. كثير منهم لم تسمح لهم سلطات الاقليم بالدخول لأنها طلبت منهم ضامن من سكان الاقليم وقسم اسكنوا مخيمات بسيطة. ازمة النازحين كبيرة وبحاجة لتحرك دولي عاجل كذلك الازمة الان مستمرة بعد المعارك في مدينة تلعفر والتي خلفت الوف اخرى من النازحين المدنيين.
من يسيطر على الموصل؟ الان هل هناك عقوبات او اجراءات انتقامية ضد المدنيين ؟
وضع في الموصل مزري جداً بعد سيطرت المسلحين على الموصل بالكامل وضبابية المستقبل القريب، لا نعرف هل ستكون هناك ضربة عسكرية او سنبقى تحت حكم المسلحين الذين لا يحكمهم القانون او هل سيتم تشكيل حكومة لهذه المناطق. للان ليس هناك اجراءات انتقامية ولا قتل. سمعنا ان محافظ جديد قد عين للموصل وهو ضابط من الجيش السابق اسمه هاشم الجماس.
من هم المسلحين الذين دخلوا الموصل ؟
هناك خليط من المجاميع المسلحة دخل الموصل وهم مابين متطرفين اسلاميين (داعش )و ثوار قوميين وعسكر من الجيش القديم و بعثيين. في الموصل هناك حتى فرق بين منطقة و اخرى حيث قد تخضع كل منطقة لسيطرة فصيل مسلح معين. للان هم لا يتحدثون عن خططهم المستقبلية للمدينة ولا يسمحون للإعلام بالعمل في المدينة.
ما هو رئي اهل الموصل بالذي حدث، ما هو سبب سقوط المدينة؟
ان السبب الرئيسي في سقوط مدينة الموصل -ثاني اكبر مدينة في العراق- هو عدم استماع مطالب المواطنين المعتصمين التي تظاهروا منذ اكثر من عام تقريباً والتي حدثت في الموصل والانبار وصلاح الدين وديالى والحويجة.
السبب سياسة الحكومة العراقية التي يترأسها نوري المالكي، تعاملت بتمييز ضد المحافظات العراقية على اساس طائفي باسم المذهب. شكلت الجيش على هذا الاساس ايضاً وأقصت ممثلين المكون السني من الوزارات السيادية أو جمدتهم.
ماذا عن الجيش العراقي كيف ينظر له ابناء مدينة الموصل؟
الجيش للأسف لا يحمل عقيدة وولاء للوطن بل ولائه للمذهب. كان يتعامل مع المواطنين على هذه الاساس الطائفي وقامت هذه القوات بالاعتداء على اهالي مدينة الموصل والانبار وصلاح الدين والحويجة وديالى من خلال الاعتقالات والتعذيب و ابتزاز المواطنين. وكانت هناك حالات عديدة من عمليات اغتصاب للنساء خارج السجون وداخلها.
لكن الموصل ساهمت بالانتخابات الاخيرة ، الم تمثل امل بالتغيير عن طريق سلمي؟
الانتخابات الاخيرة كانت محبطة، اغلب الكتل السياسية تتهم رئيس الوزراء بتزويرها لغرض حصوله على عدد كبير من المقاعد البرلمان العراقي 93 مقعد. وهذا ما أثار خوف العديد من السياسيين والمواطنين من عودة نوري المالكي بولاية ثالثة لرئاسة الحكومة العراقية وخلق دكتاتورية جديد.
الكل يعلم محاولته خلال الولايتين السابقتين السيطرة مقدرات البلد كافة ومنها المفوضيات المستقلة ومنها مفوضية الانتخابات ومفوضية حقوق الانسان واتهام معارضيه من اعضاء برلمان بجرائم واعتقالهم وسجنهم وسيطرته على المؤسسات الامنية والتي كونها بحيث تغلب عليها طائفة واحدة ويتم تغذيتها بفكر طائفي .
اعتقد قام المسلحين في اجراء هذه الغزو على المحافظات المنتفضة قبل اعلان نتائج الانتخابات والذي هو وقت ممتاز بالنسبة لهم من اجل ايصال فكرة للمواطنين ان هذا الثورة هي تخليص اهل السنة من حكومة المالكي الطائفية التي تحاول السيطرة بالولاية الثلاثة ولهذا تلقت ترحيب من المواطنين في كل محافظات من المكون السنة , وعند دخول المسلحين الى مدينة الموصل كان الجيش ضعيف جدا بسبب تخوفه من انتقام المجتمع لان اغلب المجتمع يحملون الكراهية تجاههم وهذا سبب هروب قادتهم العسكريين وعدم قدرتهم بمواجهة عدد محدود من المسلحين.
هل تريدون الجيش ان يطهر مدينة الموصل؟
اعتقد الحل يجب ان يكون سياسي اولاً. ان الجيش العراقي قادر لو اتيح للمهنيين والوطنيين الفرصة على تطهير الموصل من المسلحين بالتعاون مع اهل المدينة ولكن هناك حاجه الى خطة عسكرية تأخذ بعين الاعتبار سكان المدينة وتضمن سلامة المواطنين المدنيين في الموصل. هناك حوالي مليون ونص مدني قد يتعرضون للخطر خصوصا القصف الجوي قد يكون كارثي على الموصل.
من اين يبدأ الحل لمساعدة اهل الموصل وماهو المستقبل وما دور امريكا ؟
اعتقد ضرورة تحييد و تعزيز قدرات المجتمع المدني ليكون حلقة وصل بين الحكومة والمجتمع، وإعطاء دور اكبر لأبناء المدينة في حلول مستقبلية.
اعتقد ان هذا الحدث هو بداية تشكيل 3 اقاليم في العراق ( اقليم سني / اقليم كردي / اقليم شيعي ) والذي يعتبر حسب ضن السياسيين هي خلاص من الصراع السياسي والصراع المسلح بين مكونات الشعب العراق ويبدو ان هناك فهم ما لهذا الواقع الجديد بين القوى الكوردية والمسلحين والحكومة. العراقيين كانوا دوما مع الوحدة لكن حكم الثمان سنوات الماضية واحتمالية استمراره يجعل بقاء الوضع الحالي شبه مستحيل. اعتقد ان امريكا ليست بعيدة مما جرى ويجري وإنها ستدفع على التقسيم ليس بالضرورة ان تدخل الى الموصل بشكل عسكري لكن لها دور في ما سيتم الاتفاق عليه. الناس هنا تريد حل المشكلة وتريد حكم مدني واختفاء المظاهر المسلحة والمتطرفين من المدينة ولكن بنفس الوقت لا تريد العودة للحكم الطائفي بأي حال من الاحوال.