بغداد غدت عاصمة المتفجرات والنساء أصبحن سبايا!
عراقيون: البلاد إلى الانهيار والسياسيون منشغلون بالولاية الثالثة!
الملف – بغداد
يشهد العراق استياء شعبيًا عاما بسبب المآسي التي يعيشها الشعب امنيا وسياسيا، فيما ينشغل السياسيون بمنصب رئاسة الحكومة غير آبهين بالمنحدر الذي تهوي اليه بلدهم.
يبدي مواطنو العاصمة العراقية استياءهم وامتعاضهم الشديدين مما يجري على الساحتين السياسية والعسكرية، معبرين عن غضبهم من السياسيين الذين ما زالوا يتقاتلون على المغانم، فيما الشعب العراقي يقتل ويشرد وتسبى النساء، ويموت الاطفال جوعا وعطشًا والمهجرون في اسوأ احوالهم، ولا يعرفون إلى اين يلجؤون، وفي الوقت الذي يتمدد فيه تنظيم “داعش” في الاقضية والنواحي دون رادع، غير مطمئنين للغد الذي يرون انه لن يكون افضل من يومهم.
فالناس يتكلمون بصوت مسموع عما يحدث ويصل الحال الى حد الشتائم بوجع واضح، مستخدمين عبارات غير لائقة احيانا، ويؤكدون ان الجزع اصابهم ويريدون ان يتخلصوا من الوضع الحالي .
انهم يتفرجون
فقد اعرب صادق عبد الرضا، موظف حكومي، عن استيائه البالغ لما شاهده في مجلس النواب على شاشة التلفزيون، وقال: في الوقت الذي يقتل فيه الناس ويتشردون، يفكر النواب ببرود غير آبهين بما يحدث في سنجار والموصل وكركوك وديالى، كأنهم في عالم اخر، انهم يتفرجون على العراقيين وهم يذبحون من الوريد الى الوريد، يقترحون السفر الى دول العالم لتوضيح ما يفعله داعش ولا يفكرون بالذهاب الى اماكن النازحين.
واضاف : الى متى هذه المآساة ؟ العراقيون يهجرون بالآلاف عن ديارهم، بغداد عاصمة السلام اصبحت مدينة المفخخات والدماء، والقادة السياسون واصحاب العمائم منشغلون بتقاسم الكراسي، النساء تباع وتشترى في بلادي، الى متى هذا الصمت واللامبالاة، اعتقد ان الولاية الثالثة ستدمر العراق تماما .
الولاية الثالثة ام العراق
من جانبه قال اكرم شكري، اريد ان انفجر غضبا، اليأس يأكلني والاحباط يدمرني ، ولا ارى اي بصيص امل، الناس تموت ورئيس الوزراء يرفض التنحي ومتمسك بالكرسي، وكأن ما يحدث في الشمال والغرب والوسط لا يهمه وليس من مسؤليته .
واضاف: سؤالان يؤرقانني، لا اعلم ان كانت الاجابة عنهما متيسرة ام لا؟ ايهما اهم: الولاية الثالثة او.. العراق؟ وما افضل السبل للخروج من المحنة الراهنة: الولاية الثالثة او توحيد الصفوف والعمل على حقن الدماء؟ انهم يعيشون برفاهية، فيما البسطاء يموتون في الجبال والصحارى والمخيمات، حين تعجز الحكومة على انقاذهم فلماذا هي باقية؟ الافضل لها ان تدفن نفسها.
ابواب الجحيم
فيما اعرب حسين عبد المجيد، موظف، عن أسفه لأن تصل الامور الى هذا الحد الذي تسبى فيه النساء ولا مغيث لهن، وقال: انا ناقم على نفسي قبل اي أحد لانني لا أعرف كيف اتصرف امام وضع مزري، يقول المالكي انه سيفتح باب الجحيم على العراق، عن أي جحيم يتكلم رئيس الوزراء؟ ما الذي لم يجربه العراقيون بعد من مآسي ونكبات وكوارث؟! هل نحن نعيش في النعيم ولا ندري؟ ما الذي توحي به سلسلة جديدة من التفجيرات بالسيارات المفخخة في بغداد بعيد تصريح رئيس الوزراء “الجحيمي”؟! ماذا ننتظر من قوى الإرهاب من فعل إجرامي مضاف بعد أن تم تعبيد الطريق الإعلامي لهم بهكذا تصريح خطير! أريد أن أعرف ماذا تعني المسؤولية وماذا يعني المسؤول؟!
الخوف من الغد
من جهتها اعربت المواطنة لقاء حنون، موظفة، عن خوفها من المستقبل، فقالت: والله صرت اخاف من الغد (وارتجف من الخوف وانا اسمع كيف تسبى النساء المسيحيات والايزيديات والتركمانيات، والاطفال يموتون من الجوع والعطش والحكومة منشغلة بالبحث عن المكاسب والبرلمانيون يتعاركون في ما بينهم على مصالحهم، وكل واحد يريد يصير زعيم .
واضافت: نرجوهم ان ينظروا الى الناس المتعبة، نرجو ان تتحرك غيرتهم فالنساء في حمايتهم وعليهم ان يبذلوا الغالي والنفيس من اجل حمايتهن وامرنا الى الله العلي القدير .
الحكم والكراسي
اما الصحافي منصور عبد الناصر، فقد أبدى انزعاجه مما يحصل، وقال : يالهذا العراق.. ينبغي علينا جميعا أن نبكي على انفسنا وعلى فشلنا .. أنانيتنا، فسادنا، عقائدنا إن كانت لدينا عقائد “صالحة” على عجز حكوماتنا الوصولية “المتعمد” على فضائحها المتكررة والقاتلة وأيضا على أفعال جميع “معارضاتها” التي لاتختلف عنها إلا بالاتجاه وكانا دائما سبب خراب ودمار هذه البلاد.
واضاف: لا نريد دولة بعد الآن ..لا نريد سياسة ولا سياسيين ولا رجال دين، نريد مجلس إدارة عادي بل وعادي جدا.. كأي شركة أو مؤسسة لا أكثر ولا أقل .. كي نركل فكرة السلطة والحكم والكراسي وكل التفاهات والجرائم التي تتبعها مرة واحدة وإلى الأبد.
استحوا قليلا
اما الكاتب عبد الرضا الحميد، فلم يكتم غضبه بل كان صراخه عاليا ومتذمرا، فقال : اكثر من نصف العراق تحت سطوة داعش واخواتها، واكثر من نصف مليون نازح معلق بكهوف اعالي جبل سنجار، واكثر من مليون نازح من مختلف المحافظات الى عدد من المحافظات، اكثر من مئتي طفل يموتون من العطش والجوع، النساء المسيحيات والايزيديات والتركمانيات يقودهن الوحوش الرعاع الى معسكر النكاح والى سوق الرقيق للبيع كسبابا في تركيا، بعض النازحين يبيعون بعض اطفالهم كي يؤمنوا العيش لاطفالهم الاخرين، كل هذا وغيره يحدث في العراق.
حرب الزعامات
اما الكاتب والمحلل السياسي ابو فراس الحمداني، فقد اشار لما يحدث بالقول: غياب المشروع مسؤولية الجميع ، وقال: مشكلة الجمهور الشيعي المستقل، هو غياب المشروع وتشتت الجهد لصالح اجندات حزبية ضيقة، المشكلة ان الاخوة في حزب الدعوة، يعتبرون انفسهم ملائكة ولا يمكن لهم ان يخطئوا، وابناء التيار الصدري لا يقبلون النقد ويعتبرونه خيانة للمذهب، والمجلس الاعلى يعتبرون قياداتهم معصومة من الخطأ، وكل منهم يحمل الاخر مسؤولية ما يحصل من ضعف في الاداء، ويجب علينا نحن المستقلون ان نسكت لكي لا نحرق انفسنا وسط الصراعات الحزبية المحتدمة، لأننا لو انتقدنا احد الأطراف لموقف ما، او اشرنا الى بعض المواقف المشرفة لطرف آخر، سنحسب على جماعة المالكي او الصدر او الحكيم وسنهاجم من الطرف الاخر.
واضاف: لذلك يجب الابتعاد عن الحزبية والفئوية قليلا، ولنبحث معا عن مكامن الضعف لنتجاوزها وعن نقاط القوة لنعززها، العدو على الابواب ويستهدفنا جميعا، وخصومنا يتربصون بنا ويعملون على تكريس الفرقة والخلافات بيننا، فلا يمكن ان نكون اقوياء امام الاجندات الخارجية وامام الشركاء في العملية السياسية الا بمشروع واضح يجمعنا، يتحرك بسقف مشترك وخطوط حمراء، تحمي كرامتنا ودماءنا من المخططات الارهابية المدعومة اقليميا ودوليا وداخليا، يجب الابتعاد عن حرب الزعامات التي اضعفتنا وليضغط كل الحزبيين على قياداتهم، لانهم جميعا يتحملون مسؤولية غياب المشروع وضياع الحقوق .