المبادرة الدولية للتضامن مع المجتمع المدني العراقي

The Iraqi Civil Society Solidarity Initiative (ICSSI) is dedicated to bringing together Iraqi and international civil societies through concrete actions to build together another Iraq, with peace and Human Rights for all.

العرب والكرد يتجاهلون لغة بعضهم في الإعلام

نقاش | موكريان كاوة | أربيل

newspaper_iraq

لا تهتم وسائل الإعلام العربية ببث ساعات من اللغة الكردية مثلما كان يحدث في الماضي في القنوات الرسمية الحكومية وتهمل وسائل الإعلام الكردية أيضاً البث باللغة العربية الأمر الذي يجعل التصوُّر الذهني عن شعبين يندمجان في وطن واحد هو العراق مستوحى من صراعات السياسة فحسب.

يستغرب الكثيرون من العراقيين العرب عند زيارتهم إلى إقليم كردستان لاول مرة من وضع الإقليم والكرد الذين يعيشون فيه ويقارنونه بنظام العاصمة فهم لا يعرفون شيئاً عن هذا المكان سوى ما يسمعونه من وسائل الإعلام عن الصراع بين العرب والكرد.

ويعيش في العراق المليء بالمشكلات شعبان لم يستطيعا التوافق جيداً منذ تأسيس البلاد عام 1921 بسبب سياسات الأنظمة المتعاقبة فمنذ التأسيس الذي جرى على أيدي الانكليز اندلعت ثورة مسلحة في مدينة السليمانية بقيادة الشيخ محمود الحفيد وكانت تعارض الحاق كردستان بالعراق.

 ومنذ ذلك الحين أصبح السلاح والحرب لغة حسم المشكلات السياسية، ولكن بعد عام 1950 كانت هنالك قنوات إعلامية تبث باللغة الكردية واستمرت حتى سقوط نظام صدام حسين في ربيع عام 2003 وكانت القنوات التلفزيونية والجرائد والاذاعات تبث في كل حقبة الخطاب الرسمي للحكومات والأنظمة.

وكانت اذاعة بغداد الكردية في عام 1950 أول قناة اعلامية في الدولة العراقية تبث باللغة الكردية إذ نقلت الأحزاب الكردية ثقل نشاطاتها السياسية والاعلامية إلى بغداد بعد الانقلاب الذي قاده عبدالكريم قاسم في آب(اغسطس)من عام 1958 إلا أنهم نقلوا نشاطاتهم إلى الجبال من جديد وتركوا بغداد للحكومة العراقية بعد اندلاع ثورة أيلول(سبتمبر) قيادة الملا مصطفى البازراني عام 1961.

ومع بداية سقوط نظام صدام حسين بدأت أول قناة إعلامة كردية تبث باللغة العربية انطلاقتها في بغداد وهي تحمل تسمية(الحرية)وتم تأسيسها من قبل مكتب إعلام الحزب الوطني الكردستاني ولاتزال تبث حتى اليوم كما ما يزال الحزبان الحاكمان في كردستان وهما الاتحاد الوطني الكردستاني والديمقراطي الكردستاني يصدران صحيفتي(الاتحاد) و(التآخي)اليوميتين باللغة العربية.

صحفيو القنوات الإعلامية الكردية في بغداد والقنوات العربية في كردستان تعرضوا إلى هجمات من قبل المواطنين وعوملوا على أنهم ممثلون لحزب أو طائفة معينة، ففي عام 2007 تعرض فريق لقناة الجزيرة القطرية في مدينة دهوك لهجوم من متابعي مباراة كرة القدم وعلى الرغم من كون معظم أفراد الفريق الإعلامي من الكرد إلا إن المهاجمين وصفوهم بعملاء وشوفينيين وحاولوا إبعاد الفريق الإعلامي من المكان عنوة.

وفي نفس العام هاجم شبان في مدينة السليمانية مقر تلفزيون الفيحاء الذي كان يبث من إحدى البنايات المرتفعة في المدينة ولم يكن لدى المهاجمين مبرر واضح وعند وصول الشرطة إلى مكان الحادث قالوا بإن الذين يعملون في القناة من العرب الشوفينيين ويجب أن لا يبقوا في كردستان في حين لم تكن القناة تدعو لاي دين أو مذهب معين في وقته.

ولم تكن القنوات الإعلامية الكردستانية في المناطق العربية أفضل حالاً، فقد تعرضت صحيفتا الـتآخي والاتحاد خفي مناسبتين متباعدتين الى هجمات هجمات من قبل أهالي المناطق العربية.

ففي عام 2008 أدى نشر مقال اعتبره بعض الشيعة إهانة إلى تعرض مكاتب صحيفة الاتحاد التابعة للاتحاد الوطني في عدة مدن ومناطق في جنوب العراق إلى هجمات وتم احراقها، وفي عام 2014 تمت مهاجمة ونهب مكتب صحيفة التآخي التابعة للحزب الديقراطي الكردستاني في بغداد التي كانت تصدر فيها وماتزال الصحيفة متوقفة عن الصدور حتى اليوم.

ويشير إحصاء لنقابة صحفيي كردستان الى ان(1200)قناة مختلفة(تلفزيون وصحيفة واذاعة)رسمية وغير رسمية تعمل في كردستان إلا إن أي منها لا تبث باللغة العربية لداخل كردستان والعراق في حين أن عدد النازحين من المناطق العربية إلى الإقليم اقترب من نصف مليون شخص.

وقال كاروان أنور سكرتير فرع السليمانية في نقابة صحفيي كردستان لـ”نقاش” أن “هنالك أسباباً عدة سياسية جعلت الكرد في إقليم كردستان والعرب في العراق لا يهتمون بلغة المقابل في الإعلام”.

وبشأن عدم وجود قنوات إعلامية باللغة العربية قال أنور وهو رئيس تحرير موقع “بي يو كي ميديا”التابع للاتحاد الوطني الكردستاني “منذ سنوات هنالك برود سياسي بين إقليم كردستان وبغداد وهذا أحد الأسباب المباشرة لانخفاض اعداد القنوات التي تبث باللغة العربية، ولكن كان ه أقل جهد من قبل الإعلام العربي العراقي والذي لم يدخل اللغة الكردية اليه، فشبكة الإعلام العراقي التي ترأس الإعلام الرسمي لا تضم أي عضو كردي”.

وأضاف انور “يعود ذلك الى النظرة السايكولوجية للأقلية والأكثرية لأن العرب في العراق هم الأكثرية، والأكثرية ترى إنها لا تحتاج إلى اللغة الكردية”.

ويتفق سالم درويش وهو صحفي عراقي يعيش في بغداد مع رؤية أنور ويرى إن تجربة الحكم في العراق بعد سقوط نظام صدام قد فشلت في إيصال رسالتها إلى أكراد الشمال.

وأضاف “عدم وجود قنوات إعلامية باللغة العربية لدى الكرد أيضاً تقصير فلو كان لديهم إعلام مؤثر فلن يخشوا حينها التشويه لصورتهم ومواقفهم الذي تقوم به أطراف سياسية في بغداد”.