الازيديين في العراق: الوضع الحالي ، الأولويات والتضامن الدولي المطلوب!
حسام سالم
رابطة التاخي والتضامن الايزيدية
ورقة عمل مخصصة لمؤتمر مبادرة التضامن مع المجتمع المدني العراقي ICSSI
اوسلو – النرويج – اكتوبر ٢٠١٤
بتاريخ 3-8-2014 سقطت بلدة سنجار, وفي تاريخ 7/8/2014 بعشيقة ذي الغالبية الايزيدية بيد تنظيم داعش, وجراء ذلك, ترك عشرات المئات من الاهالي المدنيين قراهم خوفا من تنظيم داعش. في سنجار قام تنظيم داعش بقتل الاف الرجال واعدامهم وخطف ما يقارب 5000من النساء والاطفال, واخذهم كرهائن وسبايا واجبارهم على تغير ديانتهم, وحسب شهادات لناجيات من العنف, تم مقابلتهم في مدينة دهوك, اغتصبت العديد من النساء, واجبرن على الزواج من مقاتلي التنظيم وبيعن في سوق الرق في مدينة الموصل وقضاء تلعفر (مطار تلعفر), وقضاء بعاج وكذلك مدينة الرقة السورية. كما اضافت شهادات اخرى, كانت فوق جبل سنجار, ان مئات الاطفال ماتوا عطشا في جبل سنجار بعدما حُصر الجبل من قبل التنظيم لمدة ١٢ يوما. بالاضافة الى قتل اكثر من 200 شخص في قرية كوجو التابعة الى قضاء سنجار جراء رفضهم تغيير ديانتهم .
اليوم يعيش اكثر من 300000 الاف نازح ايزيدي في شوارع وهياكل ومدارس كردستان في ضروف انسانية صعبة, تفتقر الى ابسط مقومات الحياة, حيث بدأت الامراض تنتشر بين النازحين وخصوصا الاطفال, بسبب عدم توفر الادوية الضرورية, وطريقة العيش البدائية التي اجبر النازحين عليها, حيث يوجد في الخيمة او الغرفة الواحدة اكثر من 15 شخص , مما يؤدي الى تناقل الامراض وانتشارها. هذا وهناك ما يقارب 5000 طالب في مراحل الابتدائية والمتوسطة والجامعية لم يذهبوا للمدرسة هذا العام, وما يقرب 300 حالة وفاة طبيعية لكبار السن من بين النازحين نتيجة الاوضاع الانسانية السيئة, ومع قدوم فصل الشتاء حيث يتوقع زيادة حالات الوفاة الطبيعية بين النازحين من الاطفال والشيوخ , اذا لم تتحرك الحكومة العراقية والمجتمع الدولي لتخفيف المشكلة ومعالجتها وفق خطة حقيقية واستجابة مستدامة.بالاضافة الى انهيار المنظومة الاجتماعية للاقلية الايزيدية التي تمتاز بخصوصية دينية وثقافية ترتبط بالارض والمعبد والتي انهارت نتيجة ترك افراد هذه الاقلية لمناطقهم مما ادى الى حرمانهم من ممارسة شعائرهم الدينية والثقافية بسبب النزوح وكذلك هدم المعابد التي تؤكد على حرمتها المادة العاشرة من الدستور العراقي وحرية ممارسة الشعائر الدينية والتي جاءت المادة 43,ثانيا حيث تكفل الدولة حرية العبادة وحماية اماكنها .
اما عن اولويات العمل من قبل المجتمع الدولي والمنظمات الدولية فهي:
أ- المساهمة بتحرير النساء والاطفال المختطفات لدى تنظيم داعش .
ب – فتح مركز موحد لتسجيل الضحايا و توثيق الانتهاكات بالتنسيق بين بغداد واربيل وبعثة الامم المتحدة للعراق (اليونامي).
ج -التنسيق باتجاه الاعتراف بالابادة الجماعية التي حصلت بحق الاقلية الدينية الايزيدية في شمال العراق, والاعتراف بها كابادة جماعية من قبل منظمة الامم المتحدة والمجتمع الدولي.
د- دعم جهود رابطة التاخي والتضامن الايزيدية التي ترمي للعمل على استصدار قرار اممي مع شركائها المحليين والدولين يلزم الحكومة العراقية بحماية الاقليات ومنحها حقوق اجتماعية وسياسية واقتصادية اوسع والحفاظ على منظومتها وهويتها الثقافية والدينية.
التوصيات التي تُطلب من المبادرة ICSSI العمل عليها:
- حث الحكومة العراقية والضغط عليها من خلال العمل المستمر مع منظمات المجتمع المدني العراقية لوضع خطة حقيقية في التعاطي مع اوضاع النازحين تتضمن :
- استقبال العوائل و النساء الناجيات, وتوفير متطلبات العيش الكريم لهم،
- تعويض المتضررين من النازحين عن ما فقدوه من ممتلكات,
- الاعتراف من قبل الحكومة العراقية و البرلمان العراقي وبقانون بان ما جرى في سنجار هو أبادة جماعية.
- فتح مراكز تاهيل اجتماعية ونفسية للنساء الناجيات وعوائلهم من قبضة مسلحي داعش من اجل تعزيز قدرتهم في مواجهة مخاطر المجتمع والتقاليد العشائرية.
- دعم منظمات المجتمع المدني للمساهمة في حماية الاقليات وتنمية مناطقهم تنمية حقيقية وشاملة بعد تحرير مناطقهم.
- تبني المبادرة مع المجتمع المدني العراقي خطة عمل حقيقية اتجاه الاقليات في العراق والعمل عليها خلال عامي 2015-2017 على ان تكون هذه الخطة قابلة للتحقيق وتخدم حقوق الانسان والاقليات. وتقوم على تحقيق النقاط السابقة.
- زيادة جهود المبادرة ICSSI لدعم الرابطة بتوثيق كل الانتهاكات التي حصلت وتثبيتها في ادبيات الامم المتحدة ذو العلاقة من اجل ارشفتها وتصنيفها لتكون مرجع قانوني وحقوقي لمحاكمات مستقبلية للمتهمين الذي ارتكبوا او ساهموا او حرضوا بقتل وسبي وخطف وتدمير المنظومة الدينية الايزيدية, وتشريد عشرات المئات من قراهم والتي تتنافى مع اتفاقيات حقوق الانسان والقانون الدولي لحقوق الانسان واتفاقية حماية الاقليات لعام 1992 الصادرة من الجمعية العامة للامم المتحدة والدستور العراقي.