تقرير البعثة إلى كردستان العراق يجد ان الإعلام والمجتمع المدني في خطر!
يرى العديد ان كردستان العراق، وهي منطقة تتمتع بالحكم الذاتي في شمال العراق، باعتبارها ملاذاً آمناً، ومكاناً يمتاز بالهدوء النسبي بعيداً عن الرعب والفوضى التي توجد في معظم مناطق العراق. وبالرغم من ذلك فان الصحفيين المستقلين والمدافعين عن حقوق الإنسان هم في خطر، كما يقول تقرير بعثة مركز الخليج لحقوق الإنسان. لقد أدت التوترات السياسية الداخلية المشتعلة في الاقليم الى الإفلات من العقاب لمرتكبي هجماتٍ تضمنت القتل والحرق المتعمد.
في التقرير، “كردستان العراق: لاملاذ آمن للمدافعين عن حقوق الإنسان والصحفيين المستقلين”، يوثق مركز الخليج لحقوق الإنسان، البيئة المقيدة التي يعمل فيها المجتمع المدني ووسائل الإعلام. لقد تمت كتابة التقرير بعد انجاز بعثة الى كردستان العراق وذلك في سبتمبر/ أيلول 2014، عندما التقى مركز الخليج لحقوق الإنسان مع العديد من منظمات المجتمع المدني في السليمانية واربيل.
“ان حقيقة وجود الآلاف من المنظمات المسجلة رسمياً و التي تقوم بعمل هام، على سبيل المثال في مجالات حقوق المرأة، الدفاع عن حقوق الأقليات وحرية الصحافة، هو أمر يثير الاعجاب ويعطي سبباً للتفاؤل،” حسب ما ذكرته كاتبة التقرير ميلاني جنجل، محامية حقوق الإنسان وعضوة المجلس الاستشاري لمركز الخليج لحقوق الإنسان.
وأفادت معظم المنظمات التي تمت مقابلتها من قبل مركز الخليج لحقوق الإنسان أنهم كانوا قادرين على القيام بعملهم في مجال حقوق الإنسان لكنهم كانوا مضطرين للمضي قدماً بحذر، حتى ان بعضهم احتاج الى حرسٍ مسلح. “وعلى وجه الخصوص كان من المفهوم أن انتقاد شخصيات حكومية معينة أمر غير مقبول وسيؤدي إلى التهديدات والترهيب،” يقول التقرير. وافاد العديد من الناشطين في مجال حقوق النساء بأنهم تلقوا تهديدات متعددة، بما في ذلك التهديد بالقتل، بعد الإدلاء بتصريحات عامة حول قضايا المرأة البارزة، ولا سيما جرائم الشرف.
وقامت حكومة إقليم كردستان بمحاكمة، أدانة وسجن الصحفيين وبشكل تعسفي، بالرغم من الحماية التي تضمنها قانون الصحافة لسنة 2007. لقد قتل ثلاثة صحفيين في السنوات الست الماضية كما يشير التقرير ولكن بالرغم من ذلك فان اياً من هذه الجرائم لم يجري التحقيق فيها بشكل وافٍ، وهذا ” يثير تساؤلات خطيرة حول مزاعم كردستان العراق لإقامة مجتمع ديمقراطي مفتوح.”
ويخلص تقرير البعثة بسلسلة من التوصيات لحكومة إقليم كردستان، بما في ذلك اجراء التحقيقات في مقتل الصحفيين بسبب عملهم، والمنظمات غير الحكومية التي تم تهديدها، و التأكد من أن المنظمات غير الحكومية المستقلة قادرة على العمل دون تدخل ومراقبة السلطات. يدعو مركز الخليج لحقوق الإنسان السلطات للسماح بقيام المظاهرات المرخصة والسلمية بدون تدخل او استخدام العنف من قبل القوى الأمنية، وان لاتعتقل المتظاهرين، الصحفيين والمصورين. وأخيراً يوصي مركز الخليج لحقوق الإنسان ان تتم دعوة مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بتعزيز وحماية الحق في حرية الرأي والتعبير لزيارة الاقليم.
يمكن قراءة التقرير كاملاً هنا.
ويمكن قرائته باللغة الكردية هنا من على موقع مركز مترو للدفاع عن حقوق الصحفيين.