حملة انقاذ نهر دجلة: ازمة المياه، الى متى التغاضي ولماذا التأجيل!

 تحديث حملة انقاذ نهر دجلة والاهوار العراقية – اذار ٢٠١٥

تتفاقم ازمة المياه في منطقة الشرق الاوسط لتتحول من نقص للموارد المائية وسوء ادارة مزمن، الى ازمة مركبة ومعقدة بسبب النزاع الدائر في سوريا والعراق. حيث استخدم تنظيم داعش الارهابي المياه كسلاح في هذا النزاع وفي اكثر من مرة. كما وتجري عمليات قصف الجوي وعمليات عسكرية بمحاذاة منشات مياه حيوية مثل سد الموصل وسد حديثة في العراق.

اكدت حملة انقاذ نهر دجلة والاهوار العراقية، وفي تصريح سابق لها على ضرورة ان المياه وبناها التحتية يجب ان لا تكون ادوات للحرب. ونتيحة لكل هذه التطورات، عدلت الحملة من استراتيجياتها واولوياتها. وهو ما اشير له في مؤتمر مبادرة التضامن مع المجتمع المدني العراقي في اوسلو.

وعلى الارض، شهد العام 2014 ٢٠١٥ زيارات متبادلة لمسؤولين عراقيين و أتراك، تعطي انطباعا بان هناك رغبة من الطرفين لاعادة بناء العلاقات بين البلدين بشكل ايجابي. وتسعى الحملة لحث الحكومة العراقية لتعريف الجمهور في العراق  على مستجدات الحوار مع تركيا، حول ضرورة احترام قواعد حسن الجوار، والعرف الدولي وقوانينه الخاصة بالزام دول المنبع بالتشاور مع دول المصب حول بناء منشأت و سدود جديدة ومنها سد اليسو وشبكة السدود المرتبطة به. خصوصا وان سد اليسو الذي تقوم تركيا بتشييده وهو الاكبر من نوعه على نهر دجلة، قد وصل الى مراحل متقدمة، مما يهدد نهر دجلة بخطر عظيم، ومما يفتح المجال لسدود اخرى. ومنذ تاسيسها قبل سنوات، تناضل الحملة من اجل ان لا يتم الاكتفاء في الحوار بين العراق وتركيا بموضوعة الحصص المائية العادلة فقط، بل ان يتضمن الحوار موضوعة السدود الجديدة.

في نفس الوقت، ازداد موضوع حماية التراث والموروث الثقافي والطبيعي العراقي تعقيدا. حيث اعتدت جماعة داعش الارهابية، على حرمات عدد من المواقع الاثرية العراقية، وجعلت الارث الحضاري في محافظة نينوى في شمال العراق بخطر عظيم، لم يمر بمثله العراق طيلة تاريخه الحديث. حملتنا تطالب الحكومة العراقية واليونسكو بوضع اليات مباشرة لحماية الاثار وتطبيق قرار مجلس الامن ذي الرقم 2199.. وتطالب حملتنا لجنة الموروث العالمي بوضع هذا الامر على قمة اولوياتها. وبنفس الوقت نطالب بعدم اغفال موضوع ضم الاهوار العراقية الى الموروث العالمي كموروث ثقافي وطبيعي، وكرد مباشر على كل المحاولات لطمس الثقافة والموروث العراقي.

الانشطة التي تخطط لها الحملة في عام ٢٠١٥

أ– حملة انقاذ نهر دجلة في كوردستان

تقوم منظمة المسلة ومقرها اربيل، وبالتنسيق مع مبادرة التضامن مع المجتمع المدني العراقي، ومع حملة انقاذ نهر دجلة، بعدد من الانشطة لدعم الحمله، واهمها عقد لقاء استرتيجي للجنة التوجيهية للحملة في اربيل خلال الاسبوع الثاني من شهر ايار ٢٠١٥ . ويهدف اللقاء لمتابعة النقاشات حول استراتيجية الحملة للفترة القادمة.

 وستقوم المنظمة باجراء بحث ميداني حول النتائج المتوقعة لسد اليسو، ومنظومة السدود الاخرى التي تشيدها تركيا على نهر دجلة. البحث يركز على الاثار المباشرة على اقليم كوردستان العراق فيما يتعلق بحق المياه، الامن، البيئة والموروث الثقافي، ونتائج السدود على التعايش السلمي بين الاتراك و الكورد والعرب والاشوريين، وكل المكونات الاخرى التي يحتضنها حوض نهر دجلة منذ الاف السنين! وتؤمن حملتنا بان دجلة يوحد الشعوب والثقافات وله ايضا ان يكون عاملا حاسما للسلام المستدام في العقود القادمة.

وتساهم المسلة ايضا في انتاج مواد تعريفية عن الحملة واهدافها باللغات العربية والكوردية والانكليزية، وعن اسباب مناهضة السدود الكبيرة، واسباب مناهضة استخدام المياه كوسائل ضغط سياسي او عسكري.

وتخطط المنظمة لتنظيم ندوة اكاديمية واخرى قانونية حول سد اليسو والسدود الاخرى، والتي يجري تشييدها على نهر دجلة في الجانب التركي، وبدون استشارة العراق، المتضرر الاكبر من مثل هذه المنشأت.

وتنتقل الحملة الى مرحلة المدافعة في كوردستان ايضا. حيث ستجري لقاءات مدافعة متعددة مع حكومة الاقليم والبرلمان، لعرض نتائج البحث والتعريف بمطالب الحملة.

ب – الانشطة في باقي انحاء العراق

تقوم الحملة بالتنسيق مع مبادرة التضامن مع المجتمع المدني العراقي، وبالشراكة مع المنتدى الاجتماعي العراقي وشبكة انسم، ومعهد صحافة الحرب والسلام، وحملة اهل العراق، وهي منظمات وشبكات عراقية ومقرها في بغداد بالاعداد للانشطة التالية:

مخيم شبابي في الاهوار ، للتوعية بالحملة واهدافها، ولخلق صلات تواصل مع المجتمعات المحلية، والتي من المحتمل ان تتاثر بالسدود الجديدة التي ستقام على نهر دجلة، ومن سد اليسو بشكل خاص. التوعية تشمل تحييد المياه من النزاعات السياسية او العسكرية،  وكيف ان الوصول الى المياه للزرع والبشر والحيوان يجب ان يكون مضمونا للجميع!

كما يقوم الشركاء بـ: اجراء بحث ميداني عن مايمكن ان تسببه السدود الجديدة على نهر دجلة، سواء كان اليسو أم غيره من السدودعلى مناطق وسط وجنوب العراق، و بـ: انتاج مواد تعريفية عن الحملة واهدافها وعن اسباب مناهضة السدود، واسباب مناهضة استخدام المياه كوسائل ضغط سياسي او عسكريتعتقد الحملة ان المياه من الممكن ان نكون سببا لتوحد للعراقيين من كورد وعرب وسنة وشيعة، كما انها قد تكون سببا لحروب اخرى. كما ستقوم الحملة بعقد ندوة اكاديمية حول الموضوع، لتناول نتائج البحث، واراء الخبراء العراقيين حول نتائج البحث، والتوصيات التي توجه الى الجهات التشريعية والتنفيذية.  وكذلك ندوة أخرى عن الجوانب القانونية المتعلقة بالحملة.

وفي مرحلة متقدمة سيتم نقل التوصيات والنتائج من خلال لقاءات مدافعة عدد ٢ او اكثر، عن الحملة مبنية على نتائج البحث، وتستهدف وزارة الموارد المائية، وزارة الخارجية، ووزارة البيئة، ولجنة المياه في البرلمان، ورئاسة الجمهورية. كما ستعمل الحملة على اشراك الجهات المحلية الاخرى مثل مجالس المحافظات. وتخطط الحملة للوصول ايضا لرجال الدين، سعيا لكسب اصواتهم الى جانب اصوات النشطاء.