المبادرة الدولية للتضامن مع المجتمع المدني العراقي

The Iraqi Civil Society Solidarity Initiative (ICSSI) is dedicated to bringing together Iraqi and international civil societies through concrete actions to build together another Iraq, with peace and Human Rights for all.

نقف جنباً لجنب مع نشطاء المجتمع المدني العراقي

رسالة مفتوحة موجهة لناشطات ونشطاء المجتمع المدني في العراق، من مجموعة متضامنين دوليين من كل انحاء العالم.

مبادرة التضامن مع المجتمع المدني العراقي (ICSSI)

حزيران ٢٠١٥

لأكثر من 12 عام من الغزو والحرب والاحتلال وحتى الآن، يشهد العراق محاولات متعثرة لإعادة بناء الدولة العراقية : بناء المجتمع و اعادة النبض للثقافة العراقية و بناء مؤسسات حكومية فعالة.  فيما يبقى العنف متفشياً بالرغم من حملات طويلة انخرط بها نشطاء المجتمع المدني العراقي من أجل عراق موحد ومسالم.  نحن، في مبادرة التضامن مع المجتمع المدني العراقي (ICSSI) وأعضاء حركة السلام والعدالة الدولية، نقف ملتزمين ومتضامنين مع هؤلاء النساء والرجال الشجعان: النقابيين والمحامين والصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان.

SDC10253

 في هذه اللحظة التاريخية الحرجة، حيث تتعرض سلامة الامة العراقية وأمن الشعب العراقي لتهديد حقيقي، من قوى داعش ومن قوى الطائفية، نؤكد أن وجود مجتمع مدني قوي وحيوي ونشط أمر اساسي لإستمرار الامة العراقية بالوجود.

رؤيتكم ايها النشطاء في ضرورة  بناء مجتمع سلمي تتعايش فيه طوائف واديان وقوميات متعددة، تعيش معاً على الحلوة والمرة، مجتمع يسود فيه التسامح والحوار، هي بكل تأكيد مكمن الأمل في مستقبل العراق. نحن نؤمن برؤيتكم هذه ونقف دوماً على استعداد لدعم عملكم هذا بأي طريقة تقع في حدود امكانياتنا.

المنتدى الاجتماعي العراقي (ISF) وعلى مدى العامين الماضيين وحد بنجاح مجموعة مهمة من بناة الامة العراقية، دعاة حرية التعبير، حقوق المرأة، حقوق العمال، وحقوق الأقليات، العدالة البيئية وحماة دجلة، بالاضافة لتمكين الشباب من النضال من أجل وضع حد للفساد الذي شاب الجهود المبذولة لبناء العراق الجديد. رداً على الوضع المتأزم الناجم عن تقدم تنظيم داعش الارهابي داخل الأراضي العراقية، والنكسة التي تعرضت لها قوات الأمن العراقية، وعودة نشاطات المليشيات (تلك التي تعمل خارج اطار الحكومة العراقية او حكومة اقليم كوردستان العراق) وارتفاع التوتر الشديد وبعض الأعمال العدائية بين مكونات عراقية مختلفة، يستعد المنتدى الاجتماعي العراقي لعقد منتدى مواضيعي عن “التسامح والمصالحة والسلام” خلال عطلة نهاية الأسبوع من 2 أكتوبر، بمناسبة اليوم الدولي للاعنف. في مواجهة العنف المتصاعد الذي يعاني منه العراق الآن، نحن نعي أن التخطيط لهذ المنتدى اصبح يمثل تحدياً كبيراً.

لذلك نطلب منكم، ان تخبرونا عن مدى واقعية ان يتم عقد هذا المنتدى، حتى نتمكن من تبادل الاراء معكم و مع العالم الأوسع. في هذه اللحظة التي ينعدم فيها تقريباً أي تغطية إعلامية عن أناس عراقيين مازالو يعتقدون أن التسامح والمصالحة ممكنة في العراق، ويريدون ان يعملوا عليها،  فمن المهم أن يسمع العالم أجمع أصواتكم هذه.

ونحن نعلم أن الوضع الذي يعيشه الشعب العراقي سيئ جداً، حيث فقدت أعداد لا تحصى حياتهم وافراد من أسرهم. وأصبحت آلاف العوائل نازحين داخليا بعد ان فروا من العنف. أما المياه، رمز الحياة، فإنها تستخدم الان كسلاح في الحرب، الامر الذي يمثل جريمة حرب يجب أن تنتهي فوراً. ، داعش تدمر أيضا مواقع التراث الثقافي في العراق – ذات الاهمية الكبرى لجميع المواطنين في العالم، و خصوصاً للشعب العراقي لما لها من دلالة على دور العراق العظيم في تاريخ الحضارة الانسانية.

يجب أن لا تكونوا لوحدكم في مواجهة هذه التحديات. الحركات الاجتماعية والنقابات والمنظمات غير الحكومية في جميع أنحاء العالم يرغبون بدعمكم بكل الطرق والوسائل التي تعتقدون أنها ممكنة. التضامن والدعم يجب ان ياتي من جانب المجتمع المدني الدولي، أو عن طريق طرح حكوماتنا، التي عليها أن تتصرف بشكل مختلف عن ما يفعلون اليوم. لا يجب ان نبقى صامتين، ولا حالمين بأمل فضفاض، بل علينا ان نقدم مقترحات، تخص أمور ملموسة. يتعين على المجتمع الدولي أن يستمع لقصتكم حول ما يجري في العراق اليوم، وكيف يمكن ان يكون لنا دور في بناء مستقبل مختلف عن ماجرى لحد الان.