في إطار تقييم الموسم الثاني للمنتدى الاجتماعي العراقي
علي باسم الكرخي*
إسطنبول – شباط ٢٠١٦
عملت كمتطوع مع المنتدى الاجتماعي العراقي في موسميه الأول 2013 والثاني 2015 وعايشت تطورات العمل خلال الموسم الثاني بشكل مركز , حيث كنت حاضراً خلال الاعدادات الأولية، وواكبت تصاعد نسق العمل قبل انطلاق الحدث بفترة واثناء الحدث واصداءه فيما بعد , ومن هنا تشكلت رؤيتي لطبيعة العمل مع المنتدى الاجتماعي العراقي والتي سأوجزها ببعض الملاحظات التي اثارت انتباهي.
يعمل الفريق التحضيري المسؤول عن اعداد المنتدى بشكل (شبكي) تتيح للجميع المساهمة والابداء عن آرائهم، بعكس المهرجانات او الاحداث الأخرى التي تنظمها فرق تعمل بشكل هرمي. ان الهيئة الشبكية لأداره المنتدى تمكن جميع العاملين تحت هذا السقف من القيام بأدوارهم بدافع تحملهم التام لمسؤولية الدور , وهذا ما ينتج عنه ابداع اكبر وعطاء تدفعه الرغبة بالنجاح الشخصي – أي ان المسؤولية تصبح مهمة تحدي للفرد – مما يعكس اثراً إيجابيا في نجاح المجموع وبالتالي العمل .
لاحظت ان اهم ما يميز المنتدى انه حدث يحمل اهداف واضحه ومعلومة تتناسب مع طبيعة الأجواء الترفيهية التي تسود عادةً مثل هكذا احداث , حيث ان الإصرار على تقديم القالب الترفيهي بمضمون “رسالي” واضح وغير مستتر جعل للمنتدى خصوصية دون غيره من التجمعات , بأنه حدث هادف بكل فعالياته دون استثناء , ويمكن استثماره بشكل مباشر لخدمة القضايا الاجتماعية بفاعلية .
كان لزاماً التطرق للملاحظتين أعلاه لأنهما تشكلان برأيي محور التميّز الذي يظهر عليه المنتدى الاجتماعي العراقي دون غيره , ولان التركيز على عوامل النجاح ودراستها وتدعيمها بفاعلية اكبر يشكل حافزاً للاستمرارية , كما هو الحال مع مناطق الإخفاق , وعليه فأني أرى انه من المهم الأستمرار بالعمل وفق النسق المشار اليه انفاً مع مراعاة التطوير والتحديث .
بالإشارة الى فعاليات الموسم الثاني يمكن اعتبار فعالية ماراثون بغداد الأول هو عنوان الموسم وانجح نشاطاته اذا اعتمدنا أصداء الماراثون ومدى تفاعل الناس معه كمقياس لمدى تأثيره.
كذلك بالنسبة لفعاليات الندوات والاكشاك والمسرح فأن شكلها العام هو ما أضاف ثراء المحتوى لمضمون الحدث , لكن يمكن إعادة النظر في الية تنظيمها وادارتها , كما لا يجب ان نغفل الظروف القاهرة التي عمل خلالها فريق الاعداد وسكرتارية المنتدى اثناء فترة الموسم الثاني مما شكل تحديا طارئا على المخططات ومع ذلك فان استمرارية الحدث تحسب للمنظمين , ما علينا فعله هذه المرة هو دراسة جميع الاحتمالات الواردة ووضع خطة بديلة لتلافي أي طارئ محتمل
من المهم استثمار فريق المتطوعين الذين عملوا معنا في الموسم الثاني والحفاظ على روح الترابط بينهم واستغلال خبرتهم المتراكمة من الموسم الثاني لأنهم الحجر الأساس للنجاح.
في بلد بحجم العراق يحوي مشاكل بحجم مشاكله , من المفترض ان نشهد دوراً اكبر للمجتمع المدني ونشاطاته للمساهمة في ردء الفجوة بين المتاح والمطلوب , بين المشكلة والحل , بين الفوضى والإصلاح . ولكن هذا لم يحدث , نعم تعمل الكثير من المنظمات والجمعيات والفرق الخيرية بهدف توفير اكبر نسبة ممكنة من فرص الإصلاح , لكن يبقى العجز واضحاً , ولنا ان نضرب مثالاً في عدد المهرجانات والمناسبات المشابهة للمنتدى الاجتماعي العراقي بأهدافها وفعالياتها , فنجدها معدودة على أصابع اليد الواحدة , ومن هذا المنطلق فأن المنتدى يجد أرضاً خصبة للبناء فيها لما يتفرد به من رسائل يمكن ان تجد صداها في ظل الصمت المطبق على الأجواء !
اما بخصوص محور الموسم الثالث من المنتدى , فلعل اهم الخطوات في طريق أنجاحه هي البداية المبكرة للإعداد والتحضير , حيث ان هذا الحيز الزمني الكبير يتيح الرؤية الأمثل لتنظيمٍ يمكن من خلاله ان نكمل مسيرة النجاح في الموسمين الماضيين , دراسة الاحتياجات والمتطلبات في وقت مبكر يوفر فرصة جيدة لتهيئة أجواء الحدث وفق مقاييس اكثر جودة وفاعلية , فعنصر الوقت حالياً يعد عنصراً مساعداً علينا استغلاله .
—————————————-
* طالب بالمرحلة الرابعة قسم هندسة التكييف والتبريد (كلية دجلة الجامعة)
دوري في المنتدى : متطوع لادارة وتحديث بيانات الحسابات الخاصة بالمنتدى في مواقع التواصل الاجتماعي –
هذه الورقة اعدت بمناسبة اللقاء الاستراتيجي بين مبادرة التضامن مع المجتمع المدني العراقي (ICSSI) والمنتدى الاجتماعي العراقي-