في البلدان العربية، ظاهرة التحرش تطال الجميع
مبادرة التضامن مع المجتمع المدني العراقي – حملة شهرزاد
ايلول ٢٠١٥
في مجتمعات تعزل الذكور عن الاناث، في اماكن الدراسة والاماكن العامة، وتغفل الدولة عن عملية التوعية الجنسية وعن ضمان المساواة والحرية الشخصية، في مجتمع كهذا يتحول التحرش الى ظاهرة تطال الجميع. تصبح الساحات والشوارع العامة ساحة للتحرش. ليس صحيح ان ملبس او مكان تواجد الضحية يثير التحرش. والادلة ترد من كل البلدان العربية تقريبا هذه المرة من السعودية ومصر وتونس.
تناولت قنوات اعلامية ومواقع تواصل اجتماعي فيديو تتعرض فتاتان منقبتان الى التحرش في جدة في المملكة السعودية اثناء تجولهما في الشارع خلال ايام العيد. وانتشر الفيديو بسرعة مع تعليقات مختلفة مثلا “في المملكة العربية السعودية تحرش جماعي تعرضت له فتاتان أثناء سيرهما في شارع بمدينة جدة”
وتداول مكتب (CNN) في مدينة دبي، الإمارات العربية المتحدة خبر رسمي لإمارة منطقة مكة المكرمة على تويتر يقول بأنه تم القبض على أحد الأشخاص الذين ظهروا في مقطع الفيديو، الخاص بحادثة تحرش بفتاتين في جدة، واعترف على عدد من الأشخاص الذين كانوا معه، وهم في طور القبض عليهم. وحسب ال (CNN) فأمير منطقة مكة قد وجّه شرطة المنطقة بالتحقق من الفيديو ومحتواه وتاريخ نشره وموقع الحادثة.
وحسب تحقيق نشرته ال (BBC) فان ظاهرة التحرش تؤرق بعض المجتمعات العربية بعد انتشارها وزيادة عدد حالاتها خلال السنوات القليلة الماضية خاصة في المناسبات الاجتماعية.
ففي مصر شهد أول أيام عيد الفطر عددا من حالات التحرش الجنسي اللفظي والعنف الجسدي تجاه النساء والفتيات خاصة في منطقة وسط البلد بالقاهرة وكورنيش النيل.
وأشارت مبادرة “شفت تحرش” ، إحدى منظمات المجتمع المدني، إلى أنه رغم الإجراءات المشددة التي أعلنتها أجهزة الدولة سلفا للحد من انتشار جرائم التحرش، إلا أنها لم تكن كافية للحد من انتشار جرائم العنف الجنسي التي استهدفت النساء والفتيات.
من جانبه ذكر مركز القاهرة للتنمية أنه تلقى 22 بلاغا خاصا بحالات تحرش لفظي، كما رصد المركز حدوث حالات تحرش جماعي بفتيات، إلا أن اللافت هو رفض الفتيات تقديم المتحرشين للنيابة العامة، تمهيدا لمحاكمتهم خوفا على سمعتهن، وكذلك لخوفهن من أسرهن.
وأشار المركز إلى أنه على الرغم من قلة أعداد المتحرشين خلال عيد الفطر هذا العام مقارنة بالسنوات الماضية، إلا أنه لوحظ أن هناك حدة وعنفا أكثر من جانب المتحرشين الذين يقومون بالتعدى بالضرب على الفتيات ومن يحاول التدخل لمساعدتهن.
كما أن هناك اختلافا فى أعمار المتحرشين مقارنة بما كان يحدث سابقا حيث لوحظ أن نسبة المتحرشين أغلبهم من الصبية الصغار من فئة 12 إلى 18 سنة.
ويرى المركز أن الحل يكمن فى أن يكون هناك مناهج خاصة بالتربية الجنسية في وسائل التعليم المختلفة وطرح قضايا النوع الاجتماعى، وقيم المساواة بين الجنسين واحترام أجساد النساء.
الوضع في تونس لا يختلف كثيرا فالعديد من النساء والفتيات من مختلف الأعمار يتعرضن إلى التحرش الجنسي في وسائل النقل العام ، حيث يستغل بعض الشباب الزحام في الحافلات و المترو للقيام بالتحرش.
ومع انتشار هذه الظاهرة انطلقت مبادرة “شفت تحرش” التونسية بالتعاون مع نظيرتها المصرية بهدف رصد ووضع آليات لمناهضة جريمة التحرش الجنسى على المستوى القانوني والنفسي والمجتمعي.