نجاح منقطع النظير للموسم الثاني من المنتدى الاجتماعي العراقي
تصريح صحفي – مبادرة التضامن مع المجتمع المدني العراقي
بغداد – الاثنين، الخامس من شهر تشرين الثاني ٢٠١٥
إرادة الشباب العراقي تحدت الظروف الجوية السيئة والمصاعب الفنية والوضع الامني والسياسي القلق، وحولت حدائق ابي نؤاس الى كرنفال حي حضره حوالي 2500 من العراقيين من مختلف المحافظات، ومن بلدان عربية واجنبية وطيلة ثلاثة ايام. انشطة حوارية، عروض موسيقية ونشاطات متعددة اخرى. تنظيم ذاتي واكثر من مئة وخمسين متطوعة ومتطوع يطوفون كالنحل لتأمين المنتدى.
تونس وفلسطين ، ايطاليا والمانيا، زامبيا ، هذه الدول كان لها ممثلين حضروا ليمثلوا الحركات المدنية في هذه البلدان. تحدوا كل الصعوبات التي وضعتها عدد من السفارات العراقية في منح تاشيرات لهم، حملوا معهم تحيات عدد مماثل لهم من الدوليين حرموا من المساهمة بسبب عدم مبالاة بعض دوائر القرار بمنح التأشيرات في العراق لأصدقاء العراق من كل انحاء العالم.
غطت انشطة المنتدى الاجتماعي العراقي، صحافة مواطنية بديلة، ارتكزت على المتطوعين وكان للشبكة العراقية للاعلام المجتمعي (أنسم) دور كبير في تأمين بث حي لعدد من الانشطة. فعاليات الافتتاح والاختتام والمارثون شهدت مساهمة مئات من الشباب العراقيين الموهوبين ترجمت شعار المنتدى “عراق آخر ممكن” ، الى واقع ووضعت المشككين بطاقة الشباب في حبهم لبلدهم وتساميهم على الانتماء الطائفي والعرقي الضيق، في زاوية ضيقة.
لسان حال البنات والشباب يقول لهم نحن العراق، من أنتم! كلمات مؤثرة من فلسطين وتونس شهدت للعراقيين بأن لهم من الحب مايسع الجميع وان العالم كله بحاجة لأن يعود العراق ليحتضن مهرجانات التضامن ومنتديات اقليمية اجتماعية كبيرة.
ضم برنامج المنتدى مارثون بغداد للسلام، والذي كان حلم لسنوات، لتعمل سكرتارية المنتدى واللجنة الوطنية على تحقيق جزء مهم منه. ففي يوم السبت الماضي شهد شارع ابي نواس ركضة للسلام حشد لها المنظمون طاقات شبابية واسعة، وتم بمساهمة 200 شابة وشاب وهي مساهمة فاقت التوقعات.
هذا وعقد المنتدى الاجتماعي العراقي موسمه الثاني على حدائق ابي نؤاس للأيام ١/٢/٣ من هذا الشهر وتحت شعار : عراق آخر ممكن، في اشارة الى التغيير السياسي والاجتماعي الذي تطالب به القوى المدنية نحو دولة مدنية ديمقراطية تحترم حقوق الانسان ولا تعتمد المحاصصة او التمييز بين العراقيين وفق الدين او المذهب او العرق. وورد في كلمة اللجنة الوطنية للمنتدى : “ينطلق المنتدى الاجتماعي العراقي في دورته الثانية في ظل ظروف سياسية وأمنية متأزمة وحاسمة بإتجاه تكوين دولة مدنية او التراجع عنها، هذا يعني أننا نقف في مفترق طرق تحتم علينا تصعيد العمل لتكريس المنهج المدني في المجتمع والدولة“.
جاء المنتدى هذا العام بموضوعة رئيسية وهي السلم الاهلي، معطيا طابع ايجابي لهذا السلم، السلم لا الاستسلام فجاء مؤيدا للحراك المدني ولإستجابة هذا الحراك للفساد المتفشي والطائفية التي انهكت العراق، ورد في كلمة اللجنة الوطنية للمنتدى: “الحراك المدني الشعبي في العراق تحسس وبشكل مبكر مجمل هذه المخاطر فكانت له وقفات احتجاجية حملت شعار السلام والدعوة للوحدة الوطنية، ساعية ان تتبنى الدولة مصالح المجتمع وتطلعاته للامن والسلام والاستقرار والعيش الكريم. اللجنة الوطنية للمنتدى الاجتماعي العراقي لم تكن بعيدة عن كل ماجرى ويجري بل كانت جزء منه، لهذا جاءت دورة المنتدى هذه مكرسة لمجمل الحاجات المجتمعية التي يقف السلم الاهلي في الدرجة الاولى من اولوياتها”.
وكان الموسم الاول للمنتدى الاجتماعي العراقي قد عقد في بغداد ايضا في شارع المتنبي عام ٢٠١٣.