المبادرة الدولية للتضامن مع المجتمع المدني العراقي

The Iraqi Civil Society Solidarity Initiative (ICSSI) is dedicated to bringing together Iraqi and international civil societies through concrete actions to build together another Iraq, with peace and Human Rights for all.

منظمات بيئية وحكومية تطالب بإنعاش الأهوار وتحذر من “تدهور الواقع البيئي”

المدى برس / ذي قار

20193

حذرت منظمات بيئية وحكومية، اليوم الخميس، من تدهور الواقع البيئي في الأهوار العراقية نتيجة قلة الاطلاقات المائية المغذية لمناطق الأهوار، وعزت اسباب جفاف الأهوار إلى “سوء إدارة الموارد المائية في حوضي دجلة والفرات وقلة إطلاقات مياه الفرات وسيطرة (داعش) على بعض السدود”، فيما طالبت باعتماد خطة طوارئ عاجلة وتشكيل خلية أزمة دائمة لإنعاش الأهوار.

وقال بيان مشترك صادر عن المركز الإنمائي للطاقة والمياه ومنظمة طبيعة العراق وقائممقام قضاء الجبايش بديع لبنان تلقت (المدى برس)، نسخة منه، إن “أزمة جفاف الأهوار في جنوب العراق بدأت هذا العام منذ أكثر من ستة أشهر وما زالت مستمرة مع استمرار قلّة التدفقات المائية وتحطّم النظم البيئية والأضرار بالتنوع الإحيائي، وانهيار منظومة السلسلة الغذائية”.

وأضاف البيان، أن “ما يحدث الآن يذكّرنا بسنوات تسعينات القرن الماضي العصيبة، والتي شهدت تجفيف الأهوار العراقية في حينها والذي كان تجفيفاً سياسياً”.

وعزا البيان أسباب جفاف الأهوار إلى “سوء إدارة الموارد المائية في حوضي دجلة والفرات على مستوى قطاعات الاستخدام من جهة وعلى مستوى المناطق الجغرافية للمحافظات، إضافة إلى قلة إطلاقات مياه الفرات وتأثيرات التغيرات المناخية للموسم الماضي وسيطرة (داعش) على بعض المنشآت المهمة كسدّ طبقة في سوريا، وسدي الرمادي والفلوجة في العراق”.

وأشار البيان، إلى أن “ذلك يعني عدم اعتبار الأهوار مستخدماً شرعياً للمياه كما هو الحال مع الاستخدامات الأخرى كالزراعة مثلاً، وعدم تحديد جريان الحد الأدنى في النهرين، وبالتالي عدم إلزام نظام التشغيل بإنتاج تلك الحصة”، مبيناً أن “حصة أهوار جنوب العراق من المياه المطلقة من كل من سدتي الهندية والكوت فقيرة جداً ولا تتجاوز ما هو مخطط له على المستوى الأدنى كما جاء في الدراسة المعنونة بـ(سورلي) والتي أقرتها وزارة الموارد المائية”.

وعد البيان، ما يحصل حالياً “تحدياً كبيراً للقدرة على إعادة غمر الأهوار وإنعاشها ثانية”، مؤكداً أن “ذلك يتطلب الإيفاء بالتعهدات الدولية المتمثلة بإعلانها كمواقع رام سار في عامي 2007 و2015”.

وأكدت المنظمات خلال البيان، أن “ملف الأهوار مازال قيد الدراسة من قبل خبراء اليونسكو من أجل ضمها إلى لائحة التراث العالمي، فضلاً عن الالتزام الأخلاقي أمام المجتمعات المحلية”، داعية القائمين على إدارة المياه والبيئة في العراق إلى “تدارك وضع الأهوار الحالي وتجاوز إخفاقات المرحلة الماضية قبل فوات الأوان، والتعامل بشكل جدي نظراً للظروف التي تمر بها”.

وطالب البيان، “باعتماد خطة طوارئ عاجلة وتشكيل خلية أزمة دائمة يكون لممثلي السكان المحليين صوت فيها، والاسترشاد بالتوصيات التي أطلقتها المنظمات المهتمة بالقضية خلال المؤتمرات السابقة”.

وكان محافظ ذي قار، يحيى محمد باقر الناصري، أعلن في،(الأول من حزيران 2015 الحالي)، أهوار جنوب الناصرية، مناطق منكوبة، بعد تعرض مناطق واسعة منها إلى الجفاف نتيجة شح المياه وانخفاض منسوب نهر الفرات، وفي حين دعا الحكومة الاتحادية والمنظمات الدولية للضغط على تركيا لإطلاق المياه في الأنهر المغذية لمناطق الأهوار، أكد تسجيل نحو ألف إصابة بمرض جدري الماء ونفوق كميات كبيرة من الأسماك والثروة الحيوانية.

وتشكل مساحة الاهوار في الناصرية خمس مساحة محافظة ذي قار،(350 كم جنوب العاصمة بغداد)، وتتوزع على 10 وحدات إدارية من أصل 20 تضمها المحافظة، إذ تقدر مساحة أهوار الناصرية قبل تجفيفها مطلع تسعينات القرن الماضي، بمليون و48 ألف دونم، في حين تبلغ المساحة التي أعيد غمرها بالمياه بعد عام 2003 نحو 50 بالمئة من مجمل المساحة الكلية لأهوار الناصرية.

وتواجه مناطق أهوار الجنوب جملة من المشاكل أبرزها تذبذب مناسيب المياه ونقص الخدمات الأساس فضلاً عن ضعف الاهتمام بالثروة الحيوانية في تلك المناطق التي تشتهر بتربية الجاموس وصيد الأسماك والطيور، وغالباً ما تتعرض قطعان الجاموس إلى الأوبئة والأمراض التي تؤدي إلى نفوق عدد كبير منها ما يؤدي إلى خسائر كبيرة لمربيها.

ويزخر العراق بالمناطق الرطبة التي تعد من أغزر وأكثر النظم الطبيعية تنوعاً حيث يمتلك العراق ما يقرب من 1379500 هكتار من المناطق الرطبة بموجب مسح عام 1994، وبذلك تؤلف نحو 3.2% من مساحة البلد. ويوجد نحو 82% من هذه المناطق في المحافظات الجنوبية وهي المسطحات المائية أو الأهوار التي آوت منذ آلاف السنين مختلف أشكال الحياة من نبات وطير وبشر اعتاشوا على خيراتها الطبيعية.