انتهاك واضح لحرية التعبير في كردستان العراق!
صباح یوم الاحد المصادف ٣١ من شهر كانون الثاني من عام ٢٠١٦، ومن امام برلمان اقلیم كوردستان- العراق في العاصمة اربیل، تعرض الناشط اليساري علي محمود ومعه 7 نشطاء اخرین من بینهم كوادر يسارية معروفة، الى اعتقال تعسفي من قوى الامن في اربيل عاصمة الاقليم. النشطاء هؤلاء كانوا بصدد التظاهر السلمي احتجاجا علی الفساد المتفشي وعلى سیاسة التقشف التي تفرضها حكومة كوردستان، والعجز عن دفع رواتب عدد كبير من الموظفین منذ ایلول من العام الماضي.
وبالرغم من ان الدستور العراقي والقوانين العراقية وقوانين اقليم كوردستان كلها تضمن حق الاحتجاج والتظاهر السلمي، وتمنع الاعتقال التعسفي، فان مثل هذه الظواهر اخذت تتكرر. كل ذلك ياتي في اطار تواصل العمل الاحتجاجي السلمي في العراق ككل وفي اقليم كوردستان بشكل خاص، حيث يقوم مجموعة من النشطاء بالتظاهر بشكل سلمي ومدني مطالبين بوقف الفساد وتوفير الخدمات ودفع مستحقات العمال والموظفين.
ان المجتمع المدني العراقي والمجتمع المدني الكوردستاني يشعر بقلق كبير ازاء مثل هذه الحوادث، ونحن في مبادرة التضامن مع المجتمع المدني العراقي (ICSSI) نشاطرهم هذا القلق. ان حرية التعبير والتظاهر السلمي مكفولة وتقع ضمن المعايير الدولية التي لايمكن الانتقاص منها. كذلك لايمكن ان تكون الضروف الامنية ومواجهة ارهاب تنظيم “داعش” حجة لقمع الحريات ولممارسة الاعتقال التعسفي من قبل سلطات الامن في كوردستان او السلطات العراقية.
تطالب مبادرة التضامن(ICSSI)، حكومة اقليم كوردستان باطلاق فوري لسراح الناشط علي محمود وزملائه وضمان سلامة وحرية النشطاء والمحتجين سلمياً، واتخاذ اجراءات حاسمة ضد عناصر الامن التي تقوم باحتجاز او قمع المتظاهرين.
ان المجتمع المدني الدولي ينظر بعين مفتوحة لتطورات احترام الحريات في اقليم كوردستان، حيث ان الامل كله مبني على تجاوز الاقليم الازمة الاقتصادية والسياسية باتجاه يعزز من دور المؤسسات الديمقراطية ومكافحة الفساد و من احترام حقوق الانسان.
هذا وكان موقع الحوار المتمدن قد اطلق حملة جمع تواقيع تحت عنوان “حملة تضامن مع الناشط اليساري على محمود ورفاقه، ومطالبة سلطات حكومة إقليم كردستان بإطلاق سراحهم واحترام حرية التعبير والرأي”
وقد طالب الموقع دعم الحملة والتحرك على مستوى اقليم كوردستان وعلى مستوى عراقي ودولي.