هل هو حقاً خيار أم ماذا
بتصرف عن حركة اليسار الديمقراطي العراقي
بعد سقوط نظام البعث ، وهندسة مجلس الحكم الاحتلالي بقيادة بريمر ، وبذكاء حاول الاخير ان يظهر ان المجلس يمثل كل العراقيين وبمختلف توجهاتهم الفكرية والقومية والدينية ، فاستدعى سكرتير الحزب الشيوعي العراقي (حميد مجيد موسى) ليكون ضمن هذا المجلس سيء الصيت.
وفي انتخابات 2010 تحالف اياد علاوي صاحب الماضي والحاضر البعثي المعروف ،مع قيادة الحزب الشيوعي العراقي ، و اعطي الحزب وزارة بلا اساس ولا مسؤوليات. وتوالت الاخطاء، فصوت الشيوعيون على الدستور بعلاته ووافقوا على اقلمة البلاد.
وكلما تفاقمت ازمة الطبقة السياسية الحاكمة، بادروا الى دعوة و احضار ممثلا عن قيادة الشيوعيين ، كل ذلك من اجل استثمار الراسمال الرمزي النضالي للشيوعيين العراقيين للدفاع عن حقوق الجماهير في حياة حرة كريمة وفي الدفاع البطولي عن حرية واسقلال الوطن.
ورغم ان القوى المتاسلمة تمتلك جمهورا واسعا من حيث الكم الا انها تشعر بانها تقف على ارض رخوة. فقد اخذت الجماهير تعي انانيتها وجهلها وفسادها، وبدأت تتخلى عنها وان بنسب وحسب درجة التضليل والتجهيل التي تتبعها هذه القوى.
لذلك فان هذه القوى تحتمل وجود اللون الاحمر بين صفوفها مرة باعتباره ضيفا واخرى باعتباره مشاركا وحسب اهمية وقوة الازمة وخطورتها، لادراكها ان الجماهير اخذت تحول انظارها نحو قوى اليسار بمختلف توصيفاتها ، مما يتطلب منها اظهار هذا اليسار باعتباره شريكا في كل مفاسدها وقراراتها وفسادها.
وهكذا يقف الشيوعيون مع جمهور التيار الصدري في ساحة التظاهر، وفي نفس السياق استدعي (حميد مجيد موسى) للجنة التفاوض، ولا ندري من يفاوض من وان ((التيار)) المسمى الاعتصام باسمه هو مساهم رئيسي في الحكومة والبرلمان ، ولكل القوى الاسلاموية الحاكمة وجودها ضمن المتظاهرين او المعتصمين وكذلك المفاوضين!
نريد ان نقول هل ان قيادة الحزب ادمنت حالة تجميل الوجوه الكالحة الفاسدة سيئة الصيت والسمعة منذ مجلس الحكم الاحتلالي ولحد الان فهل هذا السلوك هو ناتج عن جهل سياسي أم ماذا؟