“حُماة دجلة” ينضمون مهرجاناً في بغداد احتفالاً باليوم العالمي للدفاع عن الانهار
بغداد – نيسان ٢٠١٦
“إنقاذ نهر دجلة واجبك و واجبي”
“نحن لا نملك سوى الارض والمياه ، ولا قيمة للأرض دون مياه ، عندما ترتفع مناسيب المياه تنتعش الحياة في الريف وتزدهر الطبيعة، لكن عند الجفاف وفي مواسم انخفاض منسوب المياه فأن الحياة تصبح شبه معطلة في الريف وهذا التذبذب ادى الى هجرة الكثير من سكان القرى الى المدن الاكبر … نحن لا نشعر ان الحكومة مهتمة لواقعنا اصلاً، لا نعرف ان كانت الحكومة تعلم بوجودنا حتى ! ”
هكذا وصف احد السكان الاصليين لاهوار جنوب العراق، حياة مئات الالوف من ابناء اهوار وريف جنوب العراق، متحدثا من على ضفاف دجلة في بغداد لعشرات البغداديين الذين حضروا للمساهمة في مهرجان “حماة دجلة”
واضاف السيد رحيم غانم حسان وهو صياد من الكحلاء التابعة لمحافظة ميسان: “حتى في فترات الارتفاع النسبي لكمية المياه في الاهوار فأن مشكلة الملوحة سببت انقراض الكثير من انواع الاسماك وهجرة انواع اكثر من الطيور التي اعتدنا على وجودها في المنطقة”
اما السيدة التفات لفته (ام امل)، والسيدة سلمى عبد دامج، وهما حرفيتان من مدينة الخضر التابعة لمحافظة الناصرية، فقد قامتا بتظيم معرض ضم اعمال يدوية محلية الصنع قمن بتصنيعها بالتعاون مع مجموعة من النسوة والفلاحات بمجهودات شخصية. وكان الهدف من هذه المشاركة لفت الانتباه الى مدى المهارة والحرفية التي تعمل بها هؤلاء النسوة القرويات وبالتالي التنويه الى حجم المكاسب المتحققة للفرد القروي وللسياحة العراقية لو تم توفير الدعم اللازم لهذه المجاميع التي ترتبط اعمالها بالارض والمياه.
وبينما استمرت اعمال المهرجان و انشطته الاخرى، قدم احد اعضاء فريق حماة دجلة الزميل احمد محمد، مداخلة عن علاقة سد “اليسو” والسدود الكبرى التي تبنى في تركيا وايران ، بما ستئول اليه أزمة المياه و التصحر في العراق. وبين ان العراق سيعش ازمة مضاعفة من الجفاف ونقص المياه ان لم يقم العراق بتحرك فوري لوقف بناء السدود الكبيرة التي تبنى وتشيد دون استشارته ودون اي قياس للاثر المدمر لمثل هذه السدود على مواطني العراق.
فيما شهدت خيمة خاصة بالحملة، نظم عملها مجموعة من حماة دجلة، اقبالاً جماهيراً بين من يستفسر عن الحملة بشكل ادق وبين من يسأل عن كيفية التطوع للعمل في اطار حملة انقاذ نهر دجلة والاهوار العراقية ليكون صوتاً رافضاً لمحاولات قتل النهر بشكل متعمد او غير متعمد.
ومهرجان حماة دجلة الذي حضره حوالي ثلاثمائمة شخص، نظمته مجموعة محلية عراقية تسمى “حماة دجلة “ تنشط ضمن المنتدى الاجتماعي العراقي وبالتعاون مع مبادرة التضامن مع المجتمع المدني العراقي (ICSSI)، وفي اطار حملة انقاذ نهر دجلة والاهوار العراقية. حمل المهرجان شعار انقاذ دجلة واجبك وواجبي وتم التركيز فيه على مشكلة سوء ادارة الموارد المائية في العراق على المستوى الداخلي، وعدم ألتزام دول الجوار المتشاطئة مع العراق بالمبادئ العرف الدولي التي تتطلب ان تتم استشارة العراقي في حال عزمت احدى هذه الدول على بناء منشأت تؤثر على حق العراق في مياه نهري دجلة والفرات.
ويأتي مهرجان حماة دجلة هذا العام في اطار تواصل الجهود التي تبذلها عدد من منظمات المجتمع المدني والنشاطين والمعنيين بالدفاع عن نهر دجلة والاهوار والبيئة والموروث الثقافي المرتبط بهما. وتوسيع قاعدة الضغط الجماهيري من اجل التحرك الجدي لحل مشاكل المياه و حماية الاهوار.
ولعل سد “أليسو“ والسدود التابعة له الذي تشيده الجارة تركيا على نهر دجلة، يمثل اكبر خطر يواجه نهر دجلة خلال الفترة القادمة ويهدد الحياة الطبيعية في العراق بالمزيد من شحة المياه و الجفاف والتصحر. فيما ستكون أهوار جنوب العراق من أكثر المناطق تضررا، جراء استمرار بناء هذه السدود.
وتترقب حملة انقاذ نهر دجلة والاهوار العراقية واعضائها، اجتماع لجنة اليونسكو المعنية بالتراث العالمي القادم في اسطنبول شهر تموز من هذا العام، والذي من المؤمل ان يتابع فيه اعضاء اللجنة طلب العراق الرسمي لادخال اهوار بلاد الرافدين الى الموروث العالمي، كأحدى الوسائل المتاحة للدفاع عن الاهوار وعن نهر دجلة ايضاً.
هذا وتضمنت انشطة المهرجان ايضاً، عزف لفرقة موسيقى “من اجل السلام” التي قدمت مجموعة من المقطوعات الموسيقية التراثية والمعاصرة والتي ألهبت حماس الجمهور. بينما شهدت فعالية “ضع بصمتك لأنقاذ نهر دجلة “ اقبالاً واسعاً من الجمهور. كذلك الحال بالنسبة لفقرة الأمنيات التي صرح من خلالها الجمهور بقصاصات ورقية صغيرة عن كل الأمنيات والتطلعات والأفكار التي تهم الشارع زرعوها على خارطة العراق وعلى ضفاف نهريه دجلة والفرات.
فيما نظم بيت الكاريكاتير معرضا لمجموعة من الأعمال الفنية، من إنتاج فنانين عراقيين ودوليين، تضمن رسومات ساخرة عن السياسات العشوائية لإدارة الموارد المائية، وسوء تعامل دول الجوار مع حقوق العراق المائية.
للمزيد من الصور حول المهرجان اضغط هنا
لمشاهدة فديو حول المهرجان اضغط هنا