(أربيل) – قالت “هيومن رايتس ووتش” اليوم إن مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية” (المعروف أيضا باسم “داعش”) هاجموا عشوائيا مناطق مدنية شرق الموصل بقذائف الهاون والمتفجرات، وأطلقوا النار عمدا على السكان الفارين. قتلت القوات العراقية وقوات التحالف وجرحت مدنيين أيضا بغارات جوية أو نتيجة تمركزها بين المنازل.

قال سكان فارّون قابلتهم هيومن رايتس ووتش إن داعش برّر الهجمات على المدنيين بأن كثيرا منهم رفضوا أوامر التنظيم بالانسحاب معه غربا إلى مناطق الموصل التي لا يزال يسيطر عليها، حيث كانوا يخشون من استخدامهم دروعا بشرية. قال السكان إن عناصر من داعش أخبروهم بشكل شخصي وعن طريق الإذاعة ومكبرات الصوت في المساجد بأن الذين بقوا “كفارا”، وبالتالي أهدافا مشروعة بالإضافة إلى القوات العراقية وقوات التحالف.

قالت لمى فقيه، نائبة مديرة قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش: “لو كان التنظيم يكترث حقا للناس المحاصرين فيما يسمى بدولة الخلافة، لسمح لهم بالفرار إلى بر الأمان. لكنه بدلا من ذلك، يقتل ويصيب الناس عشوائيا أو عمدا لرفضهم أن يكونوا دروعا بشرية”.

تحدثت هيومن رايتس ووتش مع أكثر من 50 من السكان الذين فرّوا من شرق الموصل خلال مقابلات بإقليم كردستان العراق في ديسمبر/كانون الاول 2016. قدّم 31 منهم شهادات عيان عن 18 عملية قصف بالهاون أو هجمات قنص أو تفجير سيارات، أو انفجار عبوات ناسفة نفذها داعش بشكل عشوائي أو مباشر، ما أسفر عن مقتل أو جرح مدنيين. قال شهود عيان إن بعض الهجمات بقذائف الهاون وقعت في مناطق وضعت فيها القوات العسكرية العراقية جنودا داخل المنازل أو على أسطح المنازل السكنية في مناطق ذات كثافة سكانية عالية. وصف 5 شهود ما قالوا إنه 3 غارات جوية منفصلة عراقية أو للتحالف استهدفت مقاتلين لداعش انتشروا أيضا على أسطح المنازل السكنية أو في الأزقة بين البيوت، وأسفرت أيضا عن مقتل مدنيين.

وقعت هذه الأحداث بين الأسبوع الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني والأسبوع الأول من ديسمبر/كانون الأول. قال شهود عيان إن 19 مدنيا قتلوا وأصيب عشرات في الهجمات من الجانبين التي وصفوها، وإن هذه الهجمات كانت جزءا بسيطا من مجموع الهجمات. أفادت الأمم المتحدة أن 926 مدنيا قتلوا وأصيب 930 في نوفمبر/تشرين الثاني في العراق بسبب العنف، بما فيه أعمال الإرهاب والصراع المسلح. من بين هؤلاء، 332 قتلوا و114 جرحوا في محافظة نينوى التي تضم مدينة الموصل، ثاني أكبر مُدن العراق.

في الأيام التي سبقت دخول القوات البرية العراقية أحياء في شرق الموصل، قال معظم من قوبلوا إن مقاتلي داعش شرعوا بجمع المدنيين للانسحاب معهم، ولكن رفض كثير منهم.

قال عمار، الذي هرب من حي الانتصار شرق الموصل بعد إصابته بجروح في هجوم بقذائف هاون في 5 ديسمبر/كانون الأول: “كانوا ينتقلون من باب لآخر وهم يقولون: هل تريد أن ترحل معنا أم لا؟ وأضاف “قلنا إننا لن نذهب معهم، فقالوا: أنتم كفار.. ومهما حدث لكم، فأنتم تستحقونه“.

قال عمار إنه وقف في 30 نوفمبر/تشرين الثاني على سطح منزل ورأى باستخدام المنظار مسلحا من داعش على سطح آخر في الجهة المقابلة لطريق سريعة ذات اتجاهين، وكان يطلق النار على القوات العراقية، وكان على جانبه امرأة وعلى جانبه الآخر طفل.

وصف الشهود القتال من منزل لآخر بين مقاتلي داعش والقوات العراقية، وخاصة “الفرقة الذهبية”، أبرز القوات الخاصة العراقية، في مناطق لا يزال يسكنها أعداد كبيرة من المدنيين. قالوا إنهم يعرفون أن داعش كان مسؤولا عن عدة هجمات بقذائف الهاون ونيران القناصة، لأن تلك الهجمات جاءت من اتجاه المناطق التي يسيطر عليها داعش، حيث لم تكن هناك قوات عراقية.

قالت أسماء، من سكان حي القادسية الثانية، إن قذيفة هاون ضربت وجرحت أطفالها الثلاثة الصغار علاء (12عاما)، ومحمد (10 أعوام) ورشا (5 أعوام)، حوالي الساعة 11:30 صباح 1 ديسمبر/كانون الأول، بينما كانوا يلعبون في ساحة المنزل.

أضافت: “[قذيفة] الهاون ضربت عندما ذهبت للحصول على المياه من الخزان [المحلي] لعدم وجود مياه جارية… عندما عدت خرج علاء وعانقني، ورأيت أن نصف وجهه أصيب بالانفجار.”

ذكر عدة شهود عيان أنه عندما كان تنظيم داعش أو القوات العسكرية العراقية ينتشرون داخل المنازل أو على أسطح المنازل السكنية عموما لم يسألوا السكان عن رأيهم في هذه المسألة. تحدث “مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة” أيضا عن هذه النقطة، قائلا إن السكان أفادوا أن داعش قتل بالرصاص في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 12 مدنيا في حي البكر لرفضهم السماح له بإطلاق الصواريخ من أسطح منازلهم. قال شهود عيان لـ هيومن رايتس ووتش في بعض الحالات، إنه في الوقت الذي هاجمت فيه القوات العراقية أو قوات التحالف مواقع داعش في المنازل، كان مقاتلو داعش قد غادروا.

قال نحو 10 من السكان لـ هيومن رايتس ووتش إنهم اضطروا لترك منازلهم نتيجة لذلك، والبحث عن ملجأ في المباني المجاورة التي أصيبت أيضا في بعض الحالات بهجمات داعش بالهاون أو السيارات المفخخة، أو الغارات الجوية للقوات العراقية أو قوات التحالف.

قال أبو علي (32 عاما) إن غارة جوية عراقية أو لقوات التحالف على منزله في حي المرور، بدا أنها تستهدف مقاتلي داعش حوالي الساعة 5 أو 6 مساء 1 ديسمبر/كانون الأول، قتلت جدة زوجته، وأصابت زوجته وابنه علي (4 سنوات):

انهار المنزل – سقط السقف على رؤوسنا. رأيت الشظايا التي اصابت جدتي في رأسها، وتوفيت على الفور. ندهت على زوجتي وركضت إليها. كانت تنزف. ضربت شظية ظهرها. ثم أدركت أن ابني كان ينزف. ضربت الشظايا صدغه الأيمن وأنفه. معظمنا ظل على قيد الحياة، بفضل الله. ركض الجيران إلينا وسحبنا الجميع خارجا. لكن الذهاب للمساعدة في الليل كان خطيرا جدا. ظلت زوجتي تنزف طوال الليل.

قال أبو علي إن الجيران أخبروه أن الغارة الجوية قتلت 4 مقاتلين من داعش شُوهدوا يقودون سيارة بجوار منزله، ثم تركوها، وفتحوا النار على القوات العسكرية العراقية من مدفع رشاش من وراء جدار وسقف منزل مجاور فارغ. قالوا له أيضا إن سيارة داعش تعرضت للقصف، وكانت مليئة بالمتفجرات، مما زاد الضرر.

قالت هيومن رايتس ووتش إن على داعش وقف الهجمات المتعمدة على المدنيين والهجمات العشوائية ووقف إجبار المدنيين على مرافقة مقاتليه. يُعتبر الاستهداف المباشر للمدنيين أو استخدامهم كدروع بشرية جريمة حرب. وجود مقاتلي داعش بين المدنيين لا يُعفي القوات المناهضة له من واجب استهداف الأهداف العسكرية فقط. على جميع القوات المتحاربة اتخاذ كل الاحتياطات الممكنة لحماية المدنيين من الأذى.

بموجب القانون الإنساني الدولي، أو قوانين الحرب، يجب عدم تعريض المدنيين والمنشآت المدنية لأذى غير متناسب مع المكاسب العسكرية المتوقعة. تُلزم هذه القوانين الأطراف المتحاربة أيضا باتخاذ جميع التدابير الممكنة عمليا لتقليل الضرر اللاحق بالمدنيين. على القوات العسكرية العراقية تجنب نشر قوات داخل المنازل في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، وهو ما يعرض المدنيين والأعيان المدنية للخطر.

قالت فقيه: “المدنيون مُستهدفون من جميع الجهات في الموصل. لا تُعفي فظائع داعش القوات العراقية وقوات التحالف الدولي من بذل قصارى جهدها لحماية المدنيين عند مهاجمة داعش”.

عمليات الموصل

بدأت الحكومة المركزية العراقية وسلطات حكومة إقليم كردستان في 17 أكتوبر/تشرين الأول 2016، بدعم من التحالف الدولي، عمليات عسكرية لاستعادة السيطرة على الموصل، التي استولى عليها داعش في يونيو/حزيران 2014.

فرّ 90 ألف مدني على الأقل بسب القتال في محافظة نينوى. لا يزال مئات آلاف المدنيين محاصرين في مناطق يسيطر عليها داعش، بما فيها غرب الموصل. كانت المدينة بلا كهرباء، وكان مخزون الوقود والغذاء والمياه الجارية والدواء محدودا منذ 19 نوفمبر/تشرين الثاني.

تحدث معظم الشهود لـ هيومن رايتس ووتش من “مستشفى طوارئ غرب أربيل”، حيث يجرون عمليات جراحية للإصابات الناجمة عن شظايا معدنية، بعضها تسبب في بتر أعضاء، أو الإصابات بأعيرة نارية. تحدث آخرون من مخيمات النازحين في منطقة مترامية الأطراف. انفجر عديد منهم بالبكاء عندما قالوا إنهم لم يستطيعوا الوصول إلى أفراد عائلاتهم الذين لا يزالون محاصرين في الموصل. قال البعض إنهم شاهدوا أفراد الأسرة أو الأصدقاء ينزفون حتى الموت دون أن يستطيعوا المساعدة بسبب القتال، وقالوا إنهم أو جيرانهم دفنوا الموتى في أفنية منازلهم.

غيّرت هيومن رايتس ووتش أسماء الذين قوبلوا لحمايتهم وأقاربهم الذين لا يزالون في منطقة يسيطر عليها داعش من الانتقام.

الهجمات العشوائية أو غير المتناسبة أو المتعمدة

قدم الشهود شهادات مفصلة عن 10 هجمات بقذائف الهاون، وتفجيرين بقنابل بدائية، و3 تفجيرات انتحارية بسيارات، و 3 هجمات قناصة، ارتكبها داعش شرق الموصل، وأسفرت عن مقتل وجرح مدنيين. قال الشهود إن 15 من هذه الهجمات كان فيها أهداف عسكرية قريبة، ولكن في حالات نيران القناصة، يعتقدون أنهم استهدفوا مباشرة.

قالت فاطمة (30 عاما) إن 3 قذائف هاون ضربت منزل العائلة في حي عدن في 25 نوفمبر/تشرين الثاني، ما أسفر عن مقتل والدتها، وتهشيم قدمها اليسرى، وإصابة 4 أقارب آخرين، 2 منهم من أبنائها الصغار. دمرت الغارات أيضا بيت أهلها وسيارتهم. قالت فاطمة: “كنا ننتهي من تناول الفطور، ونرفع الأطباق عن الطاولة عندما بدأ القصف. قُتلت والدتي. أصبنا جميعا. قُتل كثير من جيراننا، من كبار السن والنساء والأطفال”.

تعرّض الذين عبروا الحدود إلى مناطق تسيطر عليها القوات العراقية إلى نيران قناصة داعش والسيارات المفخخة، أو المتفجرات البدائية. قالت رنا إن قناصا من داعش أطلق النار عليها وعلى صهرها وابنة اختها، وأصابهم جميعا في الأرجل، بينما كانوا عائدين حوالي الساعة 3:30 مساء 4 ديسمبر/كانون الأول إلى منزلهم في حي الزهور بعد أن حصلوا على ملابس وغيرها من المساعدات من القوات العراقية في الزهراء القريبة.

قالت رنا: “جاءت الرصاصات من جانب داعش، كانت بالتأكيد من داعش. كنا نحمل راية بيضاء، ونعتقد أن الراية جعلتنا هدفا. بقينا هناك لمدة 2-3 ساعات ونحن ننزف، حتى استطاعت قوات مكافحة الإرهاب القدوم إلينا. كان علينا ترك كل شيء جلبناه معنا في الشارع”.

وصف عدد من السكان النازحين فرارهم من الهجمات من جانب، ليتعرضوا للهجمات من الجانب الآخر.

قال أحمد لـ هيومن رايتس ووتش إنه نقل زوجته وأطفاله الخمسة من منزلهم في منطقة الميدان غرب الموصل، في أغسطس/آب، بعد أن بدأ داعش باستخدام المنازل القريبة كمصانع للقنابل. لجأ إلى حي المرور شرق الموصل، ولكن مع وصول معركة الموصل إلى الحي: “حُبسنا في غرفنا بلا كهرباء أو ماء أو طعام”. لو خرجنا سيطلق النار علينا قناصة داعش”.

بعد أن ضربت قذيفة هاون قادمة من مناطق داعش منزل العائلة في 2 ديسمبر/كانون الأول، نقل أحمد العائلة مرة أخرى، عازما الوصول إلى “الفرقة الذهبية”. قتلت عبوة ناسفة في الطريق حوالي الساعة 9:30 صباح اليوم التالي، ابنه مراد (16 عاما)، وأصابت أحمد وابنته عائشة (14 عاما) وابنه ياسين، الذي يبلغ 8 أشهر من العمر. قالت هيومن رايتس ووتش إن لا بد أن يكون داعش من زرع المتفجرات لأنها تقع في طريق تقدم القوات العراقية التي لم تستخدم العبوات الناسفة. قال أحمد:

مشينا مسافة 2 كم، وخلال ذلك الوقت لم يكن هناك أي طيور في السماء بسبب قذائف الهاون التي كانت تسقط، سقطت 50 قذيفة هاون بينما كنا نمشي. كنا وحدنا تماما في الشوارع. مشينا ببطء بسبب وجود العبوات الناسفة في الشوارع. كنت في الجيش سابقا لذلك ساعدت عائلتي على تجاوزها. مررنا بين 5 عبوات ناسفة، ولكن عند السادسة مشي ابني مراد عبر سلك تفجير العبوة وانفجرت. كنا على بعد 5 أمتار خلفه. سقطت أرضا ولم أستطع سماع أي شيء، أظلم كل شيء. ثم رأيت الجزء العلوي من جسد مراد مقطوعا.

كانت قوات الجيش تتقدم نحونا ولكن داعش كان يطلق النار لذلك لم يستطيعوا الوصول إلينا. أمسكت ابني البالغ من العمر 8 أشهر، وحملته وزوجتي على كتفي. كان أزيز الرصاص حولي. ثم حملت ابنتي وابني الآخر إلى الجيش. كانت عائشة لا تزال هناك، وبطنها مفتوحا تماما. عدت وأمسكتها. اضطررت لترك جثة مراد هناك، كانت قذائف الهاون تسقط، ولم أستطع جلبه.

تحظر قوانين الحرب الهجمات المتعمدة أو العشوائية أو غير المتناسبة ضد المدنيين والأعيان المدنية. تُعتبر قذائف الهاون عشوائية عند استخدامها في المناطق المدنية المأهولة بالسكان لأنه لا يمكن توجيهها بدقة نحو هدف عسكري، ما يجعل من المستحيل الحد من آثارها المحتملة على المدنيين. تحظر “معاهدة حظر الألغام” لعام 1997 والعراق طرف فيها، استخدام العبوات الناسفة التي تنفجر بملامستها او الاقتراب منها.

الحصول على العلاج الطبي

كان على معظم الجرحى الذين قابلتهم هيومن رايتس ووتش تغيير سيارات الإسعاف مرتين أو ثلاثا للوصول إلى أربيل لأنها تنتقل من خط الجبهة عبر الأراضي التي تسيطر عليها القوات العراقية، ثم مقاتلي “البشمركة” في كردستان العراق. قال عديد من المدنيين الجرحى إن الجيش العراقي والبشمركة نقلوهم على وجه السرعة للعلاج الطبي. قال عدد قليل إن الرحلة استغرقت عدة ساعات أو أيام.

وصف وليد، من حي السماح، أنه علِق 11 يوما في منزل أحد الجيران وهو ينزف بعد تعرضه لهجوم بقذائف الهاون في 20 نوفمبر/تشرين الثاني، أدى إلى إصابة ظهره بشظايا كادت أن تثقب رئتيه. بعد تعذّر العثور على وسيلة نقل أو رعاية طبية، استأجرت زوجة وليد أخيرا جرارا لنقله نحو كيلومترين إلى مدينة كوكجلي، لتنقله القوات العراقية في سيارة إسعاف.

سمحت السلطات لشخص واحد فقط بمرافقة كل مصاب مدني بسبب الحرب، إلى العلاج الطبي في مستشفى طوارئ غرب أربيل. قال حمد الذي علم عبر “فيسبوك” أن ابنه المصاب يعالج في أربيل، إن الطريقة الوحيدة التي استطاع بها الدخول إلى كردستان العراق كانت بأن يرافق جريحا لا يعرفه لم يكن لديه مرافق رآه عند نقطة تفتيش للبشمركة قرب مخيم الخازر للنازحين بين الموصل وأربيل. عندما وصل حمد إلى أربيل وجد ابنه في المستشفى. قالت أسماء، التي أصيب أطفالها الثلاثة بهجوم بقذائف الهاون في حي القادسية الثانية، إن زوجها حاول الانضمام إلى الأسرة في أربيل، ولكن لم يُسمح له بعبور نقطة تفتيش البشمركة في الخازر.

تتفهم هيومن رايتس ووتش ضرورة اتخاذ تدابير أمنية معقولة مع الفارين من مناطق داعش، لكن على حكومة إقليم كردستان احترام الحق في حرية تنقل النازحين. على الجهات المانحة الدولية ومنظمات المساعدات الضغط على السلطات لاحترام حقوق النازحين، بما فيها حرية التنقل.

يمكن للسلطات الحد من حركة الأفراد في مناطق النزاع لأسباب أمنية بموجب القانون الدولي، ولكن يجب أن تتوافق أي قيود مع القانون الوطني، وأن توضع بشكل مناسب لتحقيق أهداف قانونية متناسبة وغير تمييزية. تعني القيود المتناسبة الحد من فترتها ونطاقها الإقليمي إلى ما هو ضروري جدا، دون أن تسبب مثل هذه القيود ضررا كبيرا، بما فيه الحصول على الرعاية الصحية الأساسية.

مع تدفق عشرات جرحى الحرب الجدد يوميا على مستشفى طوارئ أربيل، كثير من الذين قوبلوا كانوا يستعدون لمغادرة المستشفى سريعا. قال الذين ليس لديهم أقارب لاستضافتهم إن خياراتهم كانت تتجه إلى مخيمات النازحين، أو العودة إلى أحياء الموصل التي تمزقها المعارك، والتي كثير منها لا يزال يحتوي عبوات ناسفة.

قالت فاطمة المصابة من حي عدن: “فقدنا كل شيء. حتى إذا كنا نستطيع العودة إلى بيوتنا، ليس لدينا شيء نعود إليه”.