بعد انقطاع تدفق المياه، تظاهرات عراقية ضد السدود الإيرانية
تظاهر مجموعة من المحتجين أمام القنصلية الإيرانية في السليمانية بسبب السدود الإيرانية التي اعترضت تدفق المياه الى إقليم كردستان العراق, بالإضافة الى بدء الجانب الايراني بإنشاء سد سردشت الهيدروكهربائي في ايران منذ 23 حزيران 2017، هذا السد سبب انخفاض 80% من تدفق المياه في الزاب الصغير احد روافد نهر دجلة والذي يمر في بلدة قلدز. علماً ان هذا السد الإيراني قد يصل تاثيره الى كركوك وحتى المناطق الجنوبية. وبالتزامن مع مظاهرات السليمانية اقام ناشطون في كركوك تظاهرات ايضاً لذات القضية.
سد سرداشت (الصورة من الموقع الالكتروني للمقاول)
التحركات الايرانية غريبة، على اعتبار انه في نفس هذا الوقت يتم اقامة مؤتمر التصحر والعواصف الرملية في العاصمة طهران, حيث يصرح الرئيس الإيراني حسن روحاني بان هذه المنطقة الجغرافية هي عائلة مترابطة ولذا يجيب ان تحل النزاعت بالتشاور والحوار بين جميع الاطراف.
في الحقيقة هذا ليس المشروع الوحيد الذي يضر بالزاب الصغير في كردستان العراق, فسد جاران المنجز في 2013 قرب مارفيان في ايران، أثر بالفعل على بحيرتي دوكان و دربنديخان في العراق، من الجدير بالذكر ان مدينة السليمانية تعتمد على بحيرة دوكان في تامين مياة صالحة للشرب.
بالإضافه لهذا فان سد داريان على نهر سيروان (احد فروع نهر دجلة) سيؤثر وبشكل كبير على المناطق الحدودية مثل حلبجة وديالى، بينما المناطق الجنوبية مثل هور الحويزة تأثرت بشكل كبير بسبب السدود على الجانب الايراني من الهور.
ندد المتظاهرون بأن هذه السدود لا توافقها مع القيم الاخلاقية, فيما صرح وزير الزراعة في حكومة الاقليم عبد الستار ماجد: “ان هذا الاجراء يفتقر الى القيم الانسانية, والاسلامية وسلوكيات حسن الجوار”.
لكن وبشكل متناقض مع معارضتها لبناء السدود في دول الجوار فان حكومة الاقليم استمرت ببناء اعداد كبيرة من السدود ضمن حدودها لتخزين المياه لاغراض الري والشرب. على نحو الدقة فان هنالك 17 سد اكتمل انشاء اغلبها بالفعل, مع ملاحظة وجود سدين في كردستان على الزاب الاسفل حيث تم بنائه في ستينيات القرن الماضي.
في الاسابيع القليلة الماضية قامت كردستان بتقليل جريان الماء على وسط وجنوب العراق, شرح ماجد ذلك واوضح عدم رغبته بجعل العراقيين يعانون ولكن حكومة اقليم الكوردستاني مجبره على تقليل المياه بهذا المقياس لتأمين مياه شرب الى منطقتها. واوضح ماجد ان حكومة الإقليم لديها رغبة بتخزين كمية اكبر من المياه خلال الشتاء والخريف مما يشير الى ان وسط وجنوب العراق سوف يستلم مياه بكميات أقل. باعتبار ان حكومة الأقليم أبلغت المسؤولين العراقيين وحثتهم على المشاركة في الحوار لمعالجة القضايا المتعلقة بتقليل جريان المائي من ايران. بناء السدود الايرانية قد يؤدي الى كارثة بيئية للمحافضات العراقية في الجنوب. بناء سدود اخرى اضافة الى السدود السابقة لا يمثل حل, وهذا ما بات واضاحاً بالتدريج في العراق.
مضى يومين على اعتصام السليمانية الذي بدأ في 7 تموز, تم التصريح بان جريان نهر الوند (الاسم العربي لنهر سيروان) داخل محافظة ديالى تم ايقافه بالكامل من قبل ايران. منذ 2003 وهذا يحدث سنويا في اشهر الصيف مع حدوث فيضانات مدمرة للاراضي الزراعية في المنطقة العراقية. ولتقليل تأثير قطع المياه الايراني فان حكومة اقليم كوردستان قامت باكمال انشاء سد الوند قرب خانقين لخزن المياه وتزويد المزارعين المحليين بالمياه لأغراض الري خلال الاشهر الجافة. وحذر مدير السد من حدوث جفاف لسد الوند في حال إستمرار قطع المياه وعدم اطلاقها في السنة القادمة كون السد يعتمد على مياه نهر الوند القادم من ايران. وعلى الرغم من بناء سد ثاني فان سد قامشانين سيكون غير قادر على توفير ماء كافي. الحل الوحيد الامثل هو انبثاق دبلوماسية مائية صادقة بين جميع شعوب المنطقة. فمن سيقود ذلك؟؟
بواسطة تون بايننس, حملة انقاذ نهر دجلة والاهوار