عرب الاهوار يحتجون ضد مشروع اليسو في “حسن كيف”
مهد الحضارات، يتعرض لخطر التصحر – اعلان دجلة الموجه للأمم المتحدة
حسن كيف، تركيا بتاريخ 22. -5- 2012/ الشيخ السعيد يقول “لقد اتينا من العراق لنتحدث ، لانه لم يسبق ان اتي احد من العراق ليمثلنا ويتكلم باسمنا حول هذه المشكلة الخطيرة. نحن نعيش في مناطق تعتبر الاكثر اهمية في العالم الا وهي اهوار وادي الرافدين، والتي هي الان في خطر نتيجة سد اليسو”.
بهذه الكلمات بدا الشيخ سيد عباس احتجاج فريد من نوعه في تركيا في منطقة تقع على حافة مدينة “حسن كيف”. لقد اتى هنا لكي يحتج مع ثمان من قادة عشائر المنطقة ليتكلموا عن خطر سد “اليسو”.
بالتعاون مع سكان مدينة “حسن كيف”، قامت المنظمات التالية: “ايكا ووتج” – النمسا، منظمة طبيعة العراق ، ومجموعة البيئة التركية، بترتيب زيارة شيوخ من عرب الاهوار حيث سيوقعون عريضة “اعلان دجلة” والذي يحث برنامج البيئة – الامم المتحدة UNEP لمساندة الاحتجاج ضد مشروع سد اليسو. يقول المتحدث باسم المنظمة النمساوية السيد ايشلمان “ان تاثير هذا السد سيكون اخطر حتى مما كنا نتصور. نأمل ان تنجح الامم المتحد في جلب الجانب العراقي والتركي على طاولة التفاوض. والا فان مهد الحضارات سيكون صحراء قاحلة”.
اذا ما تم اكمال بناء هذا السد كما هو مخطط، فانه سيكون هنالك نتائج مدمرة تصل الى 1,000 كم من الاراضي التي تنحدر بعد نهاية السد.
السد سيحتفظ بالمياه التي يحتاجها وبصورة ملحة اهالي تلك المنطقة والاهوار بشكل خاص، خصوصا تدفقات المياه في فصل الربيع والتي تغذي السهول وصولاً الى البصرة. وبشكل حتمي فان مياه الاهور ستتقلص وستتحول الى منطقة وشلة (ضحلة) وقذرة.
ان النقاشات الطويلة التي جرت لعدة سنوات حول النتائج المدمرة لهذا السد، تجاهلت للاسف الاثر الذي سيلحقه هذا السد على منطقة الاهوار. وهذا يجب ان يتغير الان .
ان عرب الاهوار هم سكان احد اهم المناطق الغنية ثقافيا وعلى مستوى العالم اجمع والتي هي اهوار وادي الرافدين في جنوب العراق. فعند التقاء نهر دجلة والفرات، طور السومريين الاوائل الكتابة لأول مرة وشرعوا القوانين ومبادئ الزراعة لأكثر من 6.000 سنة مضت. فالمنطقة تعتبر جنة عدن ومكان سيدنا ابراهيم اب اليهود والمسيحيين والمسلمين، والذي وربما يكون قد ولد هنا بالقرب من مدينة اور. وعلى الرغم من التدخلات العديدة فان الاهوار مازالت ذلك المكان الفريد والذي يعيش سكانه كما كانوا يعيشون منذ الزمان القديم ، ينامون في بيوت مصنوعة من القصب ويصيدون السمك ويعيشون على الصيد وعلى تربية الجاموس .
” نحن ابناء وادي الرافدين، يربطنا نهر دجلة. هذا النهر يمثل جذورنا المشتركة وحياتنا ومستقبلنا. سنقاتل معا من اجل حقنا في المياه”. هذا ما قاله الشيخ سيد عباس ، وختم باقتراح بسيط وهو ” انقاص ارتفاع السد من 130 م الى 65 ، هذا بدوره لن يغرق مدينة “حسن كيف” واهوارنا لن تجف ، نطلب فقط 65 م لمهد الحضارات والانسانية ، هل هذا كثير ؟