إستعداداً لإقامة منتدى المياه الاقليمي، حماة دجلة تنظم تدريباً لمجموعة جديدة من النشطاء
علي الكرخي/ بغداد
مع تصاعد التحضيرات لتنظيم منتدى المياه الاقليمي في الربع الاول من العام المقبل والذي يجري الاستعداد لإقامته في العراق، نظم فريق حماة دجلة والمنتدى الاجتماعي العراقي تدريباً تخصصياً حول كيفية استخدام المياه كوسيلة لبناء السلام وبإشراف مدربين دوليين وعراقيين وذلك ليومي السادس والسابع من آب الجاري، في العاصمة بغداد، ولحساب حملة انقاذ نهر دجلة والاهوار العراقية.
شارك في التدريب 25 شاب وشابة من النشطاء البيئيين والمهتمين بالقضايا المائية في العراق، وتم خلال يومي التدريب نقاش أبرز المشاكل المائية التي يعاني منها نهر دجلة والاهوار العراقية وكذلك نهر الفرات، من حيث التلوث الحاصل على امتداد مجرى الانهار ومشاكل انحسار مناسيب المياه وتأثير ذلك على البيئة الطبيعية والتنوع الاحيائي الذي كانت تمتاز به بلاد ما بين النهرين، بالإضافة لقضايا السدود وتصاعد الاستخدام المجحف لها بشكل يمثل تحدياً لمستقبل الانهار في المنطقة.
عن دور التضامن الدولي والاقليمي بين حركات حماية البيئة والمياه في المنطقة تحدث الدكتور اسماعيل داوود أحد مؤسسي حملة انقاذ نهر دجلة والاهوار قائلاً: نحن نؤمن بأن مشاركة المياه العابرة للحدود حق انساني متوارث علينا جميعاً العمل على نقله للأجيال القادمة بشكله الطبيعي، ليس من المنطقي التفكير بالمكاسب التي تحققها السدود، قياساً بتلك الاضرار الجسيمة التي تسببها على المستوى البيئي والاجتماعي، سد أليسو مثلاً والذي تعمل تركيا على انشاءه منذ سنوات وهو الان في مراحله الاخيرة، يهدد منطقة حسن كيف الاثرية داخل تركيا بالفيضان والغرق ويهدد الاهوار في العراق بالجفاف، ولذا فإن الحديث عن مخاطر السدود العملاقة لا يقتصر على مراعاة المصلحة الوطنية في العراق، بل هو مسعى لحماية البيئة والطبيعة في المنطقة اجمع، ومن هنا تبرز اهمية التضامن الدولي والتشبيك وبناء اواصر التعاون بين الحركات المهتمة بحماية الموارد الطبيعية بين دول ما بين النهرين من تركيا وايران والعراق، مع نظيراتها من الحركات العالمية الاخرى، لدعم هذا النوع من العمل البيئي بشكل اوسع، ولنا تجربة مميزة بهذا الخصوص في حملة انقاذ نهر دجلة والاهوار العراقية.
من جانبه شدد نيك هيدلارد المدرب البريطاني الذي اشرف على تدريب نشطاء فريق حماة دجلة الجدد على اهمية العمل بأدوات احترافية تتماشى مع تصاعد الصراع الاقليمي لإحتكار موارد المياه من قبل دول المنطقة، فحماية الانهار من مسببات التلوث واضرارها اصبح ضرورة حتمية للحفاظ على معدلات مقبولة من المياه الصالحة للاستهلاك البشري في ظل تنامي ازمات المياه.
الناشط الايراني يوسف فرهادي الذي يمثل احدى التجمعات التي تعمل لحماية الانهار والاهوار في الجانب الايراني من مخاطر السدود والذي كان حاضراً خلال ايام التدريب، عبر عن رغبته بالتعاون مع المجاميع العراقية العامله في هذا المجال، للتنسيق المشترك من اجل زيادة ضغط هذه الحركات وتأثيرها في نقل المطالبات الشعبية بتقاسم الثروات المائية بشكل متساوي ومنصف بين شعوب المنطقة.
يُذكر ان منتدى المياه الاقليمي الذي تسعى حملة انقاذ نهر دجلة وشريكها الرئيسي في العراق جمعية حماة دجلة لتنظيمه في العام المقبل يهدف الى جمع النشطاء والمهتمين من العراق وتركيا وسوريا وايران في مساحة تعد هي الاولى من نوعها لنقاش كل ما يتعلق بالقضايا البيئية والمياه والحوار حول ابرز المشاكل والتحديات التي تواجهها شعوب المنطقة وتبادل الخبرات حول اهم الحلول او المقترحات لتفادي تفاقم الازمات البيئية مستقبلاً.