العنف يطال المشاركين في الخطاب العام في كردستان العراق
تقرير حقوق الإنسان الصادر عن فرق صنع السلام المسيحية (CPT)، أغسطس 2017
(يمكنكم تحميل التقرير كاملاً من هنا)
الوضع الحالي المحيط بإستفتاء إستقلال كردستان العراق
حددت سلطات كردستان العراق موعداً للتصويت لصالح استقلال كردستان العراق من حكومة العراق الوسطى وتقرر عقد الاستفتاء في 25 سبتمبر 2017. وكجزء من مسؤوليتها، ترى فرق صنع السلام المسيحية – كردستان العراق (CPT) كمنظمة دولية غير حكومية لحقوق الإنسان مسألة الاستفتاء كحق لشعب كردستان العراق تقريره، ولا يحمل اي موقف رسمي لنتائج مرجوة. ومع ذلك، نحن ملزمون بمراقبة الوضع الحالي لحقوق الإنسان في كردستان العراق خلال هذه الفترة. حيث أثر الخطاب المتعلق بالاستفتاء تأثيراً كبيراً على كثير من الناس في جميع أنحاء المنطقة.
سلط الاستفتاء القادم لصالح استقلال كردستان الضوء على شعب كردستان العراق ولكن المشاركة في عملية النقد والنقاش أثبتت صعوبة بالنسبة لكثير من النشطاء والصحفيين. حيث انقسمت الأحزاب السياسية الكردية والمجتمع المدني والقادة الدينيين والصحفيين بين مجموعتين: واحدة تدعم الاستفتاء، وحركة “لا لليوم” التي تقف في المعارضة. ويتولى الحزبان المركزيان الحاكمان فى كردستان العراق قيادة حملة “نعم”، فيما ينظم بعض اعضاء البرلمان ورجال الاعمال المحليين واعضاء المجتمع المدنى والقادة الدينيين والصحفيين حركة لا لليوم. وقد وجد أنصار حملة “لا لليوم” في مدن السليمانية ودهوك وأربيل، فضلا عن عدة اقضية اخرى، صعوبة في النقاش والانتقاد علناً. وكثيرا ما يواجهون تهديدات بالعنف أو حتى العنف المباشر. وبالإضافة إلى العنف الجسدي والمضايقات، وجه الحزبان السياسيان الرئيسيان لحكومة إقليم كردستان تحذيرات من الطرد من كردستان العراق تجاه أولئك الذين أعربوا علنا عن انتقادهم للاستفتاء.
وحتى الآن، لم تقدم حكومة إقليم كردستان للمجتمع المدني والصحفيين وغيرهم من الجماعات السياسية أو غير السياسية مساحة آمنة للتعبير عن آرائهم بحرية. وعلى الرغم من كل التحديات التي تواجهها المجموعات المذكورة أعلاه، فقد قتل العديد من الاشخاص في السابق أو هددوا أو سجنوا أو ضربوا أو طردوا من مدنهم ومنازلهم. وقد أدت الأحداث الاخيرة في كردستان العراق، مثل الأزمات المالية الجارية، وعدم فعالية البرلمان، والفساد، والافتقار إلى الضمانات التي تحمي حرية التعبير والتعبير السياسي، إلى جانب الاستفتاء المقرر للاستقلال الكردي، إلى مناخ سياسي متقلب وتهيئة مرحلة جديدة لزيادة انتهاكات حقوق الإنسان.
المستجدات الحالية للأشخاص المعرضين للخطر
وتود فرق صنع السلام المسيحية – كردستان العراق أن توجه انتباهكم إلى العديد من أعضاء المجتمع المدني والصحفيين والزعماء الدينيين وأعضاء البرلمان الذين تأثروا بالأحداث الأخيرة. وفيما يلي عينة من التقارير الواردة من المنطقة:
شيروان شيرواني، صحفي صريح، ناشط، ومدافع عن حقوق الإنسان. يشارك حاليا في حملة “لا لليوم” للاستفتاء المقبل في كردستان العراق. داهمت قوات الأمن مؤخراً منزله، ويجري حالياً مراقبته من قبل أشخاص مجهولين. وقال شيروان لـ CPT إن قوات الأمن في أربيل ودهوك هددته وسجنته وأهانته في الماضي. وعلاوة على ذلك، بدأت وسائل الإعلام الحزبية بفتح العديد من الحسابات على السوشال ميديا لتشارك في حملة تشهير تستهدف شيروان وأسرته. ويشعر شيروان بقلق بالغ إزاء سلامته وسلامة أفراد عائلته بسبب التهديد المستمر من قوات الأمن في أربيل. ويحث المجتمع الدولي لمطالبة حكومة إقليم كردستان بحماية أسرته وبقية المعارضين للإستفتاء في المنطقة.
فرهاد سنجاوي، ناشط وعضو في البرلمان وصحفي، وهو حالياً جزء من حملة “لا لليوم” للاستفتاء القادم في كردستان العراق. تم مؤخراً اقتحام منزل شقيقه بينما كان هو متواجداً فيه، ثم اختطفه رجال مجهولون برفقة قوات أمن حكومية وأطلق سراحه فيما بعد. وقد تم تهديد السيد سنجاوي شفهياً بموقفه من حملة الاستفتاء كما طُلب منه مغادرة البلد.
سامي عثمان فرج (مالا سامان)، زعيم ديني وناشط سياسي في منطقة جمجمال. كان مالا سامان صريحاً جداً حول حقوق المرأة، والوضع السياسي لحكومة إقليم كردستان والفساد في المنطقة. في 18 أغسطس، 2017 بينما كان ذاهباً إلى المسجد لإلقاء خطبة الجمعة، أوقفته سيارة بي أم دبليو وتم ضربه بشدة. حيث قال مالا سامان لـ CPT ان خمسة اشخاص فى السيارة اصابوا رأسه، مضيفاً بأن الأشخاص الذين ضربوه أرسلوا من قبل قوات أمن جمجمال. وعلاوة على ذلك، هدده المسؤولون بمغادرة عمله أو اغتياله. وفي عام 2011، طردته الحكومة من عمله لمدة أربع سنوات بسبب تورطه في مظاهرات تطالب بحرية التعبير ووقف الفساد في القطاع العام.
الاستنتاج
فرق صنع السلام المسيحية بإعتبارها منظمة دولية لحقوق الإنسان ليس لديها اي موقف حيال استفتاء كردستان حول الاستقلال، وترى ان نتيجة التصويت هي مسألة يقررها مواطنو المنطقة. ومع ذلك، وباعتبارنا منظمة غير حكومية لحقوق الإنسان، فقد شعرنا بالانزعاج من الاحداث التي وصلتنا مؤخرا عن أعمال العنف والاختطاف والتهديدات الناجمة عن المشاركة العامة لمواطني كردستان العراق في النقاش حول التصويت على الاستفتاء. كما أننا نشعر بقلق بالغ إزاء التهديدات المستمرة تجاه أولئك الذين ينتقدون علناً الوضع الراهن داخل كردستان العراق. وترى CPT أن هذه الأعمال تشكل انتهاكات رئيسية لحقوق الإنسان وتدين أي أعمال من هذا النوع ضد الصحفيين والناشطين والقادة الدينيين.
وبما أن العراق من الدول الموقعة على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، فإن واجب حكومة إقليم كردستان هو توفير الحماية للأشخاص الذين يعيشون داخل كردستان العراق، وحماية حقوقهم الإنسانية المتأصلة بما في ذلك حقوقهم في الأمان وحرية التعبير.
المصدر: http://cptikurdistan.blogspot.it/