المبادرة الدولية للتضامن مع المجتمع المدني العراقي

The Iraqi Civil Society Solidarity Initiative (ICSSI) is dedicated to bringing together Iraqi and international civil societies through concrete actions to build together another Iraq, with peace and Human Rights for all.

اليورانيوم المنضب المستخدم من قبل قوات الولايات المتحدة يتسبب في العيوب الخلقية والسرطانات في النجف

تقرير عن تلفزيون روسيا اليوم

أدى استخدام اليورانيوم المنضب من قبل القوات العسكرية الأمريكية في العراق إلى زيادة حادة في ظهورالعيوب الخلقية الولادية  واللوكيميا في مدينة النجف وتسبب في هلع السكان وذعرهم خوفا على صحتهم. وقال تقرير صادر عن روسيا اليوم ان السرطان الآن هو  أكثر شيوعا من الانفلونزا.

وتجدر الإشارة إلى أن مدينة النجف شهدت واحدة من أشد العمليات العسكرية أثناء الغزو عام 2003.

وقد سافرت مراسلة روسيا اليوم لوسي كافانوف إلى المنطقة، وسرعان ما علمت أن في كل حي من أحياء النجف شهدت حالات متعددة لاسر يعاني اطفالها من الامراض ، وكذلك أسر فقدت الأطفال، وأسر لديها العديد من الأقارب الذين يعانون من مرض السرطان.

وقال التقرير:

تحدثت الدكتورة سندس نايف على سطح منزلها بدلا من مختبرها: شهدت المدينة “ارتفاعا كبيرا” في العيوب الخلقية و السرطان منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة على العراق عام 2003. وقالت د.نايف انها فضلت في سطح المنزل بدل المختبر للحديث  بسبب وجود توجه حكومي بعدم الحديث عن الموضوع، وربما في محاولة لعدم احراج قوات التحالف.

 “فبعد بدء الحرب على العراق ارتفعت معدلات الامراض السرطانية، والعيوب الخلقية بشكل كبير في النجف. وشهدت المناطق المتضررة من جراء الهجمات الأمريكية أكبر زيادة في هذه الامراض. ونحن نعتقد انها بسبب أسلحة “غير قانونية” مثل اليورانيوم المنضب التي استخدمت من قبل الأميركيين. “عند زيارتك للمستشفى ترى أن السرطان هو أكثر شيوعا من الانفلونزا” قالت د.نايف.

وقد اشار التقرير الى السيدة ليلى جبار، التي توفي اطفالها الثلاثة  لأنهم ولدوا بتشوهات خلقية.

وقالت ليلى: “إن الحرب لم تنته. نعم، خرج الأميركيون، ولكننا ما زلنا نعاني من العواقب “.

وقد عزت ليلى سبب المشاكل الصحية التي عانى منها اطفالها الى الذخيرة المشعة المستخدمة من قبل القوات الأمريكية خلال الحرب. يذكر ان ليلى لها ابن وحيد اسمه احمد على قيد الحياة وعمره ثمانية اشهر فقط ولديه اضطراب الجهاز العصبي والأطباء لا يتوقعون منه البقاء على قيد الحياة الى عيد ميلاده الأول.

وقال تقرير روسيا اليوم:

وقد بحث الدكتور كريس باسبي آثار اليورانيوم المنضب (DU) بالتفصيل. ويقول ان المصدر الوحيد الذي استخدم اليورانيوم في العراق هي قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة.

وقال الدكتور كريس لروسيا اليوم “ذهبنا الى الفلوجة ووجدنا مستويات عالية من السرطانات. وقمنا باجراء تحاليل  لاهل الأطفال الذين يعانون من تشوهات خلقية. فقد قمنا بتحليل شعرهم لمعرفة نوع السم الوراثي داخل شعرهم والذي قد يكون السبب في التشوهات الخلقية. وكان الشيء الوحيد الذي وجدناه هو اليورانيوم. وجدنا اليورانيوم في أمهات الأطفال الذين يعانون من التشوهات الخلقية “.

وأوضح الدكتور كريس: “نحن نعلم أن اليورانيوم هو السم الجيني الذي يسبب هذه المستويات من الضرر الوراثي كما أنه يسبب السرطان أيضا. وكان المصدر الوحيد لليورانيوم هي القوات التي تقودها الولايات المتحدة والتي استخدمت أسلحة اليورانيوم.

يذكر ان اليورانيوم المنضب هو ليس النوع الوحيد من أسلحة اليورانيوم المستخدمة، بل وجدنا في وقت لاحق قليلا من أسلحة اليورانيوم المخصب ايضا ، والتي نعتقد أنها كانت تستخدمها قوات التحالف من أجل تغطية مساراتها.

DepletedUraniumwithlift

 أعتقد أننا استطعنا قليلا او كثيرا اثبات  أن هذه الآثار هي نتيجة لاستخدام اليورانيوم أثناء الحربين ، والجزيئات التي تنتجها أسلحة اليورانيوم “.

وقال تقرير روسيا اليوم نقلا عن تقارير وسائل اعلام ذات مصداقية من الفلوجة:

منذ العام 2009 فصاعدا، كانت مدينة الفلوجة مسرحا لحرب المدن التي تكثفت في عام 2004. وقد جذبت  وسائل الإعلام انظارالعالم نحو ارتفاع معدلات العيوب الخلقية. فقد تم توظيف اثنين على الأقل من المنصات التي تستخدم ذخائر اليورانيوم المنضب في  عملية ‘فانتوم فيوري،’ وهي العملية الأشده منذ النهاية الرسمية للعمليات القتالية الرئيسية في عام 2003.

واستخدمت ما لا يقل عن 440.000 كغم من اليورانيوم المنضب في العراق، لينتهي الأمر ببعضها الى غبار اليورانيوم المنضب وبعضها خارقة للتآكل -تاركة عدد لايزال غير معروف من المواقع و المركبات والمباني والتربة الملوثة ، وفقا لتقرير دنماركي.

مقبرة الدبابات

وقال التقريرالدنماركي:

“وتفاقمت مخاطر تعرض المدنيين لليورانيوم المنضب في المناطق المأهولة بالسكان وذلك بسبب رفض الولايات المتحدة المستمر للكشف عن البيانات التي يمكن أن تساعد عملية التقييم واعادة التطهير بشكل فاعل. فالحكومة العراقية لديها القدرة والموارد المالية للقيام بذلك. وبنظرة كلية للموضوع تلقي هذه القضايا شكوك جدية حول شرعية استخدام اليورانيوم المنضب “.

وأشار واضعوا التقرير:

وبصرف النظر عن تأثير اليورانيوم المنضب المحتملة على الصحة البدنية، فمن المحتمل جدا أن استخدامها ووجودها في العراق قد أدى إلى اشتداد الخوف والقلق، الذي قد خلق التأثير النفسي والاجتماعي القابل للقياس.

و ذكر تقرير روسيا اليوم نقلا عن تقريرتموله الحكومة النرويجية:

أن اليورانيوم المنضب استخدم ضد أهداف مدنية في مناطق مأهولة بالسكان في العراق في العام 2003. التقرير النرويجي يؤكد عدم وجود الشفافية من قبل قوات التحالف في استخدام اليورانيوم المنضب، ويصف حادثة واحدة في النجف حين اطلقت المدرعة والمركبة القتالية برادلي 305 طلقة يورانيوم المنضب في اشتباك واحد.

وتجدر الإشارة إلى أن أسلحة اليورانيوم المنضب لديها القدرة على اختراق الجدران والدبابات. كما ان احد أخطر “الآثار الجانبية” له هو انه عندما يتبخر فإنه يولد الغبار الذي يتم استنشاقه من قبل الأفراد.

وقال تقرير روسيا اليوم:

وفقا للبنتاغون وتقدير الامم المتحدة ان القوات الامريكية والبريطانية استخدمت 1.100،الى  2.200طن من قذائف خارقة للدروع المصنوعة من اليورانيوم المنضب أثناء الهجمات في العراق في آذار ونيسان، وهي أكثر بكثير من التقديرات الرسمية  التي تقول انها استخدمت 375 طن في حرب الخليج عام 1991 ، وفقا لتقرير نشر في سياتل بوست إنتليجنسر في عام 2003.

في مدن مثل البصرة والفلوجة، حيث استخدمت القوات الأمريكية والبريطانية الذخائر الثقيلة في بداية الحرب، تشير التقديرات إلى أن أكثر من نصف الأطفال ولدوا بعد بدء الحرب خلقوا بعيوب خلقية في القلب.

نقلا عن الدراسة التي نشرت في نشرة التلوث البيئي والسموم قال تقرير روسيا اليوم:

بين أكتوبر 1994 وأكتوبر عام 1995، كان عدد  العيوب الخلقية لكل 1000 ولادة حية في مستشفى الأمومة البصرة 1.37 عيب.

 في عام 2003، كان عدد من العيوب الخلقية في نفس المستشفى 23 حالة تشوه لكل 1000 ولادة حية. ففي غضون أقل من عقد من الزمان، ازداد حدوث العيوب الخلقية 17 ضعفا.

وقد أعرب المجتمع الدولي عن المخاوف بشأن الآثار الفعلية لاستخدام مثل هذه الأسلحة. ومن المتوقع أن منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة في العراق ستقوم بنشر تقرير عن هذا الموضوع في المستقبل القريب، ولكن تم تأجيله الآن. ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن التقرير لم يدرس الرابط بين انتشار العيوب الخلقية واستخدام ذخائر اليورانيوم المنضب التي استخدمت خلال الحرب والاحتلال في العراق.

“لم تذكر الدراسة مسألة الربط بين العيوب الخلقية والتعرض لليورانيوم المنضب في نطاق هذه الدراسة وجه الخصوص، فإقامة صلة بين العيوب الخلقية انتشارها والتعرض لليورانيوم المنضب تتطلب مزيدا من البحث” كما قالت منظمة الصحة العالمية في بيانها

وفي الوقت نفسه، يناضل الناس في النجف من أجل توفير الدعم الطبي اللازم للأطفال الذين يعانون من شريحة واسعة من الاضطرابات. واعرب الكثير من  الأزواج عن خوفهم في إنجاب المزيد من الأطفال بعد الولادات الكثيرة  المشوهة خلقيا.