المبادرة الدولية للتضامن مع المجتمع المدني العراقي

The Iraqi Civil Society Solidarity Initiative (ICSSI) is dedicated to bringing together Iraqi and international civil societies through concrete actions to build together another Iraq, with peace and Human Rights for all.

بنضالنا المشترك نحن اقوى وسنمضي بعيدا

انجليزي | English

اسماعيل داود

عرض عن برنامج ، مؤتمر مبادرة التضامن مع المجتمع المدني العراقي – بغداد ٣١ كانون الثاني ٢٠١٩

السيدات والسادة الاعزاء طاب صباحكم وارحب بكم مرة ثانية ، اسمحوا لي ان اشارك معكم بهذه الدقائق ملخص عن فكرة هذا المؤتمر هدفه والخلفية التي يعقد على اساسها.

كما يعلم اغلبكم ، على مدى السنوات العشر الماضية، بنى الدوليون والعراقيون منصة للتضامن مع المجتمع المدني العراقي، وهكذا ولدت مبادرة التضامن مع المجتمع المدني العراقي ICSSI  في ٢٠٠٩ في روما ايطاليا على اثر مؤتمر مشترك بين نشطاء عراقيين ومتضامنين دوليين.

الفكرة كانت وما زالت انضاج نموذج وتجربة للتضامن الفعال مع المجتمع المدني العراقي، اقصد بالفعال انه يتجاوز التضامن والتعاطف مع معاناة العراق بالكلمات، او الحزن عليه في اوقات المحن، ويصل لبرنامج عمل مشترك مبنى على اساس شراكة وتفهم لقضايا النضال المشتركة، فنحن في هذه القرية الصغيرة وفي هذا الكوكب الذي يمثل نقطة في كون واسع ، ليس امامنا الا التضامن الفعال من اجل مستقبل افضل لنا وقريتنا الارض.

ولكي يحصل مثل هذا التضامن نحن بحاجة الى حوار دائم ومراجعة دائمة لقضايانا ولحال شراكتنا ، لذلك اعتدنا كلما توفرت موارد مالية ولو كانت بسيطة على عقد مؤتمر لمناقشة اوضاع التضامن مع المجتمع المدني العراقي . وهكذا ممرنا عبر مؤتمرات عديدة ، وهكذا بنينا معا تجربة عشر سنوات من التضامن الفعال.

اليوم وبعد مرور ١٠ سنوات على مؤتمر فلتري، اتفقنا على ان يكون لنا وقفة هامة ومتأنية ، في مؤتمر مبادرة التضامن مع المجتمع المدني العراقي خصوصا وانه الاول في تاريخها ينعقد في بغداد.

كما ترون في الورقة المطبوعة لديكم الدعوة لهذا المؤتمر ، ان فريق المبادرة فكر بمحوران على اساسها تشكل برنامج اليومين القادمين ، برنامج المؤتمر:-

المحور الاول هو وقفة للتقييم ، لفتة الى وراء لنرى سوية ما هي الإنجازات الرئيسية للمجتمع المدني العراقي، التي تحققت على مدى السنوات العشر الماضية؟ ماهي ايضا الاخفاقات ، وكذلك التحديات التي واجهتنا.  محور مهم حيث من قطع مسافة عمل بهذا الطول وهذا الغنى عليه وفي يوم ما ان يقف ويقيم ما حصل ، وهذا ما سنفعله سوية النصف الاول من اليوم الاول، يومنا الجميل هذا !

المحور الثاني هي دعوة للتبصر في ماحولنا ، اين نحن الان، شهد العراق العديد من التطورات، وليس من المعقول ان نبحر في وضع غني بالمتغيرات مثل وضع العراق، بدون ان نفهم اين نحن او بالادوات التي اعتدناها قبل عقد من الزمان!  تعالو نتبصر بما حولنا اذا، الوضع ليس هين ولكن ، هناك سمات مهمة تصف اين نحن الان.

  نحن في العراق الذي عاش ويعيش حركة احتجاجات اعادة خلط اوراق السياسة والحكم، دقت وتدق ناقوس الخطر، طرحت علينا اسئلة لم نعتد عليها ، من يضمن الماء ، من يحمي البيئة من كوارث التلوث التي تزداد ، من يؤمن العمل والعيش الكريم ، ومتى تنزل شعارات حقوق المراة من الجدران لتكون واقع تعيشه نسائنا هنا ! والاهم من هذا كله نقلت العراق من مستهلك لنظريات النضال اللاعنفي ، الى صاحب تجربة تستحق الوقوف عندها والتعلم منها.  وهذا ما سنحاول ان نفعله معا في النصف الثاني من هذا اليوم.

نحن في العراق مابعد استفتاء كوردستان ، واحتجاجات ابناء كوردستان العراق ، وتطلعهم لحلول نهائية لمشاكل ادمنا عليها منذ عقود. نحن في العراق المجاور لسوريا البلد المهم الذي شكلت القوى الاقليمية والدولية مثل ايران وروسيا وامريكا وتركيا ، شكله الجديد ولن يمكن لنا ان نغمض العين ، علينا ان نفهم ماذا يجري هناك.

نحن في العراق مابعد داعش، مع المدن التي ماتزال مدمرة ، يحدوها الامل بغد افضل ، في صورة معقدة تحيط النازحين واالاجئين ، والعائدين منهم ، اولائك الذين ليس لهم سبيل للعودة.

كل هذا وبالرغم من صعوبته وتعقيداته، نسعى لمواجهته والتبصر به في اليوم الثاني من مؤتمرنا ، لا ادعي اننا سنكمل عملية التبصر هذه بيوم لكن القصد ان نبدا معا مستثمرين وجودكم هنا.

كل ذلك ضروري لمعرفة التضامن الذي يحتاجه المجتمع المدني في المرحلة القادمة وماهي ادوار كل منا ، عراقيين ، دوليين وعراقي مهجر ، هذا سيكون النقاش الذي سنختتم به اليوم الثاني.

لكن دعوني ارجع قليلا لافتتاح اليوم الثاني كما تلاحظون يفتتح بمداخلات من شركاء وممولين ، لكن ارجو الانتباه انهم هنا بصفة شركاء من طراز خاص. فحينما اخلى الجميع الساحة ، فاصبح العمل في العراق ”خارج المودة“ كان لشركاءنا وقفة ووجدناهم الى جنبنا دوماً. حينما اختار قسم من الموولين علاقة جافة مع شركائهم، لاتتعدى المشروع والميزانية،  وجدنا شركائنا هنا يدعوننا لحوار ولقاء بعد لقاء ليفهموا عن قضايانا، حينما رفع الشباب شعار عراق اخر ممكن في ضل صعوبات مهولة، وقف الى جانبنا هؤلاء مرددين ، نعم هو ممكن!

 هذه ليست علاقة ممول مع مستفيد، هذه علاقة من امن بمشروع  وقضية ، هؤلاء رفاق الدرب الطويل ، اقصد مؤسسة كاريبو النرويجية، مؤسسة فاي السويسرية، مؤسسة CCFD الفرنسية، و والاصدقاء في  الاتحاد الاوربي، لكل هذا افردنا جلسة لهم في اليوم الثاني.

اتوقف هنا لكن مع تنويه ان المؤتمر سيمهد لما يتبعه  من لقاء استراتيجي مع شابات وشباب المنتدى الاجتماعي العراقي والمنتدى الاجتماعي في كوردستان ومنتديات محلية اخرى، حيث سيقوم الشباب بوضع خطط للاربع سنوات القادمة ومراجعة اليات علمهم واليات التضامن الصالحة في المستقبل ، سيقدم عرض عن هذا اللقاء  في حينها.

شكرا لكم اتمنى لنا جميعا مؤتمر ناجح.

اسماعيل