المبادرة الدولية للتضامن مع المجتمع المدني العراقي

The Iraqi Civil Society Solidarity Initiative (ICSSI) is dedicated to bringing together Iraqi and international civil societies through concrete actions to build together another Iraq, with peace and Human Rights for all.

ينبغي لليونسكو معالجة آثار بناء سد المنبع على أهوار العراق ودعم اتفاقيات تقاسم المياه عبر الحدود

بيان صحفي من حملة انقاذ نهر دجلة

القرار التالي مقدم من حملة انقاذ نهر دجلة. اعتمده منتدى المنظمات غير الحكومية لمراقبة التراث العالمي قبيل الدورة 43 للجنة التراث العالمي لليونسكو في باكو ، أذربيجان ، 30حزيران – 10 تموز 2019.

المنتدى الدولي السابع للمنظمات غير الحكومية المعني بالتراث العالمي المعرض للخطر

باكو، أذربيجان، 29 حزيران 2019

ينبغي لليونسكو معالجة آثار بناء السدود في بلدان المنبع التي تؤثر على أهوار العراق وكذلك دعم اتفاقيات تقاسم المياه بين البلدان المجاورة

نحن، منظمات المجتمع المدني التي حضرت المنتدى الدولي السابع للمنظمات غير الحكومية المعني بالتراث العالمي المعرض للخطر، والذي نظمه مرصد التراث العالمي في 29 حزيران في باكو ، أذربيجان ، قادمون من 21 دولة في خمس قارات ، كنشطاء مدنيين ومهتمين يتعاملون مع الخصائص الطبيعة والثقافية للتراث العالمي في أماكن مختلفة من العالم. نرغب بلفت انتباه لجنة التراث العالمي إلى ما يلي:

موقع أهوار العراق هو موقع طبيعي وثقافي مختلط يتكون من عدة مواقع في جنوب العراق. قدمت الحكومة العراقية هذا العام التقرير الوطني الثاني للحفاظ على اهوار جنوب العراق لمتابعة تنفيذ متطلبات اليونسكو واختبارها على النحو المنصوص عليه في القرار42COM7B.66  لعام 2018. في أحدث مسودة لليونسكو، القرار 43.COM7B35 ، تشعر بالقلق لأن الحد الأدنى من تدفقات المياه ومخصصات المياه للأهوار، وهي المكون الطبيعي للموقع، لم يتم الوفاء بها خلال العامين الماضيين. ومع ذلك، لا يشير أي من مسودات القرار إلى الآثار الخطيرة المترتبة على الأهوار بسبب بناء سدود على الأنهر في دول المنبع، مما يخلق المخاوف بأن اليونسكو تقلل من شأن عواقب السدود.

1- الحد الأدنى لتدفقات المياه

يؤكد التقرير الوطني الثاني للحفاظ على اهوار جنوب العراق لعام 2019 أن كميات المياه التي تم تسليمها إلى الأهوار في عام 2017 و2018 أقل من الحد الأدنى للتدفقات المحددة لإحياء الاهوار وفقًا للدراسة الاستراتيجية للمياه والأراضي الرطبة في العراق (SWLRI). مستقبل الأهوار على المدى الطويل مهدد بعدم وجود تماسك في استراتيجية المياه في العراق، وخاصة فيما يتعلق بتأثير السدود على تدفقات الانهار الحالية والمستقبلية إلى الأهوار. تنص الدراسة الاستراتيجية في العراق بشكل واضح على أنه “لا توجد حاجة لبناء سدود جديدة كبيرة لمساعدة العراق في تحقيق أهدافه للدراسة الاستراتيجية الى عام 2035.”  كما توصي بعدم بناء سدود أخرى في العراق حتى يتم التوصل إلى اتفاقات مع دول المنبع حول تدفق المياه الى اذناب الأنهر (اهوار جنوب العراق). مع ذلك، تتصور حكومة إقليم كوردستان في أحدث مخططاتها الرئيسية إنشاء 18 سداً في إقليم كوردستان، وقد أعلنت حكومة إقليم كوردستان مؤخراً عن بناء 3 سدود في حوض الزاب الأعلى (الكبير). يجب معالجة هذا التعارض في السياسة إذا كانت الحكومة الاتحادية العراقية تفي بمتطلبات لجنة التراث العالمي بالحفاظ على الحد الأدنى من التدفقات إلى الأهوار. اما من ناحية منبع النهر في تركيا، فإن مشروع سد إليسو الضخم الذي من المقرر أن يبدأ تشغيله في الاشهر القادمة سيهدد بشحة تدفق المياه إلى مناطق اذناب الانهر بما في ذلك الاهوار في جنوب العراق. وفي الوقت نفسه، قامت إيران أيضًا على مر السنين ببناء عشرات السدود على روافد نهر دجلة، مما أدى إلى تحويل مليارات الأمتار المكعبة من المياه الى الجانب الإيراني.

2- اتفاقيات طويلة الأمد من اجل تقسيم المياه

لجنة التراث العالمي في القرار 43.COM7B35  “تشجع بقوة مرة أخرى الدول الأطراف، العراق وإيران وتركيا، على مواصلة جهودهم في التعاون من أجل الإدارة المستدامة للمياه على المدى الطويل […]”. اشارت الحكومة العراقية أنه تم عقد اجتماعات وحوارات بين العراق وتركيا. لم يتم ذكر أي جهود للتعامل مع إيران أو استنتاجات لأي ارتباطات من هذا القبيل، إن حدثت اصلا. لذلك نحث لجنة التراث العالمي على البحث عن مزيد من المعلومات الملموسة من جهات الدول، العراق وإيران، وبذل الجهود لتيسير الحوار. لقد استعرضنا  “مذكرة التفاهم لعام 2014 في مجال المياه بين وزارة الغابات وشؤون المياه في جمهورية تركيا ووزارة الموارد المائية في جمهورية العراق” والتي لم يتم التصديق عليها بعد. إننا نشعر بالقلق لأنه على الرغم من أن المذكرة تلزم الأطراف بحصص متساوية من المياه، فإنها لا تتناول بالتحديد الحد الأدنى من تدفق المياه إلى منطقة الأهوار، على الرغم من أن العراق وتركيا طرفان في اتفاقية التراث العالمي.

3- نوعية المياه

ليس فقط كميات المياه التي تتدفق إلى الأهوار هي المهمة، ولكن أيضًا جودتها. ونحن نرحب بالخطوات التي اتخذها الدول الأطراف لتحسين تنظيم المشاريع النفطية المراد انشاؤها داخل الاهوار وحولها، لكن الملوحة وغيرها من الملوثات الناجمة عن مشاريع الري والاستصلاح الزراعي لا تزال تغذي الأهوار.

4- المشاركة مع المجتمع المدني

في مشروع القرار 43.COM7B35 ، تحث اليونسكو حكومة العراق على الانخراط “المجدي” مع المجتمعات المحلية باستخدام نهج “قائم على الحقوق” في إدارة المياه. كما ينبغي من الدول الأطراف، العراق وتركيا وإيران، أن تشرك السكان المتأثرون مباشرة بإدارة الموارد الثقافية والمائية في عملية صنع القرار.

أن لجنة التراث العالمي WHC مطالبة بالتالي:

أ – مطالبة الحكومة العراقية بنشر أحدث دراسة لاستراتيجية المياه والأراضي الرطبة في العراق وكذلك نشر مذكرة التفاهم التركية-العراقية بالكامل وإتاحتها للعامة لغرض التعليق عليها؛

ب – مطالبة حكومة العراق بإجراء تقييم بيئي إقليمي على مستوى الحوض للسدود الحالية والمقترحة على أنهار دجلة والفرات وروافدها، مع تكليف محدد بتقييم التأثير المستقبلي على التدفقات إلى الأهوار. يجب إجراء التقييم البيئي الإقليمي (REA) وفقًا لإرشادات IUCN الخاصة بالتقييمات البيئية للتراث العالمي، مع إتاحة فرص للمشاركة العامة;

ج – مطالبة العراق بالامتناع عن بناء أي سد جديد، بما في ذلك في إقليم كوردستان، حتى يتم تنفيذ مثل هذا التقييم وإعلان النتائج التي خلص إليها ومراجعتها من قبل مركز التراث العالمي والاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة.

د – حث تركيا وإيران على الوفاء بالتزاماتهما بموجب اتفاقية عام 1972 المتعلقة بحماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي واتفاقية التنوع البيولوجي لعام 1992، لضمان تدفق مياه كافية للحفاظ على النظام البيئي الطبيعي للأهوار.

ه – مطالبة الدول الأطراف، العراق وتركيا وإيران، بالتعامل تحديداً مع الحد الأدنى من تدفق المياه في اتفاقية قانونية ملزمة للحفاظ على الأهوار.

و – الحصول على تأكيدات حازمة بأنه لن يحدث أي تغيير في ممتلك الأهوار من شأنه أن يؤثر على نوعية المياه التي تدخل الأهوار مثل مبيدات الآفات والمياه المالحة القادمة من الأراضي الزراعية.

29 حزيران 2019 – باكو، اذربيجان