المبادرة الدولية للتضامن مع المجتمع المدني العراقي

The Iraqi Civil Society Solidarity Initiative (ICSSI) is dedicated to bringing together Iraqi and international civil societies through concrete actions to build together another Iraq, with peace and Human Rights for all.

هل سيشهدُ العراق صيفاً آخراً من السخطِ؟

WPR

كتب من قبل : ريناد منصور الخميس 18 تموز 2019

المتظاهرون العراقيون يهتفون بالشعارات أثناء مظاهرة في ميدان التحرير ، وسط بغداد ، العراق ، 21 يونيو / حزيران 2019 (صورة من أسوشيتدبرسور لهادي مزبان)
المتظاهرون العراقيون يهتفون بالشعارات أثناء مظاهرة في ميدان التحرير ، وسط بغداد ، العراق ، 21 يونيو / حزيران 2019 (صورة من أسوشيتدبرسور لهادي مزبان)

على مدار مواسم الصيف القليلة الماضية ، حيث تلتقي الحرارة الشديدة مع استياء متزايد من قبل المواطنين من عجز حكومتهم عن توفير الخدمات الأساسية وفرص العمل ، يخرج العراقيون إلى الشوارع للاحتجاج. و قد حدثت هذه المظاهرات بشكل أساسي في جنوب العراق وفي بغداد ، حيث تم احتواء العنف نسبياً منذ عدة سنوات حتى الآن. و بالنسبة للعديد من العراقيين ، الاحتجاج هو الصوت الوحيد الذي تركوه.حيث إنهم ينظرون إلى العملية السياسية والانتخابية الرسمية على أنها مجرد تعزيز لنفس الاشخاص و قد فشلت هذه العملية  مرارًا وتكرارًا منذ الغزو الأمريكي عام 2003 الذي أطاح بصدام حسين.

غير أن احتجاجات الصيف الماضي في البصرة غيرت ديناميات هذه الاحتجاجات العامة. على عكس السنوات السابقة ،حيث قام المحتجون بمسيرة ضد جميع جوانب الطيف السياسي العراقي – بما في ذلك الجماعات شبه العسكرية الشيعية المدعومة من الدولة والمعروفة باسم الحشد الشعبي ، والتي كانت تُعتبر سابقًا قوة مقدسة في البصرة لتحرير العراق من تنظيم الدولة الاسلامية (داعش). حيث كان حوالي ثلث مقاتلي  الحشد الشعبي من البصرة. على عكس السنوات السابقة ، و قد عارض المتظاهرون في عام 2018 دعوات من رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر ، الذي كان قد دافع عن حركة الاحتجاج في الماضي لكنه كان يشكِّل الحكومة الآن ، بعد أن فاز ائتلافه السياسي في الانتخابات البرلمانية لعام 2018. والأهم من ذلك أن هذه الاحتجاجات تحولت إلى عنف ، حيث تم إحراق مكاتب الأحزاب السياسية وقتل ما لا يقل عن 23 متظاهراً في اشتباكات مع قوات الأمن. …